أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: حكاية قديمة مستمرة، ساذجة، لكنها تحدث، لم يمكنني إلا أن أكتبها هكذا

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    المشاركات : 20
    المواضيع : 10
    الردود : 20
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي حكاية قديمة مستمرة، ساذجة، لكنها تحدث، لم يمكنني إلا أن أكتبها هكذا

    حكاية قديمة مستمرة، ساذجة، لكنها تحدث، لم يمكنني إلا أن أكتبها هكذا


    عندما وظفت في شركة لإنتاج النفط، استشعرت سعادة لا حد لها وأنا جالس على مكتبي في أول يوم لي، إنه عمل حقيقي، ليس كباقي الأعمال التي كنت أعمل فيها وبأجر زهيد، مرة في مطعم ومرة أخرى أطبع الأوراق، أو أنوب عن أحد أصدقائي في محله، حتى يعود. عامان بأكملهما وأنا أدور في نفس الدائرة، عند محيطها، فتعود بي الحياة، لأدور مرة أخرى، وكاد اليأس يحطمني بعد أن أصبحت عالة على والدي، ولكن الفرصة جاءت، وها أنا أعمل في مجال البترول، المجال الذي تقوم عليه دول بأشكال جديدة وحروب...
    شعور أيقظ إحساسي بنفسي بغتة، وقَلَب روحي وكياني، جعلني أعيد حساباتي وكل ما تعلمته وتوهمته عن الحياة طيلة فترة الجامعة..

    منذ اليوم الأول وأنا أسابق الزمن في عملي، أحاول أن أثبت نفسي للآخرين، وأن أختلف أنا عنها، عن نفسي بالطبع، لئلا أعود إلى ماضيّ المُضني. اندفعت في عملي بقوة مُتجاهلاً الزمن، ومع كل معضلة أثبت أنني قادر على مواجهتها، رغم أنه في كثير من الأحيان تنتابني الرغبة في البكاء لحظة مواجهة أية مصيبة، فأشعر بالارتباك ومن ثم الشلل التام، يبدو أن هذا إرثٌ من الشخص الذي كنته.

    بدأت حياتي تمرّ روتينيةً، وهذه علامة جيدة على أنني انخرطت تماماً في الحياة الجديدة، وبدأ طموحي يكبر، والتخيلات تكبر معي، والدائرة تأخذني إلى معالم أخرى. تتسع الدائرة، ومعها تتسع أحلامي وتكبر، حتى شعرت بها – أحلامي ـ شخصية مختلفة عني ومستقلة بشكل جذري. كنتُ كباقي الشباب، لديّ تطلعات، وعندي الرغبة بشراء سيارة وهاتف متحرك وفتاة أغازلها، أظهر شجاعتي أمامها وأحتضنها، لكنني لم أكن كأصدقائي في لامبالاتهم. ثم فجأة تعرفتُ عليها صدفة، صوتها الآتي من السماعة، يجتاز أذني ومساحاتْ من قلبي، لا أحتمله، كنت أنتظر شعوراً مثل ذلك منذ زمن. تمنيت أن ألتقيها.
    في الليل.. يرفض النوم أن يسكن مقلتي، رغم تعبي وإرهاقي، وهذا الألم القديم في رأسي الذي يعاودني قبل النوم بقليل. صوتها كان مطرقة من لحم ودم لم تتركني إلا مفتتاً. حين أواجه معضلات جديدة، يستعد عقلي للبحث عن مكان أعيش فيه لحظات من الهدوء النسبي، كنت إذن لا أجد هذا الهدوء النسبي إلا في حياتي السابقة، كيف جعلتني الحياة وحيداً ومشرداً، أتجوّل فيها دون أحد يشاركني معناها، أو يشعر بالألم لألمي، … أليس هذا أفضل مكان للعثور على بعض الهدوء النسبي فيه. المهم، لا أعرف كيف أصبحت هذه العبارة رفيقاً حميماً لي: "يجب أن يفتخر المرء بالتألم.. غالبية البشر لا يريدون السباحة قبل أن يستطيعوا ذلك". لا أعرف لمَ عليّ دائماً أن أعود إلى دائرة حياتي الأولى.

    أنا لا أريد أن أسبح.. ولا حتى أن أقف على أرضية يابسة.. كل ما أريده؛ هو قلبها.. لقد استطاع "هرمان هسه" أن يعبّر عن أحاسيسه.. عن ألمه في شخصية "ذئب البوادي".. تلك الشخصية التي أذهلتني بمساحات الألم التي تمتد داخلها، بالرغم من قوتها.. ولكن لماذا أشعر أنا بهزيمتي أمامها، فهي شخصية داخل كتاب. هل الرغبة في الانهزام هي الخوف من المجهول؟ من الأشياء التي نحلم بها ونخاف أن تتحقق، حتى لا نفقد مشاعرنا أو علائقنا الأولى تجاهها. غريبة هي الحياة، كثيراً ما تجبرنا على التخلي عن كرامتنا، وأن ننحني بأعناقنا إليها طلباً لمادياتها. تبَّاً، لماذا أفكر هكذا؟ فليكن، لقد انهارت العراق، وبغض النظر عن فلسطين، وبقية الخريطة المنكوسة بسعادة وتوهم، فقد رأيت أمي وهي تموت على فراشها مستسلمة لحيوان اسمه الزمن.. ووالدي في الحانات يعقرها وتعقره.. وأنا……

    صوتها يعود إليّ.. أين أنت يا عزيزي "هرمان" حتى تعاين بنفسك الإنسان المنهزم الذي لا يستطع التحكم في قلبه؟

