عتّقْتُ نبضيَ في دِنانِ وفائي
و كَتَمْتُ إحساسي ولونَ بُكائي
ورمَيْتُ روحِيَ في غياهِبِ صمتِها
كَوَّنْتُ مملكةً من الأصداءِ
حتّى استفاقَ الوَجْدُ وقتَ قصيدةٍ
مِنْ حُرقتي صِيْغَتْ ومن أشلائي
يا صمتُ جَرِّبْ أنْ تلوكَ مشاعري
إنْ كنتَ داءً فالشعورُ دوائي
عَبَثَتْ بِكُنْهيَ فاحتَرَقْتُ بنارِها
و تَسَلّلتْ حتّى إلى صحرائي
واستَعْمَرَتْ أنّاتِ روحِيَ واعتَلَتْ
قِمَمي وحَطّتْ فوقَ غُصْنِ شقائي
هي ( غُنْوَةٌ ) لا أستطيعُ سماعَها
هي لحنُ حُبٍّ ساكنٌ بغنائي
لا الوصلُ يُطْفِئُني إذا ما ألْهَبَتْ
حرفي ابتسامةُ وجْهِها الوَضّاءِ
أو يستكينُ النبضُ خلفَ طفولتي
فالنّارُ أقوى من رَذاذِ الماءِ
يا حلوتي إنّي ارتَكَبْتُ حماقةً
أنّي عَشِقْتُكِ و الزّمانُ ورائي
دِيَمُ المحبةِ لا تزورُ حدائقي
عندَ الخريفِ تَجيءُ بالأنواءِ
وَجَعي غبائي رغمَ كلّ حصافَتي
إنَّ الغباءَ يليقُ بالشعراءِ
أنا صرخةٌ وُئدَتْ بحَنْجَرَةِ الهوى
أدعو بأنْ لا يُسْتَجابَ دعائي
أنا مارِدُ العشاقِ أسْكُنُ قُمْقُماً
أرجو البقاءَ فهل فهمتِ رجائي؟
أو فافتحي كُلَّ النّوافِذِ عَلّني
أدنو لقلبِكِ إنْ كَرِهْتِ بقائي
إنّي احتراقُ الشعْرِ خلفَ قصائدٍ
قيلتْ بكُلِّ مليحةٍ هيفاءِ
إنّي أُحِبُّكِ رغمَ كُلّ مساوئي
قمراً يُبَعْثِرُ نورَهُ بسمائي
إنّي أرى فيكِ الجمالَ بأسْرِهِ
فالحُسنُ ليسَ بضحكةٍ صفراءِ
الحسنُ في مرآةِ روحي بسمةٌ
مِنْ صِدقِ قلبٍ لا كثيرِ رياءِ
إنْ شِئتِ أتْرَعْتِ الغرامَ بكأسِنا
أو فليكنْ بالكأسِ سُمُّ فنائي