اجتماع الجيوش اﻹسلامية لتحرير إفريقيا المسلمة من الهيمنة الفرنسية الصليبية


لن نكون كاذبين إذا قلنا أن المسلمين في إفريقيا المسلمة لم يعرفوا شرا من الإحتلال الفرنسي احتلالا قوامه الإبادة الجماعية والأر ض المحروقة والتجهيل والتفقير في حدودها القصوى ولاتزال صور الإحتلال الأول حية في ذاكرة الأجيال وآثاره ما ثلة للعيان ونتائجه تخلف في شتى مناحي الحياة ويكفي أن الدول التي خضعت للإحتلال الفرنسي تحتل المراتب الأخيرة في سلم ترتيب الدول اقتصاديا وعسكريا وسياسيا رغم أن الإحتلال الصليبي شر كله وليس فيه ما تختار إلآ أن الحقد الصليبي في صدور الفرنسيين أعتى وجشعهم أكبر وتغلغلهم في مجتمعات إفريقيا المسلمة أكبر حتى بعد انسحاب العساكر الفرنسية واجهة الإحتلال إلى ماوراء البحار أو قواعدها العسكرية في ضواحي عواصمنا للتحكم في حكامنا الصوريين الذين أعدتهم على مكث ورضعوا من ألبانها حب لغة فولتير وثقافة الفرنسيس المشبعة بالحقد على الإسلام وبغض لغة القرءان حتى النخاع .
لقد دار الزمان دورته وعاد معه الإحتلال الفرنسي من جديد لما أحست فرنسا بالإسلام ينبض في عروق هذا الجيل وراياته تخفق مرة أخرى في صحرائه الكبرى وشماله الباسل من الأطلسي إلى النيل فلم تجد بدا من الإنقضاض على أهلنا في مالي المسلمة خوفا من عودة أحفاد الفاتحين وضياع مصالحها التي أخذتها عنوة بالإحتلال وتحافظ عليها بحكام المسلمين الخونة أشباه الرجال ولا رجال .
إن من سوء طالع فرنسا الصليبية أن سمت حملتها الظالمة بالقطة المتوحشة ظنا منها أنها ستواجه في الميدان فئرانا على شاكلة الحكام الذين يخشون القطط الأليفة فضلا عن المتوحشة ونسيت أو تناست أنها تواجه أسودا متعطشة للثأر للأباء والأمهات والأجداد وإخوة الدين والعقيدة في أفغانستان العز والإباء ولن تفلت هذه المرة كما فلتت في سابقاتها ولن نترك لها نفسا تلتقطه ولا سفارة تسوس منها بلادنا ولا قاعدة عسكرية يرفرف فوقها علمها سيء الصيت تنطلق منها جيوشها للإغارة على أطفالنا ونسائنا في أي قطر من أقطارنا بإذن الله .
لقد جاء الإحتلال الفرنسي الأول على ضعف من الخلافة وضعف معنوي كبير للمسلمين لغفلتهم وتخليهم عن الإسلام والجهاد في الوقت الذي كانت فيه الحضارة الغربية في عنفوان شبابها وقوتها فتم احتلال بلاد المسلمين من الأطلسي إلى النيل بسهولة كبيرة لضعف المسلمين وتفرقهم وحتى الثورات التي قامت كانت محلية منفردة سمحت للإحتلال باستجماع قواه لإخمادها وزاد من سهولة مهمته نجاحه في تجنيد أبناء المسلمين في كل قطر لضرب كل ثورة بأبناء الأقطار الأخرى فقهر شعوبنا المسلمة في الجزائر وموريتانيا بأبناء السنغال وواجه ثورة الهند الصينية بأبناء المغرب العربي وهكذا أدار آلة حربه بدماء أبائنا وبنى مجده على جماجمهم وصمد في وجه كل الثورات لأنه نجح في ضرب المسلمين بعضهم ببعض وفقا لمبدئه المشؤوم (فرق تسد) فلما نجح في التفريق دامت سيادته على إفريقيا المسلمة إلى يومنا هذا ولا أدل على قولنا من تسميتهم لإفريقيا بإفريقيا الفرنسية ونادي الفرانكفونية وكذا هيمنة اللغة الفرنسية على الإدارة والتعليم في كل هذه الأقطار واتخاذ حكامنا الخونة لغة فولتير لغة لخطاباتهم في المحافل الدولية وبين شعوبهم .
إننا نواجه اليوم حملة فرنسية صليبية كالتي واجهها أباؤنا قبل قرنين من الزمن وحري بنا أن نقلب صفحات تاريخنا لنعرف سر بقاء الهيمنة الفرنسية طيلة هذه المدة ذقنا خلالها الأمرين وعانينا الفقر ونحن نسير على أكبر كنوز الأرض والجهل ونحن أمة القرءان وأحفاد العلماء حملة القرءان ومثله معه ولكنها سنن الله التي لا تتخلف ولم تتخلف حتى مع خير القرون يوم عصوا أمر نبيهم عليه الصلاة والسلام لحظة من زمان يوم أحد فكيف بأجيال تركت الجهاد في سبيل الله أصلا وهجرت القرءان إلا قليلا وتفرقت أحزابا فيها كل شيء إلا الإسلام والقرءان ويحسبون أنهم على شيء وحالهم كسراب بقيعة .