    في الصباح الباكر.. أكون أنا أول الذين يدخلون من باب الشركة، أجلس على مكتبي، وأمامي شاشة الكمبيوتر، ضوؤها المشع.. يكاد يلغي إحساسي بأنني لست أعمى، أزيح النظارة عن عيني، أفركها بيدي، وأبدأ بالضغط على الأزرار بسرعة، وعقليتي تتسارع مع تلك الأرقام والإحداثيات، أشعر بجسدي يطفو بين السماء والأرض، أحلم بأمي وهي تعانقني.. جو الغرفة الصغيرة التي أقطن بها يضايقني.. مديري في العمل سعيد بعملي معه، لم استلم راتبي حتى الآن رغم مضي شهرين، ينتظرون حتى يروا نتيجة عملي، فأنا لا أزال في فترة اختبار. كلّ ما مررت به في حياتي ليس إلا فترات اختبار، ولم يتعدَّ ذلك حتى الآن. أحلم برؤيتها منذ زارني "وجه ذئب البوادي" يطل عليّ وهو يرتدي معطفه الشتوي، بشعره القصير جداً وتعابير وجهه الصارمة، أشعر بملامحه تتلبسني، وأنفاسه تشق صدري. أستيقظ بغتة ـ وأنا غائص في مقعدي ـ على صوت الهاتف، أمسك السماعة بكلتا يديّ، صوتها يداعب قلبي، لا، بل أجنحته، شيئا فشيئا.. يتسلل إلى داخلي، ويحتلني. يخيّل إليّ صوتها عبر السماعة كوجود بلا مبان أسمنتية، فلتسقط الرأسمالية؟ ولتسقط كل الأنظمة في العالم، لم تعد تلك الزوايا في عقلي تحتكر شيئاً بعينه حالياً كما هو المعتاد، أفكار وأمور سياسية وحروب ومعارك وقتال وماديات وغرفة تخنقني برائحتها الوظيفية المدعية، وزاوية صغيرة هناك بالكاد تكفي لفراشي ودوراني حول نفسي أثناء تفكيري قبل النوم...

    هيا أنقذني يا "هرمان هسه"، ألم تكتب عن البؤس والشقاء؟ ألم تستدر عطف الناس بكتاباتك؟ لمَ لا يرحمني أحد، إنها القصة القديمة نفسها، هي من قبيلة لها اسم، وأنا ابن فقري وعجزي وضيق غرفتي.. وقد يكون جدي الثالث أو الرابع أعجمياً، قل أي شيء، فوجه أبي يتلصص عليّ من حاناته ساخراً، إنه ينتظر انضمامي إليه.


    فاطمة المزروعي _قاصة اماراتية

  2. #2
    الصورة الرمزية مهند صلاحات عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : الاردن
    العمر : 43
    المشاركات : 589
    المواضيع : 101
    الردود : 589
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    مرحبا فاطمة
    لم أت هنا لاعلق على المقال
    ولكني جئت أقول اشعر بأنوار أهلت للواحة
    الف اهلا بك زميلة وشريكة ثقافية وفكرية في مكان الحوار فيه اكثر حضارية بعيدا عن شتائم البعث
    على الاقل في هذا المكان نجد من يرفض افكارنا لكن يناقشها بطريقة عليمة
    لا يشتمنا
    :)
    فعلا اسعدني جدا حضورك
    الف اهلا بك

    مهند صلاحات

  3. #3
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    المشاركات : 20
    المواضيع : 10
    الردود : 20
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    مرحبا أستاذ مهند ..
    أشكرك على استقبالك الحار ..
    وترحيبك لي ..
    أنا بالفعل سعيدة للغاية بانضمامي إلى أسرة الواحة ..
    أتمنى بصدق أن أكون عضوة فعالة ..
    تحياتي لك ..

  4. #4
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    الأخت الكريمة الأديبة فاطمة المزروعي
    سعادتي غامرة و أنا أقرأ لك هذا الصباح رائعتين في آن واحد
    هذه
    و عندما ياتي المساء
    نعم .. استمتعت كثيرا بما كتبتِ و تقنت أن الواحة قد اكتسبت قاصة مبدعة بمعنى الكلمة
    فأهلا بك أختاه بين أخةتك مبدعي الواحة شعراء و كتاب
    حللت أهلا و نزلت سهلا
    فغردي أيتها العصفورة المسافرة إلينا من الإمارات
    و تقبلي الود
    و طاقة وردنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    د. جمال مرسي
    البنفسج يرفض الذبول

  5. #5

  6. #6
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي

    حرف متمكن ..

    أسلوب سيق ....

    عرض رائع .....

    فكر مميز ....

    هكذا قرأت قصة أديبتنا الكريمة فاطمة وسعدت بها وقد امتلكت موقوماتها وقدمت ثمراتها.


    أهلاً بك قاصتنا المميزة من جديد وننتظر دوماً المزيد.


    تحياتي وتقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. ألمْ يصلْك أنّ اللّيث لمْ يحدِ
    بواسطة فكير سهيل في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 20-12-2015, 09:05 AM
  2. زلازل قرآنية لم تحدث
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-04-2015, 10:11 PM
  3. أول خاطره أكتبها
    بواسطة أمل الجهني في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 29-04-2013, 12:44 AM
  4. ((لوْ لَمْ تَكُنْ ! لَوَدَدْتُ أنْ تَكونْ))
    بواسطة نجوى الحمصي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 22-11-2010, 06:50 PM
  5. فتاوى ساذجة
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 17-11-2006, 10:33 PM