المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي النوري
عامٌ جديد
أعد حقيبتهُ المدرسية منذُ الصباح الباكر وبين ساعةٍ وأُخرى يأتي نحوها إما أن يخرجَ شيئاً أو يضيف أخر مكانهُ وما هي إلا الساعة الحاديَة عشر تدقُ أجراسها في قلبِ هذا الصبي فذهبَ متوجهاً نحو خِزانتهِ و أخرج ملابسهُ ثُم مضى يغتسِلُ من أنجاس الكسل ليبدأ بعدها أول ساعاته في أيام العام الجديد فلابدَ منهُ أن يظهر بأحلى حُلةٍ بين أقرانهِ وما هيَ إلا بِضعُ دقائقٍ حتى أتم ارتداء ملابسهِ ومضى يحملُ على كتفيهِ حقيبة أحلامهِ..
واضعاً نصبَ عينيهِ طريق النجاح لتحقيق بعضاً من أحلامهِ وهو يرى بؤس واقعهِ علهُ يقدمُ في المستقبل شيئاً لأهلهِ ومجتمعهِ
حملَ على أكتافهِ خطوات من مستقبلهِ متجهاً نحو مدرستهِ..؛ ووالدتهُ تودعهُ و تلقي عليهِ بعض النصائح )): بُني كن هادئاَ ؛ ولا تنسى أن تصلي قبل دخولك الدرس ؛ و استمع لِما يقولهُ لكَ معلمكَ أو معلمتك ؛ ولا تجلس مع السيئين أو تصطحبهم ؛و...؛و ..الخ )) وبالقرب من الباب ينتظره صديقهُ و الذي يكبرهُ بعامٍ واحد ..
خرجَ ومن ورائهِ والدتهِ تُوصي صديقهُ ألا يغيب عن ناظريهِ ؛ فودعتهما داعيةً العلي القدير أن يحفظهم من كل مكروه فلوحا بأيديهما مودعيها وراح الصديقين يمشيان مطمأنين ممسكاً الواحد بيد صاحبهِ كي لا يضيعهُ بزحمة الطريق ؛ وعندَ هذه الأثناء سألَ الصديقُ هذا الصبي : هل حفظتَ شيئاً من دروسكَ ؟ أجابه الصبي : نعم حفظتُ درس القراءة ! فطلب الصديقُ من الصبي أن يقرأ على مسامعهِ شيئاً مما حفظ ؟ فبدأ الصبي يقرأ أنشودة كان عنوانها (( أهلاً مدرستي ))
أهلاً بها مدرستي ؛ أهلاً بكلِ إخوتي
في عامنا الجديدُ ؛ كأننا بعيدُ ....
وقبل أن يتم قرأتها دخلت أُولى خطواتهما بوابة المدرسة ؛ حينها بدأ العام الجديد بسماع صوت الجرس ..!
تأليف
قصي النوري