أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 29

الموضوع: "وفاء"

  1. #1
    الصورة الرمزية عبد السلام هلالي أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الدولة : المغرب
    العمر : 42
    المشاركات : 983
    المواضيع : 44
    الردود : 983
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي "وفاء"

    "وفاء"
    أغمضت عينيها على صورة دامعة الملامح التقطتها له، وهو يدير ظهره ليركب البحر رحيلا نحو غدهما الأفضل. ملوحا بوعد كان آخر كلمة خطتها الأقدار في روايتهما.
    أدارت بدورها ظهرها للحياة ، ركبت صهوة الانتظار وراحت تخط بمفردها قصة حب على صفحات الترقب ، هاربة بيدها عن الأيادي الممتدة إليها. أرادتها قصة قصيرة تملأ الفراغ فيها ، وتشغلها عن حرقة الغياب ، فاستحالت رواية طالت فصولها حتى مالت شمس الأيام عن وهج العمر ، واحترق الجسد انتظارا، لتلقي بها السطور على أعتاب الأربعين.
    تطلعت إلى المرآة تتحسس عزيمتها ، باغتتها أنوثتها بصرخة استغاثة مدوية ، هالها ما رأت . فكرت أن تكسرها ، خافت على قلبه شظايا الانكسار. أرادت أن تستعيد الخطى ، أن تواصل الهروب إلى مكان ليس فيه مرايا، أصوات من حولها تسد الأفق. صوت المرآة وأنوثتها ، صوت العقل وأمها ، صوت الفقر والسقف المتداعي ، أصوات المشككين والطاعنين في الشرف . صوت يقذف بها إلى صوت . وكل الأبواب غلقت دونها إلا باب الحاج "الطيِب" الرجل السبعيني الذي أرهقته سلالم المنزل المهترئة صعودا ينوء بحمل الهدايا ، ونزولا محملا بثقل الخيبة ، متكئا على عكاز الأمل. صم الأذنين لم يعد مجديا ، أصبحت الأصوات تسكنها. حتى قلبها الذي طالما كان عونا لها يخرس صوت العقل فيها ، بح صوته ولم يعد يسمع له إلا أنينا. تعاظمت الصرخات من حولها . أحستها تطبق على أنفاسها ، قاومت و قاومت .... ثم سقطت.
    أفاقت على ضرب الدفوف وزغاريد النساء تشيع راوية حبهما إلى مثواها الأخير. تراءى لها فستان الفرح الأبيض كفنا يلفها وهي تجلس جثمانا إلى جانب الحاج "الطيب" الذي قبض بقوة على الحياة في يدها وقد انتصبت قامته ، استقام ظهره و دبت الروح في أوصاله.
    فجأة اختفت كل الوجوه ومعالم الأشياء من حولها ، زلزلت الأرض تحت قدميها ودارت بها - لا تدري كم من دورة - قبل أن يستقر المشهد. إنه هو... ! هو… لاشك !
    لم تفلح سنون الغياب في إخفاء ملامحه عن ذاكرة قلبها ، مازال بإمكانها تعرفه من بين آلاف الصور. ها هو يسير إليها بنفس الخطوات التي استقبل بها البحر ذات مغيب. و كأن ما بين الأمس واليوم طرفة عين. خفق قلبها بأكثر مما يحتمل ، كأنها ترى روايتهما تتململ في قبرها ، كأن نقطة النهاية تتزحزح من مكانها لتفسح المجال لسطور جديدة. راودتها فكرة نبش القبر واستخراج الجثة ، كيف والحاج "الطيب" يجلس حارسا أمينا لغنيمته، يسد الطريق بين الأمس واليوم ويجثم بكل ثقله على القبر .
    - مبارك لك يا وفاء ! لقد تغيرت كثيرا !علمت بالأمر فور وصولي ، فآثرت إلا أن أشارككِ فرحتك يا ابنة العم .....
    لم تسمع شيئا مما قال ، كانت الدهشة تعطل حواسها والأسئلة المتساقطة بغزارة كالعرق المتصبب من جبينها تستولي على فكرها: كيف ...؟ لماذا.....؟ من يخبرني أن ما أعيشه حقيقة ؟ أن ما أراه ليس وهما ؟ لماذا لم تخبرني أنك عائد ؟ أنك قادم ؟ أنك حي؟ كنت لأنتظرك العمر كله ! لماذا غصت في الغياب ، حتى إذا انقطعت أنفاس انتظاري طفوت على الحاضر من جديد ؟ لماذا جعلتني أوقع يائسة شهادة وفاتنا ، ثم عدت لتقول أنك لا زلت حيا ؟ يا لفجيعتي ! أيعقل أن أحتفظ بك عشرين سنة ، عشرون سنه بأيامها ولياليها وعذاباتها لأخسرك بفارق يوم! كيف سأعيش مع رجلين في واقعي ؟
    استعادتها يد امرأة ممدودة لمصافحتها و صوت رجل يقول : يسعدني أن أقدم لك زوجتي (ماري).
    اللهم اهدنا إلى ماتحبه وترضاه

