أستلهمُ الأشعار من عينيكِ يا قمر الأغاني
يا دوحة الموّال في روحي إذا ضجرٌ طواني
أنت الهوى و الروح من دون الهوى وجعاً تعاني
أنت الهوى يا قبلة الأشعار يا ألق المعاني
كلّ القوافل غادرتْ و أنا بقيتُ بلا حصاني
ما عدتُ أعرف في بُعادكِ طعم عمري أو زماني
ما عادتْ الأنغام ترقصُ بين أوتار الكمانِ
ما عدتُ ألقى في المرايا غير حزني أو هواني
أحبو أنا بين الحروف و بين حشرجة القناني
أَوَ قد نسيتِ سلافتي و الشعر تسكبه دناني
أو يوم أن غارتْ لأجلِ قصائدي منكِ الغواني
ماذنب قلب عانقَ الآلام في تيهِ الأماني
ما ذنب روح تستغيثُ من الأماكن و الثواني
قصر المحبة قد دعى العذّال لكن ما دعاني
يَهْتزّ شوق مفاصلي من أخمصي حتى بناني
و العقلُ يرفضُ ثائراً أن يستباحَ من القيانِ
و الشعرُ يندبُ أحرفي و الضوء ودّعَ شمعداني
و ضجيج رأسي حائرٌ يحتلهُ لغو المكانِ
أدركتُ أني دون حبكِ أستحيل إلى دخانِ
من بعد هجركِ قد مضى عرشُ الغرامِ و صولجاني
من بعد هجركِ لم تعد صحراء وجدي كالجنانِ
هل لي بقلبك ظلّ ذكرى أم فؤادكِ قد نساني
هذا الهوى لا ينتهي إني حسبتُ العشق فاني
هذا الهوى قد قدّني لا ما له في الكون ثاني
لا طبّ يشفي لوعة الأشواق لا أو صيدلاني
لا طيف من زمنِ المحبةِ زار قلبي أو أتاني
لا نبع في عطشِ القصائد و المعاني قد رَواني
كيف الهروب و قيد حبكِ في الدقائق قد سَباني
جربتُ كلّ خرافة و جعلتُ حبكِ ترجماني
أَجْريتُ من شعري غديرا في ظلالِ السنديانِ
ألبستُ وجهكِ أحرفي فأضاء مثل الكهرمانِ
و رسمتُ كل قصائدي و مواسمي بالأرجواني
و وضعتُ تاجاً فوق رأسكِ من زهورِ الأقحوانِ
و فرشتُ أرض غرامنا بحدائقٍ من بيلسانِ
و أقمتُ في روضِ الشفاهِ و في عيونكِ مهرجاني
غادرتُ ثوب طبائعي و لبستُ ثوب الدنجوانِ
حتى مشى قلبي على حبلِ الهوى كالبهلوانِ
لكن قلبكِ ما رأى نزف الحروف و ما رآني
فشققتِ قلباً ليس يعرف غير حبّكِ و التفاني
ويلي أنا إن رحتُ أُسْكِتُ أحرفي شعري هجاني
و كأنني ما نلتُ من ألم المحبة ما كفاني
عودي فإني هالك في دربِ شوق قد براني
و الشعرُ يصرخُ كي تناقشَ حالتي في البرلمانِ
و العجز وحشٌ كاسر في سجنِ خوف قد رماني
لا تعجبي من ما جرى بالنار هجرك قد كواني
عودي إليَّ ليستعيد القلب أحضان الحنان
عودي إليَّ لكي أرمّم ما تصدّع من كياني