الْغِرِّيدُ... أنا الفينيقُ أُولَدُ من رَمَادِ حَبَاني اللهُ من نِعَمٍ إِبَاءً ولامَسَتِ النُّجومَ فُيُوضُ ضادِي وإِنَّي كُلَّما غَنَّيتُ شِعْري تَرَنَّحَتِ النُّفوسُ بكلِّ نادِ وَلِي قلبٌ أقامَ بهِ حبيبٌ تُجاوِرُهُ -كَتَوْأَمِهِ - بلادِي هُما نَوَّاَرتَاي وَضَيُّ عيني وإِكْسيرُ الْحَيَاةِ هما وزادِي وَمِنْ شِيَمِي الْوفاءُ لِكُلِّ صَحْبي ومن طَبْعي أُسَالِمُ لا أُعادِي وحَمَّلَني الزَّمانُ صُخُورَ قَوْمِي وما نَاءَتْ بِهِ عَالِي النِّجَادِ وكنتُ لِسَانَ قَومِي لا أُحَابِي أُطَاعِنُ كُلَّ طاغِيَةٍ وعادِ أَلاَ إنّي دعوتُ القومَ سراً وَفي علَنٍ إلى نَهْجِ الرَّشادِ كَفَى ضَعَةً -أَشَرْتُ-كفى انْبِطاحاً تَشَفَّى في مُصِيبَتِنا الْأَعَادِي وَحَسْبُكُمُ التَّشَتُّتُ والتَّشَظِّي طَرِيقُ الْقُدْسِ في حبلِ اتِّحادِ بَني قَوْمي!وَأَيْنَ هُمُ النَّشَامَى؟ وأَهْلُ الرَّأْيِ فينا والسَّدادِ.؟ وَكَمْ أَعْلَنْتُ لاَءَاتِ التَّحَدِّي وحرباً لا تَلينُ على الفسادِ وَكَمْ نَاديْتُ حتَّى بَحَّ صَوْتِي (و لَكِنْ لا حياةَ لِمَنْ تُنادِي)! فَلاَ السُّلْطانُ أَدْرَكَ ما نُعاني وَلَا قومي اسْتَفاقُواْ من رُقادِ الوافر