أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: لا يا صديقي

  1. #1
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي لا يا صديقي

    لا يا صديقي ...
    لي صديق حميم ، بالروح أفدية ، ومهجة القلب أعطيه .. أحبه ويحبني .. أفهمه ويفهمني .. أساعده ويساعدني .. يقرأ أفكاري قبل أن أنبس ببنت شفة .. وأنا أعرف ما يدور بخلده قبل أن ينطق بكلمة .. أزوره فأزداد شوقًا إليه .. ويزورني فلا أحس بالوقت وأنا أتحدث إليه .. لم أكن أتصور يومًا أن نفترق مهما كانت الظروف والأحوال .. ولم أتخيل يومًا أن تتباعد قلوبنا مهما بعُدت بيننا المسافات والأميال.
    ولكن .. آهٍ من لكن .. فقد تدخل الشيطان بعد أن غاظه ما بيننا من ود وصفاء ، وصدقٍ ووفاء ، ودخول الشيطان بين الأحباب والأصحاب يأتي من حيث لا يحسب الإنسان حسابًا ، ولا يحتاط له احتياطًا ، فافتعلَ مشكلة في بيتي ، جعلتني في غاية الغضب ، لا أدري ما أقول ، ولا أحس بما يجري حولي ، وفي تلك اللحظة بالذات وسوس له الشيطان أن اتصل بصديقك واطمئن على أحواله ، ألم تشتق إليه ؟ ألم يبادرك في كل مرة بالسؤال عنك ؟ فبادر أنت هذه المرة ، فلربما كان مريضًا ، أو ربما لديه مشكلة عويصة . اتصل بي صديقي وأنا في غاية الضيق والغضب ، وبدون أن أفكر أو أعرف من الذي اتصل بي أقفلتُ الجوال في وجهه.
    هدأ غضبي بعد فترة ، فنظرت في جوالي لأعرف من الذي اتصل بي ، فإذا به صديقي شقيق روحي .. يا إلهي !! ماذا فعلتُ ؟! كيف حصل ذلك ؟! كيف لم أنظر في جوالي قبل أن أغلقه ؟! كيف لي أن أصحح هذا الخطأ الجسيم ؟ وأمحو هذا الذنب العظيم ؟
    اتصلت بصديقي لأصلح الموقف وأصحح الخطأ ، فأقفل الاتصال في وجهي .. فتحت الفيس وكلمته على الماسنجر ، فلم يرد .. تفاجأتُ في المساء أنه قد حذفني من أصدقائه ، بل وعمل حظرًا عليَّ ، فلا يمكن أن أرى صفحته أو يرى صفحتي .. أرسلتُ من يقوم بالإصلاح بيني وبينه فرده خائبًا خاسرًا .
    لماذا يا صديقي ؟! هلا استفسرت عما حدث قبل أن تتخذ قرارك .. لماذا لم تعاتبني ؟! لماذا لم تلتمس لي عذرًا ؟! وقد قيل : التمس لأخيك عذرًا إلى سبعين عذرًا ، فإن لم تجد فاعذره أنت . هل صداقة ست سنوات ونيِّف تذهب في لحظة ؟! وهب أنني أخطأتُ بحقك عامدًا متعمدًا ، فأنا لستُ ملاكًا لا يخطئ .. إن الله في عليائه نخطئ بحقه ، ثم نستغفر فيغفر لنا ؟ أليس لنا في يوسف عليه السلام أسوة حسنة .. لقد ألقاه إخوته في غيابة الجب ليتخلصوا منه ، ولكن عندما مكَّنه الله في الأرض سامحهم وقال لهم : " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين " ، بل لم يعاتبهم أو يُشعِرهم بالذنب ، وأرجَعَ ما جرى إلى الشيطان : " من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي ". هل انطبق علينا قول ابن زيدون:
    أضحى التنائي بديلا من تدانينا *** وناب عن طيب لقيانا تجافينا
    ألا وقد حان صبح البين صبَّحنا *** حينٌ فقام بنا للحين ناعينا
    من مبلغ المبلسينا بانتزاحهمُ *** حزنًا مع الدهر لا يبلى ويبلينا
    أن الزمان الذي ما زال يُضحكنا *** أُنسًا بقربهمُ قد عاد يبكينا
    غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا *** بأن نغصَّ فقال الدهر : آمينا
    ولكن يا صديقي خذها مني كلمةً واحدة .. لا لن أبيع هذه الصداقة ولو بكنوز الأرض .. ومهما بدر منك فمكانتك في قلبي لم ولن تتغير قيد أنملة .. لن أنسى هذه السنين التي عشتها بصحبتك كأجمل ما تكون الصداقة ، وأنبل ما تكون العلاقة .. أنا أعرف أنك ما قمتَ بما قمتَ به إلا لشدة ومتانة هذه الصداقة ، لدرجة أنك لم تتصور أن يبدر مني تجاهك أية هفوة مهما صغُرَت . لذا فإن ما قمتَ به يزيدني تعلقًا بك ، وحرصًا على أن تعود الأمور إلى نصابها . ولو أن صداقتنا كانت عابرةً أو لمصلحةٍ ما ، لما كان رد فعلك بهذه الشدة .
    يا صديقي . يا توأم روحي .. ها قد شرحتُ لك موقفي ، وأنت تعلم أني لا أكذب عليك أبدًا ؛ لأني أعرف أنك تعرف خلجات نفسي حتى بدون أن أتكلم . فباللهِ عليك :
    ارجع إليَّ فإنّ الأرضَ واقفـةٌ *** كأنّمــا الأرضُ فرّت من ثوانيهــــا
    ارجع كما أنت صحوًا كنت أم مطرا *** فمــا حياتي أنا إن لم تكن فيهـا
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم يا من تعلم السِّرَّ منّا لا تكشف السترَ عنّا وكن معنا حيث كنّا ورضِّنا وارضَ عنّا وعافنا واعفُ عنّا واغفر لنا وارحمنا