  2. #2
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    نادرون هم أولئك الذين يكون العطاء أحد متعهم الخاصة

    /

    نص مغلف بالعطر ..
    الإنسان : موقف

  3. #3
    الصورة الرمزية سامية الحربي أديبة
    غصن الحربي

    تاريخ التسجيل : Sep 2011
    المشاركات : 1,578
    المواضيع : 60
    الردود : 1578
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    كثيرون هم أولئك الذين يعلقون تلك القلوب الوفية لسنوات عجاف ثم يعودون دون كلمة اعتذار و بقلب استبدله عشرات المرات .الأديب عبد السلام هلالي قصة رائعة رغم وجعها لغة شيقة جدا فشكرا جزيلا لك. تحياتي وتقديري.

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد الشرادي أديب
    تاريخ التسجيل : Nov 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 721
    المواضيع : 35
    الردود : 721
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام هلالي مشاهدة المشاركة
    "وفاء"
    أغمضت عينيها على صورة دامعة الملامح التقطتها له، وهو يدير ظهره ليركب البحر رحيلا نحو غدهما الأفضل. ملوحا بوعد كان آخر كلمة خطتها الأقدار في روايتهما.
    أدارت بدورها ظهرها للحياة ، ركبت صهوة الانتظار وراحت تخط بمفردها قصة حب على صفحات الترقب ، هاربة بيدها عن الأيادي الممتدة إليها. أرادتها قصة قصيرة تملأ الفراغ فيها ، وتشغلها عن حرقة الغياب ، فاستحالت رواية طالت فصولها حتى مالت شمس الأيام عن وهج العمر ، واحترق الجسد انتظارا، لتلقي بها السطور على أعتاب الأربعين.
    تطلعت إلى المرآة تتحسس عزيمتها ، باغتتها أنوثتها بصرخة استغاثة مدوية ، هالها ما رأت . فكرت أن تكسرها ، خافت على قلبه شظايا الانكسار. أرادت أن تستعيد الخطى ، أن تواصل الهروب إلى مكان ليس فيه مرايا، أصوات من حولها تسد الأفق. صوت المرآة وأنوثتها ، صوت العقل وأمها ، صوت الفقر والسقف المتداعي ، أصوات المشككين والطاعنين في الشرف . صوت يقذف بها إلى صوت . وكل الأبواب غلقت دونها إلا باب الحاج "الطيِب" الرجل السبعيني الذي أرهقته سلالم المنزل المهترئة صعودا ينوء بحمل الهدايا ، ونزولا محملا بثقل الخيبة ، متكئا على عكاز الأمل. صم الأذنين لم يعد مجديا ، أصبحت الأصوات تسكنها. حتى قلبها الذي طالما كان عونا لها يخرس صوت العقل فيها ، بح صوته ولم يعد يسمع له إلا أنينا. تعاظمت الصرخات من حولها . أحستها تطبق على أنفاسها ، قاومت و قاومت .... ثم سقطت.
    أفاقت على ضرب الدفوف وزغاريد النساء تشيع راوية حبهما إلى مثواها الأخير. تراءى لها فستان الفرح الأبيض كفنا يلفها وهي تجلس جثمانا إلى جانب الحاج "الطيب" الذي قبض بقوة على الحياة في يدها وقد انتصبت قامته ، استقام ظهره و دبت الروح في أوصاله.
    فجأة اختفت كل الوجوه ومعالم الأشياء من حولها ، زلزلت الأرض تحت قدميها ودارت بها - لا تدري كم من دورة - قبل أن يستقر المشهد. إنه هو... ! هو… لاشك !
