أستاذي الحبيب عايد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري هل القصة لمالك بن أنس أم لشيخه ربيعة الرأي ..
أم تشابه عليّ الأمر ..
لأني قرأت في كتاب ( قصص من التاريخ ) للأديب الفقيه علي الطنطاوي :
( ولد "ربيعة الرأى" في القرن الأول الهجرى في "المدينة المنورة" ، وقد ترك والده أمه سهيلة وترك عندها ثلاثين ألف دينار وكان في بطنها جنينًا ولو يعلم والده بذلك الجنين, وخرج غازيًا إلى بلاد "خراسان"، ولبث سبع وعشرين سنة يغزو مع جيوش المسلمين ويقود انتصاراتهم ولما جاءة الكبر واشتاق إلى رؤية المدينة والموت فيها واشتاق أيضا لرؤية زوجتة سهيلة وما حل بها أهي على قيد الحياة أم لا وما فعلت أن كانت على قيد الحياة . فاستأذن فروخ قائد الجيش للرجوع إلى المدينة فأذن له وكيف لا يأذن له وهو أقدم المجاهدين معه في الجيش فرجع فروخ إلى المدينة المنورة مدينة بعثة النبي محمد بن عبدالله صلى الله علية وسلم ،دخل فروخ إلى مسجد رسول الله أول ما قدم إلى المدينة وصلى الفجر مع الناس ثم سلم على رسول الله و صاحبية أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب ثم شاهد حلقة علم كبيرة أجتمع عليها الناس وكان يسمع كلام ذلك الرجل الذي أجتمع علية الناس ولكن لم يره لعظم الحلقة التي كان فيها فسأل رجل كان بجانبة فقال له : من هذ الرجل الذي أجتمع له أهل المدينة ويسمعون علمة ،فنظر له الرجل وقال له : ألا تعرفة من أي البلاد أنت ألا تعرف هذا الرجل أنه ربيعة الرأي , فقال له فروخ : ومن ربيعة الرأي هذا , فقال له : هذا فقية المدينة وعالمها الذي أنفقت عليه أمه المال ونذرته للعلم وأتت به المسجد ليأخذ من علم علماؤها فأصبح هو عالمها الأول ، فشكر فروخ الرجل وأستمعا لعلم ذلك الشيخ المسمى بربيعة الرأي فلما أنتهى الدرس قام فروخ لكي يذهب إلى بيتة ليرى مافعلت زوجتة سهيلة , فأنطلق إلى داره ، فلما وصل إلى دارة وجدها على ما كانت علية منذ أن تركها ، فرأى شاب يخرج منها ولمح زوجتة سمية داخل تلك الدار فأخذته الحمية على زوجتة وما فعلت من وراءة ، فانطلق لكي يدخل الدار ويرى ماذا أحدثت زوجتة من بعده فمنعه ذلك الشاب فوثب كل منهما على صاحبه فعلى صراخهما حتى أجتمع الجيران ووقفوا مع ذلك الشاب فأتى مالك فسكت الناس وعم الصمت المكان فقال مالك : أيها الشيخ ألك سعة في هذه ا لدار . فقال : هي داري وتلك هي امرأتي وأنا فروخ . فلما سمعتة سهيلة خرجت مستبشرة وقالت ذلك هو زوجي تركني وأنا حامل بابني وهذا ابني فاعتنق الوالد مع ولدة ودخل فروخ بيتة كي يرى زوجتة وأبنه . فلما خرج ابنه وجلس وحيدا مع زوجتة فقال لها : أن معي مالا غنمتة مع جيوش المسلمين فضمية مع المال الذي كنت قد أعطيتك أياه . فقالت سهيلة : أذهب وصل في مسجد رسول الله يا فروخ وسأخبرك مكان المال , فقال لها لقد صليت فيه ورأيت عجبا سمعت عن رجل يقال له ربيعة الرأي أجتمع له أهل المدينة وكان علمه واسعا وددت لو كنت مثلة . فقالت له : أيسرك أن تكون مثلة وتخسر كل ما تملك ؟ . قال : نعم أنه ليسرني . فقالت له : أيسرك أن كان أبنك مكانة أيسرك أن تنفق علية مالك كله ؟ . فقال : نعم وأنة ليسرني ذلك وذلك آثر عندي . فقالت له : هو والله إبنك , وقد أنفقت ما تركتة عندي علية . فقام فروخ فرحا فشكر سهيلة وخرج فرحا يقتش عن أبنة ربيعة كالمجنون صائحا : ربيعة الرأي هو ابني ربيعة الرأي هو أبني .
جميل أن نقرأ سيرة علمائنا وفقهائنا
ونستفيد من حياتهم وتجاربها ..
دمت بخير وعافية
وتحياتي ..