استفزني نص الأستاذ / ربيع السملالي حين عانقت عيناي أحرفه الرائعة إنسكبت دمعاتي حروفاً فوجدتني أكتب عن التي خلفت وراءها الضياع والفراغ رحمها الله ( جاورتُ أعدائي وجاورتْ ربّها )
شتان بين جوارها وجواري
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي ...
صوتي لا يصل إليها ، تتابع رحلتها وحدها وتتركني ، رجفة في القلب تخفق ، أزهار العمر ظمأى رحل نبع الحب ، مات، المدى يضيق حولي وكل شيء بعدك أصابه الحزن ، آآه يا أمي كم أشتاقك ، أصبح الليل أكثر ظلاماً ، أنفاس الشتاء تحاصرني ، بليل أكثر برودة ، تصرخ الروح خائفة ، عودي إليّ ، دثريني بحنانك ، تشتد رياح الحزن ، زمليني بين أحضانك ، بعد رحيلك استعمر الخوف قلبي ، في عيوني بحر دمع ، تصرخ أمواجه تناديكِ أماه أين أنتِ ؟! ، أين حبك الذي كان يرويني من ظمأ الحياة ؟ يداعبني الشوق و الحنين إليكِ ، أبحث عنكِ بين ثيابك المعلقة على مشجب عمري ، أضمها ، أتنفسها ، أحسك نبضاً ، دفئاً ، يأتيني طيفـك كالظلال تطوف خافتة ، آآه يا أمي ليتني أنام بين جفونك لحظة ...
أراكِ في كل شيء فأسرع إليكِ وملء عيوني دموع حنيني إليكِ ، كلما هلت صلاة الفجر أبحث عن مسبحتك مازالت بصمة أصابعك موشومة على حباتها ، مازالت تفوح بعطرك ، حين عانقت في راحتيكِ الرحيق ، أقبلها !! أقبل يديكِ ، تلك الخيوط الحريرية داخل سجادة صلاتك مازالت تحمل أنفاسك ، في سجودي أسمعها تهمس بدعائك ، آآآه يا الله ، الشوق في القلب يثور كالبركان لأول من كتبت على وجهي سطور الحب ، ربما غابت عن الحياة .. ولكني مازلت أراها ... أسكنـها ... وتسكنني ،