السجال الشعري الإبداعي

هتــاف حـرفــك مســكون بـلوعتــه
وبعض بعضك أضحى الحزن بانيـه

ولقـمة الشــعر لـو جرَّبت تمضغهــا
تلاحـــظ الفــرق بيـن الجــد والتيــه

فامضغ حروفك حتى تسـتوي نغمــا
وعالج الشـعر بعض المضـغ يكفيـه

واحــذر بيــانك ان يغتـــال بهجتـــه
من يغمس الوزن في أوزار ماضيه

عنــوانك الســرّ لـو افشــيتُ تحملـه
شــتى الحروف ونار القــوم تكويــه

فاجعل جمارك جوف الصدريغسلها
لا تتــرك الســرَّ كل النــاس تـأتيــه

هتافُ حرْفي ترابُ الأرضِ في فيه
..........................وزفرةُ القهرِ تهمي من مآقيه
ما زلتُ أبحرُ والمجذاف يخذلني
.....................وينتقي خلَلا في "البحر" يُلقيهِ
السّهْوُ يوقعُني في فخِّ حفرَته
........................يعدو كَما الذئبِ غدّاراً أسمّيه
يأبى الفؤادُ جُنوحاً عن تأفُّفهِ
....................وينفث الحرْفَ جمْراً من تأسّيهِ
مَرارتي من مَجازالشعرِ قد فُقئتْ
......................ومُهْجتي احترَقَتْ ممّا أعانيه
اللهُ ربّي وهذا الحالُ مَظلَمتي
.................لِمنْ سِواهُ سأشكو اليومَ من تيهِ ؟
أعاقرُ الشعر إبْهاماً وتوْريَةً
......................ويسألُ اللهَ قلبي في تَجافيه

قيثار حرفي بعـد الحزن أرويــه
بنكهة الفجر عـل الفجــر يحييـه

أسقيه من شـفق الأيام في دعـــة
فيقطـع الليــل والاحــلأم تجليــه

يراود الحســن صبــا لا يؤرقــه
بدر تجلى أو استعصى الضيا فيه


يطارح الطيف همسـا بابتسامتـه
ويغرق الــراح أرواحــا تناديــه


وإن تعلـق يكفـي أن تـؤججـــه
ذكـرى حبيب بـأوصـاف تمنيــه

ويهجر النــوم شــوقا في مقابلـة
تسقي طريح الجوى حلما يدانبه

هَمْسُ النَّسائِم في الصحراءِ يثملُني
..........................كما النّدى فوْقَ خَدّ الورْدِ رقراقُ
أخضلُّ مُنتعشاً والشمسُ غاضبَةٌ
..........................مني وَلستُ لصَهْد الشمْس توّاقُ
لكنَّني في سُدى الكثبان مُرْتحلٌ
.............................وَسيّدي الرّيحُ للكُثبانِ يَستاقُ
أنا الغبارُ وَمن في البيدِ يَجْهلُني
..................................وإنّني لعيون القومِ أشتاقُ

ما زلتُ أخشى عُواءَ الرّيح في جَسَدي
...................من جُعْبةِ الريح يغزو العُشَّ وقواقُ
يَكادُ يفقسُ بيضي في حَضانتِه
......................أو يسرقُ العُشَّ هذا الطيرُ بَوّاقُ
وسيِّدي الريحُ بالأوْهام يُغرقني
...............................وبالبساطِ يُمَنّيني فَأنْساقُ
في الـ"طّوز" يَأسرُني والذِّهْنُ في صَخَبٍ
.........................والسّرُّ تحْجبُهُ بالصَّمتِ أبْواقُ
أنا الغُبارُ بسَفْوِ الرَّمْلِ يُجهدُني
............................ليشتريني ببنك الوَهْمِ إمْلاقُ