إن أحرص ما يحرص عليه الصليبيون في حملاتهم هو تحييد الإسلام عن المعركة وتفريق المسلمين أما تحييد الإسلام فلأنهم يعرفون من تاريخهم أن الإسلام لا يهزم وأما تفريق المسلمين فلأنهم يعرفون أحسن من المسلمين أن في تفريقهم ذهاب ريحهم وقوتهم ولهذا نجد فرنسا الصليبية اليوم تسوق خطابين متوازيين خطابا للفرنسيين والنصارى عموما يسوق لحرب حضارية مع الإسلام وتخويف من عودة الإسلام وهيمنته على أوروبا كلها وخطابا للمسلمين يروج لحربهم الظالمة بأنها حرب على الإرهاب وليست على الإسلام وأن عداوتهم للقاعدة فقط وليست للمسلمين وهو خطاب لقي وللأسف الشديد أذانا صاغية من أصحاب النفوس الضعيفة المهزومة المعرضة عن تكاليف الحياة وأسباب العز اللاهثة وراء حياة الملذات والألعاب التافهات وإلا بماذا نفسر انشغال المسلمين ببطولة إفريقيا للأمم لكرة القدم في الوقت الذي تشن فيه الطائرات الفرنسية غاراتها على إخواننا في مالي المسلمة ففي الوقت الذي يشتغل فيه الفرنسيون الصليبيون ببطولة إفريقيا الحقيقية على الكرة الأرضية يتكالب المسلمون على بطولة إفريقيا الوهمية بطولة على الكرة الجلدية ويزيد من دهشتنا إشراف الإعلام الفرنسي على البطولتين هنا لإستغفال المسلمين وهناك لبشحذ همم الفرنسيين ولاحول ولا قوة إلا بالله.
إن معرفة العدو هي أولى خطوات النصر بإذن الله وأول خطوة على هذا الطريق هو خوض هذه الحرب باسم الإسلام وتحت راية الإسلام ودفاعا عن الإسلام وعلى المسلمين جميعا أن يعوا هذه الحقيقة فحقد فرنسا حقد على الإسلام وليس على القاعدة كما يدعون وهب أن قاعدة الجهاد تحولت إلى حزب ديمقراطي كما يقولون هل تبقى عداوتهم له وسهامهم موجهة إلى نحره دون غيره من المسلمين؟ أفيقوا يرحمكم الله يا شباب الإسلام وشمروا فعند الصبح يحمد القوم السرى.
أما الخطوة الثانية فهو الجماعة والإجتماع فمبدأ (فرق تسد ) لابد أن نواجهه بمبدأ (اجتمع تسد) والخطاب موجه للمسلمين جميعا كما قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)وأولى به المجاهدون في سبيل الله وأخص به في هذه الحملة إخواننا المجاهدون في مالي المسلمة وإنه لمن دواعي الحزن والهم والغم أن نشهد خروج جماعات جهادية جديدة زمن الحملة الصليبية وكأن الفرقة هي عين ما أمرنا الله ورسوله والنصر معقود عليها ويوم تضيع مالي المسلمة نبكي عليها بكاء النساء لأننا لم نحافظ عليها كما حافظ عليها الرجال من أسلافنا عبدالله بن ياسين ويوسف بن تاشفين رحمهم الله وهل أضاع الأندلس إلاملوك الطوائف وهل أضا ع المغرب الإسلامي وإفريقيا المسلمة إلا حكام الطوائف؟بالأمس معتز ومعتضد واليوم السمو والفخامة والمشيخة في غير موضعها نسأل الله السلامة .
إن معركتنا اليوم هي معركة الإسلام مع الصليبية بقيادة فرنسية وعلى المسلمين جميعا خوض هذه الحرب وتبيين حقيقتها وأبعادها للمسلمين والإلتفاف حول إخواننا المجاهدين في مالي المسلمة والذب عنهم وفضح الحكومات الخائنة التي تدعم الإحتلا ل الفرنسي بالمال والرجال والتسهيلات اللوجستية ويزيد هذا الواجب في حق الشباب القادر على الهجرة والجهادفي بلدان المغرب الإسلامي ومصر ودول غرب إفريقيا لنقطع أوصال الهرة الفرنسية الجائعة ونعيدها إلى مطار باريس جثة هامدة وأوصالا ممزقة بعون الله (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز)(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون) والحمد لله رب العالمين.

الشيخ المجاهد : رضوان