العشق في الشّام
15\2\1999\
********
في كل منعطف ذكرى لأيامي
فكيف أملك أن أنساك ياشامي ؟؟
ما أنت مسقط رأسي غير أنّك لي
أفق لكل طموحاتي وأحلامي
لي فيك من ذكريات العمر أعذبها
والعمر بيدر أفراحي وآلامي
في كل زاوية للأنس تعرفني
فيك المرابع من خوفي وإحجامي
أخشى على سرّ لقيانا فأحجبه
عن العيون وأخشى عين نمّام
*****
فضول من في دمشق لاحدود له
على الهوى بين إيضاح وإبهام
عيونهم رصد للحب تغبطه
فلا يكابد منها رصد لوّام
سمّارها في أحاديث الهوى سمر
كهينمات تراتيل وأنغام
والعشق في الشّام عطر بوحه عبق
حتى ولو حجبوه خلف أكمام
*****
يوم انسربنا إلى أحضان مخدعنا
كالسّر منسربا في صدر كتّام
حسبت أنّي في أمن وفي دعة
أعب من خمرة اللذات كالظامي
لكنني قبل أن يرتدّ لي نظري
كانت حكايتنا زادا لإعلام
حكاية صيّرتها الشّام أغنية
يحدو بها كل ساع فوق أقدام
حسبت نفسي فيها صرت من وله
قيسا وليلاي فيها نسج أوهامي
أحدو لهودجها حتى لتأنس لي
جمالها فتنيخ الرّكب قدّامي
ويفضح السّرّ عزّالي فيوقعني
تكشّف السّرّ في محظور آثامي
ويقرع اللوم ظهري ثمّ لا أ حد
يجيء يدفع عنّي كيد أخصامي
*****
في شرقنا كلهم للعشق مرتهن
سرا وهم علنا في زهد صوّام
وعشقهم يتخفّى في تقيّته
كما تخفّى بغمد حدّ صمصام
أمّا أنا فلعشقي في حمى بردى
بوح أعطّر في ذكراه أيامي
بوح أكابد في آثام متعته
خوفا يطأ طيء في أثقاله هامي
ألوذ منه بعفو الله مدّرعا
بتوبتي وبإيماني وإسلامي
**************
محمد حيدر - دمشق 15\2\1999\