قــم واســتعد بعد الهـوان هواكـا
وانعم بعمرك .. لم يَعُدْك سـواكا

كل البحــور وقد مررت بنوئِهـا
تركتــك ترحــل هائمــا بثراكــا

والريح لــم تبخـل برجمـك كلما
حاولت أن تعدو ببعض خطـاكا

وبقيـت مغتربــا وقلبــك حـــائر
مــا بين أرضك أو تموت هناكا

والصمت يصرخ في يقينك حاسما
ومـزلـزلا .. أنت الـذي أوداكـا

ارجع لأرضك يا غريب فقد هوى
مـا كنـت تـذخـرمن نعيــم رؤاكا

واحمــل هـوامشك التي اهملتها
لتعيــد ذكــرى مـوطن ســوّاكـا

كلّ البُحور إذا سألتَ عُبابَها
.......................عنّي تجَهَّمَ وجْهُه وتباكى
ويموجُ وَأداً للسؤالِ كأنه
..............- والماءُ يرْهفُ سمْعَه- يتذاكى
أينَ المَفرُّ وَذا شراعُ سفينتي
..................يستعطفُ الأنْواءَ والأفلاكا
لا بَرَّ.. لا شطآنَ تكشفُ وجْهَها
.................لي والسَّفين تناور الأسْماكا
والدارُ لا كالدّورِ تفتحُ حضْنَها
.................وموانِئي لا تستطيعُ فِكاكا
فيَّ اغترابي وانحرافُ سفينتي
..........من ذا يَردُّ عن الغريبِ شِراكا
ويعيدُ وجهَ الماءِ عذباً باسِما
............ومِن العُبابِ مُحرَّراً مَسْراكا؟

استكمالا لما كتبتُ قبلها أقول :

كم غاصت الأوطان بين شـروخهـا
وتـكـــوَّمت, لا تســتطيع حـــراكــا

وفــؤادك المنــسيّ يبحـث عن غــد
وغـــدا يضيـــع ويعتليــه ســواكـــا

في القدس كنت وكان وجهـك باسـم
ومــلاذك الأقصى الــذي يرعـاكــا

وبهــا الأزقــة والشــوارع لـم تزل
لقلـب ذكــرى .. تشــتهي لقيــاكــا

في القـدس روحك تســتريح لأنهــا
بقيــت بهـــا, والحــب من افتاكـــا

فارجع بروحك لو عجزت ولا تكن
من ضـاع منــه يقينـــه فتبـاكى

كَتْمُ الأنينِ إذا الزَّمان دَهاكا
....................أجْدى مِن الشَّكوى وبَثّ جَواكا
إلا إذا الأقصى شكا أحزانَه
...................في القدْس يُشعلُ بالأنينِ حِراكا
في القلبِ ذِكْرى والأضالع شاهِدٌ
...........................تَحْيا وَفي خَفَقانهِ ذكْراكا
صُوَرٌ تُراودُني وأعشقُ لَوْنَها
.......................كالتَّبْرِ تزْهو نورُها يغشاكا
فتطوف في ملَكوتِها إطراقتي
..................وأسيرُ في شجَن المكانِ مَلاكا
أمْشي وأرفَعُ في الشوارعِ قبضتي
...................وأميطُ عن حاراتها الأشواكا

**(( حارت بهذا الصمتِ حارات الفِدا ... ممّن لهم باسم العروبة منتدى أتغيبُ أروقةُ المروءة بينما ... نحروا البراءة ثمّ حزّوا الفرقدا ؟ ))**

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
تكملةً لهذا السجال الرائعة أضيف هذه الخربشة والتي جاءت على قافية التعليق الذي سبقها فأقول :

ما أنذل التاريخ في صفحاته
لكنه في الشام صار ممجدا

رفعوا اللواء ، فكل طفل ها هنا
قد صار رمزاً للرجولة سؤددا
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
تحياتي من بلد المليون ونصف مليون شهيد إلى أحبتي وإخوتي في الشام الغالي ... اللهم أنصر الإسلام والسلمين والعرب في كل مكان ...