رواية "عفاريت الصابون" للروائية "وفاء عرب"
هذه المقدمة لدكتور في النقد الأدبي ربما نورد اسمه لاحقا :
"كم توالت على المسامع قاذفات من الزفرات اليائسة الآملة. وكم استوعبت الصدور حمم تنهيدات عاشقة؛ تقتاد الأرواح إلى عوالم اختلط فيها الخاص بالعام، وتصارع فيها الحلم والواقع، واستوي فيها الجاني والضحية. وكم ضاع من كنوز الروح ما كان ليعرج بها في قضاء يجعل منها السر الأعظم والهدف الأسمى. دققت على الباب الوصيد من العادات والمحظورات التي أثقلت كاهل المرأة في العقود الأخيرة. وكان لزاماً على من يتعرض لغرس هذه العادات العمل على إشباع حاجات النفس البشرية اللاهثة خلف الحلم والطموح والرغبة..."
جاءت ثورة "وفاء عرب" على المألوف بكل ما علق به من مأثورات ولا تعني هنا الثورة على القيم في ذاتها أو على العادات في مضمونها وفلسفتها، وإنما الثورة بشكل واضح على التعسف في استخدام الموروثات.
الرواية تتناول العالم الغربي الجاد وعلاقاته الميكانيكية الباردة وإن بدى منها دفء صنعه التطور التكنولوجي ببراعة. تكتمل صورة العالم لدى "جمايل" - بطلة الرواية- فتنقل للقارئ معاناة نفس بشرية من كل ما أحاط بها من قيود أخذت أشكالا تطورت لتصل إلى ما يراه البعيد حرية كاملة، ومن ظلم أناس تعدى كونه ظلم شخص لآخر، ووصل إلى ظلم الإنسان لنفسه.