حين يتحول الحب بعمقه الوجداني المهيب الى نمنات تنحسر في شبق المنطق اللفظي ، والايغال المتكلف في مهارة القول ..
هنا يخرج المألوف من قرب التناوش الى حمأة البعد السحيق الذي يلفه غموض فلسلفي عقيم ، يدور في فلك مجدب غير مأهول ...
قلبت في مواقع البشر بالقدر الذي سمح به وعي وسني ، فما وجدت أرزى من صانعي الحب وأشقى من المنظرين له في محافل الكلمة المستنيمة ..
فهم فئام يتضاغون جوعا لدفقة شعورية صادقة ويودون بجدع انوفهم - من فرط فاقتهم - ان يلمسوا بارواحهم نبتة وليدة لحب فطري طبائعي مركوز ، غير مخنث ولا مدنس ...
سيظل طابور المتتفعين بالكلمة والمتاجرين بالمعاني يرتادون أماكن النور المزركش وقلوبهم في ظلمة موحشة ..
يتبللون من الحب ببل دون بلل.... ويطبقون بين ضلوعهم على وحشة وقفار دونها قفار ...
ليتهم يعودون الى الدقائق الأولى التي استقبلوا بها الحياة حين اراد خالقهم أن يقذف بهم من ارحام امهاتم الي دنيا أمروا جميعا بعمارتهم كونهم نشأوا منها .. هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ....
ومن اوغل في الانفصام عن تربته ذبلت اوراقه ويبست أغصانه وتعفنت جذوره ...