في ذكرى وهم

في ذكرى وهم

تَناءى سَنا الحُـلمِ عنّي وفَـرّْ ... وسافرَ في العمرِ هذا القَفَـرْ
ولم يَبقَ في القلبِ غيرُ الشجونِ، وذِكرَى شعورٍ بِشِعري انضَفَرْ
تُسائلُ طيفَ التي لم تُبالِ بهذا الذي في الفؤادِ انحَـفَـرْ:
لماذا تلاعبتِ بالعاشقينَ، وحطَّمتِ في الوهمِ بَعضَ نَفَـرْ؟
وأَرديتِ بالغدرِ قلبَ الحبيبِ، وللبدرِ في لَهَفٍ قد طَفَـرْ؟
وكنتِ عليَّ أنا صعبةً، ومَن لم يُعانِ هَواكِ ظَفَـرْ؟
وإنّي الذي أشعلَ الشِّعرَ شوقا بتنهيدةٍ، واللهيبَ زَفَـرْ
وإنّي الذي مزّقَـتْهُ الجُروحُ، ومِن فَرطِ تَهيامِهِ قد غَفَـرْ!
ووفّيتُ في الهجرِ رغمَ الظنونِ، وآمنتُ بالحبِّ حتّى كَفَـرْ!
فَهَا أنتِ ـ يا أنتِ ـ كِذْبٌ جميلٌ، وإنَّ الدليلَ عليه وَفَـرْ
فلم تَنهَـلي من عُيونِ الحَياءِ، ولم تَعرفي قَـطُّ معنى الخَفَـرْ
فَـلُمّي حقائبَ هذا الشعورِ، وهيا فهذا أوانُ السَّـفَـرْ
ولا تَذكريني إذا هلَّ صُبحٌ، وطيرُ الربيعِ لإلْفٍ صَفَـرْ
لقد زالَ عنكِ قِناعُ الجمالِ، ومنكِ فؤادُ المُحبِّ نَفَـرْ
فَعيشي مَدَى الدهرِ بينَ الحُـفَـرْ ... فـإنَّ الخيـانــةَ لا تُغـتَـفَـرْ

محمد حمدي غانم
17/1/2013
____________________
* القَفْـر: الأرض الخالية.. والقَفَر مصدر الفعل قَفِرَ.
* ظَفَرَه: أنشبَ أظفاره في لحمه.. بينما ظَفِرَ به: أي فاز به.
* الخَفَر: الحياء.
* صَفَرَ: أطلق صوت الصفير.

أمتعتَ بتقفّيك إلزام مالا يلزم من القوافي وهو فنّ جميل كان للمعرّي فضل ابتكارِه
بورك فيك شاعرنا الكريم محمد حمدي

أعجبتني القصيدة ومابها من أحاسيس وكذلك قافية الراء الرقيقة
شكرا لك

قدرة واضحة وقد الزمت نفسك ما لا يلزم واجدت في ذلك
رائقة السبك بهية الصور .
احسنت

صدقت أخي

فإنّ الخيانة لا تغتفر

رائع بوحك

تحيّاتي

فاتن

شاكر لكم أساتذتي الأفاضل هذا الاحتفاء..
ونعم فيها لزوم القافية المركبة "فر"، ولي عدة تجارب على قوافي صعبة ومركبة في العامين الماضيين، وهذه التجارب أفادتني كثيرا من حيث مراجعة اللغة ومعاجمها واكتساب ألفاظ جديدة وتغيير المعجم الشعري والخروج من أسر القوافي النمطية، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى تغيير الأساليب والصور الخيالة، وبالتالي يعيد للشاعر حيويته ويخرجه من نمطية كتاباته..
باختصار: الشعر العمودي الموزون المقفى هو رياضة لغوية قوية، والتجديد والتنويع في القوافي وعدم تهيب الأصعب منها، ولزوم ما لا يلزم أحيانا، هو تحد ممتع ومفيد، إضافة إلى أنه يجعل الشاعر أقوى عند كتابة شعر التفعيلة، فالذي يمشي على الحبل، لن يعجز عن لعب الحركات البهلوانية على الأرض..
تحياتي

بوح اجدته في صورة جميلة
تحيتي

يسعدني ذلك أ. خليل..
تحياتي