|
لَنْ تَسْتَطِيعِي الآنَ أَنْ تَفْعَلِي |
شَيْئًا كَمَا فِي أَمْسِكِ الأَوَّلِ |
لَنْ تَسْتَطِيعِي الآنَ أَنْ تَكْتُبِي |
لِأَنَّ هَذَا مَوْقِفٌ مِفْصَلِي |
يَا فِكْرةً في نِصْفِهَا حُلْوَةٌ |
وَنِصْفُهَا المَخْفِيُّ كَالحَنْظَلِ |
لَمْ تَسْأَلِي عَنْ حَالِنَا مَرَّةً |
يَا حُلْوَةَ العَيْنَيْنِ لَمْ تَسْأَلِي |
الحَقُّ يَبْدُو قَبْلَ عُنْوَانِهِ |
وَالْمُبْهَمُ الْمَكْتُومُ قَدْ يَنْجَلِي |
وَالوَجَعُ الجَارِي عَلَيْنَا غَدَا |
سِيمَا لِهَذَا الوَاقِع ِ الْمَرْحَلِي |
هَذَا زَمَانٌ مُفْلِسٌ أَهْلُهُ |
جَدِيدُهُ يَبْدُو كَمُسْتَعْمَلِ |
وَحَظُّنَا فِي الْمُنْحَنَى لَمْ يَزَلْ |
يَسِيرُ مِنْ أَعْلَى إِلَى أَسْفَلِ |
يَا حُلْوَةَ العَيْنَيْنِ مَاذَا جَرَى |
حَتَّى تَقُولِي الآنَ لَا شَأْنَ لِي؟! |
إِنِّي أَرَى كُلَّ النَّوَامِيسِ قَدْ |
صَارَتْ تُؤّدِّي بِي إِلَى مَقْتَلِي |
إِنَّ الْمَسَاءَاتِ الَّتِي بَيْنَنَا |
قَدْ هَشَّمَتْ لِي وَجْهَ مُسْتَقْبَلِي |
فَهَلْ أَرَى الآتِي بِنَظَّارَةٍ |
سَوْدَاءَ أَمْ مَاذَا أَرَى ؟! حَلِّلِي |
كَمَا تَسَلَّقْتِ عَلَى خَافِقِي |
هَيَّا انْزِلي.. لَا بُدَّ أَنْ تَنْزِلِي |
هَيَّا انْزِلِي يَا حُلْوَةَ العَيْنِ لَا |
لَا تَلْعَنِي حَظِّي وَمُسْتَقْبَلِي |
مَا زِلْتِ تَحْتَلِّينَ مِنْ خَافِقِي |
صَدْرًا .. فَقُومِي عَاجِلًا وَارْحَلِي |
يَا حُلْوَةَ العَيْنَيْنِ عَيْنَاكِ كَمْ |
عَاثَتْ بِهَذَا الفَارِغِ الْمُمْتَلِي! |
رُوْحِي إِلَى عَيْنَيْكِ ظَمْأى فَهَلْ |
آنَ الأَوَانُ الآنَ أَنْ تَهْطُلِي؟ |
لَمْ يَكْتَمِلْ عِشْقٌ لَدَى عَاشِقٍ |
مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ بِمُسْتَعْجِلِ |
هَلْ مَوْتُهُ يُرْضِيكِ يَا مَوْتَهُ؟ |
أَمْ وَصْلُهُ يُؤْذِيكِ؟ إِنْ لَمْ .. صِلِي |
مَا حُجَّةُ الْمُرْتَدِّ فِي أَمْرِهِ |
إِلَّا مُكَاءَ الجَاحِدِ الْمُبْطِل |
قُومِي إِلَى مُضْنَاكِ هَذَا الَّذِي |
لَمْ يَسْتَطِعْ صَبْرًا وَلَمْ يَعْقِلِ |
وَاسْتَوْطِنِي فِي كُلِّ مَا حَوْلَهُ |
وَأَشْعِلِي نِيرَانَهُ وَاصْطَلِي |
قُومِي وَهُزِّي كُلَّ أَرْكَانِهِ |
قَولِي وَقُولِي وَافْعَلِي وَافْعَلِي |
وَلا تَقُولِي: لَيْسَ لِي حِيلَةٌ |
فِي أَيِّ أَمْرٍ .. حَوِّلِي بَدِّلِي! |
إِنْ لَمْ تَكُونِي كُلَّ أَشْيَائِهِ |
فَلْتَخْرُجِي مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْخُلِي |