................البرعي...................... .................نادية بوغرارة...........................لحسن عسيلة............................
يا راحلين إلـى منـىً بقيـادي ...... إني فقيرٌ مَنْ إليّ بزاد ...........حُـثُّـوا المَسٍـيـرَ تقَطّـعَـتْ أكْـبـادي
هيجتمو يوم الرحيـل فـؤادي ...... كَـــمْ ذَا انْـتَـظـرْتُ لـكــي أفـــوز بـقـرْبـكـم .......قدْ كان َ شوْقي غافِيـاً حينـاً ، وقـدْ
سرتم وسار دليلكم ، يا وحشتـي ...... إنْ لـــــمْ أُوَفّـــــقْ مِـثـلَــكــمْ لـــمُـــرادي ...... نـارُ الـجـوى تَقْتاتُـنـي وسُـهَـادي
فالشوق أقلقني وصوت الحـادي ...... مـــنْ دونِ وصْـلِـكـمُ أُقـلّــبُفـــي الــجَــوى ......لا تعْجَـبـواْ مِــنْ هـائـمٍ مُسْتـعْـجـلٍ
وحرمتمو جفني المنام ببعدكـم ...... وانــســلَّ دمــعــي فـاضِــحــا لــجِــلادي ......كــمْ بيْنَـنـا مِــنْ أنْـجُــدٍ وَوِهَـــادِ
يا ساكنين المنحنـى والـوادي ...... إنْـــي هُــنــا قـــدْ جِـئْـتـكـمْ فــــي لَـهْـفَــة ......هـا نحْـنُ سِـرْنـا واللِّـقـاءُ مُـؤَمَّـلٌ
ويلوح لي مابين زمزم والصفـا ...... طيف الـحَـبـيـبِ يـحُـفّـنـي بـــــوِِداد ......حَــشْـــدٌ يُـحَـيـيّـنـا بِـــــلا تَــعْـــدادِ
عند المقام سمعت صوت منادٍ ......قـد ذبــتُ فــي ركْبُ الـحـجـيـج مُـلـبّـيـا . ......رُوحـي تُسابِقُنـي وَشَوْقـي ، إنَّنـي
ويقول لي يانائما جُـدّ السُـرى ...... هــاذي الـمـنَـاسـك زُيّــنــت بــقــلادي ...... غــصَّ المـكـانُ بِـصَـفْـوةِ الـعُـبَّـادِ
عرفاتُ تجلو كل قلب صـادٍ ...... قــمْ يـــا حـبـيـبـي واغْـتـنِـم تِـلــك الــرّبــى ...... يـا راحلـيـنَ إلــى مِـنـىً بُشْـراكُـمُ
من نال من عرفات نظرة ساعة ...... فـكــأنــه قَــــــدْ فــــــازَ بـــالآمـــاد ......تَنْـجَـابُ عـنـهُ سَحَـائِـبُ الإجْـهــادِ
نال السـرور ونال كل مـرادٍ ...... ......قـــد أفــلــحَ الـعَـبْــدُ الـضّـعـيـف بِـسَـعْـيِـهِ ......وَيَـعـودُ مَـغْـفُـورَ الخَـطـايـا كُـلِّـهـا
تالله ما أحلى المبيت على منـى ...... والــنــاسُ فــــي ذاك الـصـعـيـد تــنــادي ......شَوْقي ضَجيعي وَالتُّرابُ مِهَـادي
في ليل عيد أبـركِ الأعيـادِ ......إنّ الــسّــمَــاء تــفــتّــحَــت لــدُعــائِــهــم . ......وَتَـبَـدَّدَتْ عـنْـدَ المـقـام شُجـونُـنَـا
ضحّوا ضحاياهم وسال دماؤها ...... ولَــهــا تَـهَــلّــل حــاضِــرٌ و الــبـــادي ....... تِلْك الشَّعائِرُ ، شَرْعُ ذِي الأمْجَادِ
وأنا المتيّم قد نحـرت فـؤادي ......نَــحَــروا فــأشــرَقَ قـلـبـهـم مـــن هَـدْيِـهـم. ......وأنا الفقيرُ ، عَدِمْـتُ هَدْيـي إنَّنـي
لبسوا ثياب البيض شاراتِ اللقاء ...... و لـبــسْــتُ ذنــبـــي بـــــاديَ الإجــهـــاد . ......فــي زَحْـمَـةٍ وَ تَـلاحُـمِ الأجْـسـادِ
وأنا الملوّع قد لبسـت سـوادي ...... ......يـــا ويـــحَ نـفْـسـي إنّــهــمْ فـــي زَهْـــوَةٍ ......يَـمَّـمْـتُ بـيْــتَ اللهِ أنْـشُــدُ بُغْـيَـتـي
يارب أنت وصلتهم صلني بهـم ...... فبِـأَرْضِـهِـمْ سَــكَــنَ الــثــرى أجــــدادي ......نفْسِـي الـفِـداءُ لِوَصْلِـهِـمْ أسْـيـادي
فبحقهـم يـا رب فُـك قيـادي ......و هـــم الأحِــبّــةُ قَـــدْ أََتَـــوْكَ قَــوَافِــلا . ......يـا ربّ جِئْـتُـكَ بالـذنـوبِ تَغُلُّـنـي
فإذا وصلتـمْ سالميـن فبلغـوا ...... حبّــي إلـــــى الـسّـاعـيــن بــالأعْـــدَاد. ......................................