    لم تفلح سنون الغياب في إخفاء ملامحه عن ذاكرة قلبها ، مازال بإمكانها تعرفه من بين آلاف الصور. ها هو يسير إليها بنفس الخطوات التي استقبل بها البحر ذات مغيب. و كأن ما بين الأمس واليوم طرفة عين. خفق قلبها بأكثر مما يحتمل ، كأنها ترى روايتهما تتململ في قبرها ، كأن نقطة النهاية تتزحزح من مكانها لتفسح المجال لسطور جديدة. راودتها فكرة نبش القبر واستخراج الجثة ، كيف والحاج "الطيب" يجلس حارسا أمينا لغنيمته، يسد الطريق بين الأمس واليوم ويجثم بكل ثقله على القبر .
    - مبارك لك يا وفاء ! لقد تغيرت كثيرا !علمت بالأمر فور وصولي ، فآثرت إلا أن أشارككِ فرحتك يا ابنة العم .....
    لم تسمع شيئا مما قال ، كانت الدهشة تعطل حواسها والأسئلة المتساقطة بغزارة كالعرق المتصبب من جبينها تستولي على فكرها: كيف ...؟ لماذا.....؟ من يخبرني أن ما أعيشه حقيقة ؟ أن ما أراه ليس وهما ؟ لماذا لم تخبرني أنك عائد ؟ أنك قادم ؟ أنك حي؟ كنت لأنتظرك العمر كله ! لماذا غصت في الغياب ، حتى إذا انقطعت أنفاس انتظاري طفوت على الحاضر من جديد ؟ لماذا جعلتني أوقع يائسة شهادة وفاتنا ، ثم عدت لتقول أنك لا زلت حيا ؟ يا لفجيعتي ! أيعقل أن أحتفظ بك عشرين سنة ، عشرون سنه بأيامها ولياليها وعذاباتها لأخسرك بفارق يوم! كيف سأعيش مع رجلين في واقعي ؟
    استعادتها يد امرأة ممدودة لمصافحتها و صوت رجل يقول : يسعدني أن أقدم لك زوجتي (ماري).
    عاد لينكأ جراحها و يحرك السكاكين في قلبها. و هو يخاصر امرأة عجمية أنسته حبه الأول، و ربما منبته و أصله.
    دام الألق ليراعك أخي عبد السلام.
    تحياتي

  5. #5
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,113
    المواضيع : 317
    الردود : 21113
    المعدل اليومي : 4.95

    افتراضي

    الأخ / عبد= السلام الهلالى .
    قصة رائعة ــ حلق بنا البناء السردى الممتع والشاعرى
    فى مدار واسع ــ وبمعالجة ذكية وبأداء ماتع أوصلت
    الفكرة الموجعة . لنصل إلى النهاية الصادمة ...
    أبدعت وأكثر .

  6. #6
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    هو الوهم العاطفي الذي يبني قصورا في الأحلام ويتوّج الحبيب ملكا، ليكتشف يوما أنّ هذا المعشوق لا يريد صاحب القصر خادما له، وأنّ القصر نسج من خيوط عنكبوت!
    قصّة رائعة الحبكة والقفلة، استطعت من خلالها عرض ما يجول في خاطر البطلة بصورة جاذبة
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  7. #7
    الصورة الرمزية عبد السلام هلالي أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الدولة : المغرب
    العمر : 42
    المشاركات : 983
    المواضيع : 44
    الردود : 983
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي مشاهدة المشاركة
    نادرون هم أولئك الذين يكون العطاء أحد متعهم الخاصة
    /
    نص مغلف بالعطر ..
    مرورك أطيب وأعطر أخي الكريم.
    لا عدمناك ولا حرمت الصحة والعافية والفكر المستنير.


