قصيدة من قصائدي القديمة وإن كان الشعر لا يقدم
أحبك جداً
وأعرف أن اعترافي
وأن اعترافك بالحب صعبٌ
وأن غرامك خطـأٌ كبـير
بعلم الحسـابْ
ولكن متى اعتمـد الحبُ
علم الحسـابْ
وصار يخمِّن أين الصوابْ
وصـاغ سؤالاً.. وألقى جـوابْ
وقدَّر كيف وأين يسـيرْ
وخـاف المصـيرْ
وأجفل من لوعةٍ أوعذابْ
وأشفق من تبعات الحسابْ
* * *
فما كنت أحسـبُ ..
أو أتصورُ أن هنـاك التي
سوف تغـزو فـؤادي ..وتشعـل حسِّـي
وتـملأ كـل حيـاتي ..ونفسـى
وتمـلك قـلبي بتلك السـهولهْ
وتأسرني ..في ثوانٍ قليـلهْ
بتلك الطريقـهْ ..وتلك الجـراءهْ
وهـذي البـراءهْ ..
وما حيـلتي ؟ وأنظـرُفى شـفتيك دعـاءاً ..
وحضـاًّ مثـيرْ
وفي بحرعينـيك ..
شوقـاً ..وسحـرا خطـيرْ
يشتتني تحت أمواجِ حبكِ دون شعـورْ
* * *
وإني برغـم اقترابك منِّي
أرى أن دونك دربا طويلْ
وأن هناك مئات الخنـادقِ في كل ميـلْ
وبـحر من الـحزنِ صـعبٌ عميقْ
وأنِّي أجاهد مثل الغـريقْ
وأني سأهلك دون الوصول
ولو أنـَّه الموت ما ردَّني
عن هواك طـريقْ
وكان الذي قد بذلت قليلْ
ومن أجل عينـيكِ .. سهـل يسـيرْ
* * *
ولكن أحبـك جـداً..وأدرك أنـِّي
اقترفت بحبـِّكَ
ذنبا كبـيراً بعرفِ القبيلهْ
جريمة حبٍ خطـيرهْ
وأنِّي .. سيهدر فيها دمي
وقـد يغلظـون ..عليـكِ العقابْ
وما من وسـيلهْ..
لأدفع عنكِ سهام العشيرهْ
وفتـك الحـرابْ
سوى أنـَّني ..سوف أهـلك شوقـاً
وليس يمسـُّك فيَّ عتـابْ
* * *
أحبـك جـداً ..
وكنت أظن .. بـأني اكتفيت
ُوأنـِّي ارتويتُ ..
وأني شربت إلى أن شرقتُ
وأني عشقت إلى أن مللتُ
وجرَّبت في الحبِّ..كل جـديدْ
وما صـرت أرغبُ ..منـه المزيـدْ
وأن اخـتراقيَ بالحـبِّ ..أمـر بعيـدْ
وأنيَ أغلقت كل الحـدودْ
فكيف قفـزتِ .. وكيف دخـلتِ
وكنتُ ضربت على القلبِ ألف حجـابْ
وأوصـدت دون الهوى ..كل بـابْ
وقلت أودِّع طيش الشبابْ
فكيف اخـترقت ..جميـع السـدودْ
وأشعلت بالقلبِ ..تلك البـروقَ..
وتـلك الرعـودْ
وأثبت أن كلاميَ في الحبِّ
قبـلكِ كان هبـــاءْ
وأنيَ مـا كنت أعشـقُ ..غـير السـرابْ
وما كنت أقبض غير الهواءْ
وأنك وحـدكِ ..
في أفـق مملكة الحـبِ
من تملكين زمـام ا لأمورْ
وأن الغـرام به قطـرات وأنت السحـاب
وليس الحسان سوى صفحات وأنت الكتــاب
وأن الـهوى ..دون عينيك جـدب
وأنت الثـراء به والرخـاء
وأنِّيَ ليس بوسعـيَ شيءٌ
سـوى أن أحبـك .. حتى الفنــاءْ
سوى أن أحبـك ..دون ارتـواءْ
ودون رجــاءْ
- على تفعيلة بحرالمتقارب -