مني السلامَ أُهيـلَ ذاك الـوادي ...... و لـتــقْــرِئُــوا فَـــضْْــــلا عـــلــــيّ تــكَــرُّمـــا ...................................
قولوا لهم عبـد الرحيـم متيـّم ...... بكُــمُ وَ لَــيْــسَ يُـطـيــقُ قَــهْــرَ بِــعــاد ........................................
ومفـارقُ الأحـبـاب والأولادِ ...... و إلَــيْــكُـمُ شَــدّ الـــرّحـــالَ مُـودِّعٌ .........................................
صلى عليك الله يا علـم الهـدى ...... يــا حَـــاشِـــرَ الأَرْواحِ و الأَجْـــسَـــاد .........................................
ما سـار ركب أو ترنـم حـادٍ ...... مـــا غــنّــتِ الأطْــيــارُ فـــي أَعْـشَـاشِـهـا.................... .....................
**************
فلنتناول مقارنة تشطيري شاعرينا لأحد الأبيات
1- الشاعرة نادية بوغرارة:
سرتم وسار دليلكم ، يا وحشتـي ...... إنْ لـــــمْ أُوَفّـــــقْ مِـثـلَــكــمْ لـــمُـــرادي
مـــنْ دونِ وصْـلِـكـمُ أُقـلّــبُ فـــي الــجَــوى ...........فالشوق أقلقني وصوت الحـادي
2-الشاعر لحسن عسيلة :
سرتم وسار دليلكم ، يا وحشتـي ........ نـارُ الـجـوى تَقْتاتُـنـي وسُـهَـادي
لا تعْجَـبـواْ مِــنْ هـائـمٍ مُسْتـعْـجـلٍ.......... فالشوق أقلقني وصوت الحـادي
الصدر : سرتم وسار دليلكم يا وحشتي ، فالمتوقع أن يكون العجز تفصيلا لقول( يا وحشتي) وهكذا كان في الحالتين، فالشاعرة نادية بوغرارة تفسر ذلك بأن الوحشة ناجمة عن احتمال عدم تمكنها من مرافقتهم (
إن لم أوفق مثلكم لمرادي ) ، وهذا منسجم مع قولها في البيت السابق من تشطيرها (
إني فقير هل إلي بزاد) فاحتمال عدم مرافقتهم وارد، بينما الشاعر لحسن عسيلة يرافقهم كما جاء في البيت السايق (
حثوا المسير تقطعت أكبادي ) ، وإنما يشكو شدة الشوق (
نـارُ الـجـوى تَقْتاتُـنـي وسُـهَـادي )
والعجز في البيت المشطر : ( فالشوق أقلقني وصوت الحادي ) فينبغي أن يكون الصدر في التشطير ممهدا له
احتمال مبدإ عدم مرافقتهم يؤرقها (
مـــنْ دونِ وصْـلِـكـمُ أُقـلّــبُ فـــي الــجَــوى ) ، بينما الشاعرالمرافق لهم يفسر لهم لهفته (
لا تعجبوا من هائم مستعجل ) .
لنأخذ م/ع لشطري
الشاعرة: إن لم أوفق مثلكم لمرادي ...............م/ع = 6/ 2 = 3,0
والشاعر: نـارُ الـجـوى تَقْتاتُـنـي وسُـهَـادي ......م/ع = 2/ 6 0,3
كلاهما مشتاق ، هي في شك من الزيارة من حيث المبدأ، هو متأكد من الزيارة فهو يرافق الركب لكنه مشتاق
بين احتمال الحرمان وبين الشوق مع الاطمئنان للزيارة يختلف المؤشران ليكون أحدهما عشرة أمثال الثاني
حتى إذا استوفي كل منهما تعبيره هذا وجاء الشطر الثاني نعقيبا عليه كاد المؤشران يتساويان
الشاعرة : مـــنْ دونِ وصْـلِـكـمُ أُقـلّــبُ فـــي الــجَــوى .....م/ع = 4 / 3 = 1,3
الشاعر : لا تعْجَـبـواْ مِــنْ هـائـمٍ مُسْتـعْـجـلٍ ......م/ع = 5/ 3 = 1,7
م/ع لشطري الشاعرة = 10/ 6= 1,7
م/ع لشطري الشاعر = 8/ 9= 0,7
م/ع لشطري البرعي = 9/ 7 = 1,3 وهو تقريبا متوسط مؤشري الشاعر والشاعرة