  8. #8
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.01

    افتراضي

    أخي الأكرم ، الأستاذ عبد السلام
    أسعد الله أوقاتك
    على أنها قصّة قصيرة ؛ حفلت بأكثر من حدث ، وامتدت زمناً طويلاً ، لكنها أمتعتْ بالصراع الذي امتدّ حتى قبل آخر سطر فيها . وأثارت بومضتها القويّة التي كشفت سبب ( الغوص في الغياب ) كما كشفت الزوج اللئيم القاسي !
    وقفتُ أفكر لمَ جاءَ إليها بعد عشرين سنة ؟ هل جاء يُهنّئها ، أم سمع بزواجها فأتى لها بامرأة أجنبيّة لينتقم منها ، أم لماذا ؟ ..
    واستوقفني العنوان ، فإن كان المقصود به وفاءها فهو عنوان متطفل فاضح لموقف الكاتب ، وإن كان المقصود وفاءه ..فهو عنوان يحمل التهكم أيضاً الفاضح لموقف الكاتب ! وفي كلتا الحالين يُفضل فنياً استبداله بآخر يهمس أو يُومي ، من غير أن يُحدث أيّ صوت !!
    قصّة ممتعة قامت على السرد الغاضب ، والحوار الداخليّ الحانق ! واللغة البليغة التي استعانت كثيراً بالتشخيص الجميل
    تحياتي وتقديري
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  9. #9
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    (أدارت بدورها ظهرها للحياة ، ركبت صهوة الانتظار وراحت تخط بمفردها قصة حب على صفحات الترقب ، هاربة بيدها عن الأيادي الممتدة إليها. أرادتها قصة قصيرة تملأ الفراغ فيها ، وتشغلها عن حرقة الغياب ، فاستحالت رواية طالت فصولها حتى مالت شمس الأيام عن وهج العمر ، واحترق الجسد انتظارا، لتلقي بها السطور على أعتاب الأربعين.)

    أخي عبد السلام

    ما اجمل هذا الوصف لمن كابد الوفاء .. أرادت الانتظار أن يكون قصيراً لتحفل بلقائه ..لكنه تركها حتى غابت عنها شمسها ..نصٌ جميل مسّ شغافَ قلوبنا..دام إبداعك

  10. #10
    الصورة الرمزية عبد السلام هلالي أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الدولة : المغرب
    العمر : 42
    المشاركات : 983
    المواضيع : 44
    الردود : 983
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غصن الحربي مشاهدة المشاركة
    كثيرون هم أولئك الذين يعلقون تلك القلوب الوفية لسنوات عجاف ثم يعودون دون كلمة اعتذار و بقلب استبدله عشرات المرات .الأديب عبد السلام هلالي قصة رائعة رغم وجعها لغة شيقة جدا فشكرا جزيلا لك. تحياتي وتقديري.
    الأديبة الكريمة غصن الحربي.
    لك باقة شكر على المرور الكريم والقراءة المتمعنة والاهتمام المتواصل.
    كل التقدير والاحترام. أدام الله عليك نعمه.


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قصيدة "إلى جنانك " بقلم "وفاء الأيوبي "
    بواسطة وفاء حسن الأيوبي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 46
    آخر مشاركة: 04-01-2011, 01:56 PM
  2. "في أثناء" و"أثناء".. تعارض لجنة "المعجم الوسيط" مع قرار مؤتمر المجمع المصري
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-09-2010, 06:06 PM
  3. صيغة "افتعل" مطبقة الفاء وداليتها وزائيتها وذاليتها .. ملتقى "الأصوات" و"الصرف"
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-03-2010, 04:00 PM
  4. مجرد""""كلمة"""""ترفع فيك أو تحطمك........!
    بواسطة أحمد محمد الفوال في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-05-2009, 11:27 AM
  5. قصيدة "يدي " بقلم وفاء الأيوبي من ديوان "رحيق الأعاصير "
    بواسطة وفاء حسن الأيوبي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 29-08-2008, 09:24 PM