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,113
    المواضيع : 317
    الردود : 21113
    المعدل اليومي : 4.95

    افتراضي

    جميل ما قرأته هنا من مشاعر أخوة وصداقة.. ولكنه ليس بالقصة بالمعنى المفهوم
    بل خواطر نثرية يرويها الكاتب بأسلوب حكائي في حديث نفسي
    شفيف في تعبيره، صادق في مضمونه.
    للمشاعر في بوحك سطوة على المتلقي برقي في الحرف، وسمو في الفكر، وعمق في الكلمة
    أصلح الله ما بينك وبين صديقك
    ودمت ـ ودام عطاؤك زاخرا.
    واسمح لي بنقل موضوعك إلى قسم النثر
    ولك تحياتي وكل تقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    جميل ما قرأته هنا من مشاعر أخوة وصداقة.. ولكنه ليس بالقصة بالمعنى المفهوم
    بل خواطر نثرية يرويها الكاتب بأسلوب حكائي في حديث نفسي
    شفيف في تعبيره، صادق في مضمونه.
    للمشاعر في بوحك سطوة على المتلقي برقي في الحرف، وسمو في الفكر، وعمق في الكلمة
    أصلح الله ما بينك وبين صديقك
    ودمت ـ ودام عطاؤك زاخرا.
    واسمح لي بنقل موضوعك إلى قسم النثر
    ولك تحياتي وكل تقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أختي الكريمة .. لم أقصد أن أكتب قصة هنا بالمفهوم الفني للقصة ، ولكنها - كما تفضلتِ - خواطر بأسلوب حكائي كنت أقصد من ورائها بث مشاعري دون قيد
    أشكركِ أختي الكريمة على مرورك وتعقيبك وإطرائك الذي أثلج صدري
    بارك الله فيكِ ودمت بألف خير

  4. #4

  5. #5
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهى رشدان مشاهدة المشاركة
    جميل ما قرأت
    باقات ورد
    بارك الله فيكِ
    ودمتِ بألف خير