عندما غنّى القَمر
قال لي الصحبُ
: لماذا ربعنا لم يعُد فيهِ قمرْ ؟.
قُلتُ: يوماً كان فيهِ قمرٌ
كُلما يفترَ عن دُرّهِ
في رُبـــانا يطلـعُ
الصبحُ الأغرْ.
وإذا اللـيلُ رمى أرداءُ من حولهِ
زاد في الأُفق سناءً وأنتــشرْ.
والعصــافيرُ على أعشاشــها
تنسجُ الأضواء من أفراحهِ
فوق أغصان الشجرْ.
ظلّ دوماً يتدلّى
في (سمانا)
ودنا من تلّنا حـتى
غــدا يعلو رُبانا والسهولْ .
حيث يخــطو في الــرُُبى
تزهر الأحلامٌ في خدّ الحقولْ.
يمسحُ الهامات في أطفالنا.
يقطف الوردَ لنا
يغرسُ العِزّة في هاماتنا.
كان يعــدو ويُغنــّي للــرُّبى
وذئاب الليل تعوي في الجبلْ.
تتباكى ليلها المذبوحِ في أرض الأملْ .
تسألُ الأشباح في الظلِّ
لماذا تجهش الأكوانُ
في كفِّ القمرْ
كان ليلاً أو نهارا.
صار للعــــشق مــــزارا
وتُنادي ليلها : لملمْ جراحكْ
لملمً الليل الجراحْ.
ومضى قبل السَّحرْ.
يسحبُ الأذيال صمتاً
حاملاً في قلبهِ الجمرَ سيوفاً.
ثم عاد الرّبعَ جــــيشاً من ذئابْ
آتياً من كــل وادٍ ، كل غابْ
ورمى سهماً
على صدر القمرْ
فتشظّى شفقاً ثم أندثرْ
وانحنى من حولهِ
غُصنُ الثمرْ.