أتدري كم أحبكَ يا حسينُ
وقلبي ملءَ صوتِكَ كم يحِنُّ
مضَيتَ، وصرتُ وحدي دونَ كفٍّ
تشدُّ يدي لتفضحَ ما أُكِنُّ
أحبكَ، لو أحبكَ طولَ عمري
أيُرجِعُكَ الهوى فتَراكَ عينُ؟
أبي.. خذني إليكَ ولو قليلا
لتُولدَ فرحتي، ويموتَ حُزنُ
ودِدْتُكَ لو تكونُ معي وترعى
شؤوني.. كلما أبكي تُجَنُّ
أَلَمْ تَشْتَقْ لطفلتِكَ التي في
غيابكَ نابَها صمتٌ وأَنُّ؟
يعذِّبُ يُتمَها أنَّ الصبايا
لهُنَّ أبٌ، ولِي وَهْمٌ وظَنُّ
أتى عيدي فأينك من عناقي
ندندن وحدنا، ويضوع لحنُ
تمد يديك لي، فأجيب عدْوا
يداك مسافتي، والصدر كونُ
تثيرك سُمرتي، وكأن لونا
سوى لوني أنا ما فيه حُسْنُ
وتقسم أنه لولا جَمالي
يُدَوِّخُ هكذا، ما اسْمَرَّ لونُ
أبي عُدْ مِن غيابكَ، أنتَ أدرى
بما يعنيه للأحبابِ بَيْنُ
ترفَّقْ بي، وزُرْ بيتي، وهَبْني
منَ الأيامِ وقتاً لا يَضِنُّ
أقامَ الناس للأعيادِ وَزْناً
وعيدي ما لهُ مُذْ غِبْتَ وَزْنُ
لَكَمْ أقسَمْتَ مِلْءَ الصّْدْقِ أنَّا
معاً نبقى، فهل ما قِيل مَيْنُ؟
وكنتَ وعدتني أنْ لا فراقٌ
ووَعْدُ الحُرِّ - مهما غابَ - دَيْنُ
أبي، ما بيننا كَمْ صارَ بَوْناً
كبيراً، والهوى ما فيه بَوْنُ
أنا أدري بأنكَ لستَ تأتي
وأنَّ الحُلْمَ بعدَ الموتِ مَنُّ
فذَرْنِي أكتفي بالشِّعْرِ بَوحاً
لتدري كمْ أحبكَ يا حسينُ