ِمنْ بين أضواءِ الشموعِ تَحَدَرَتْ
تَشْكُوْ جُمُوح غَرابتيْ
وَتَئِنُّ تَشْرَبُ حُزْنَهَا المشْنُوْقَ فَوْقَ وِسَادَتي
تَقْتَاتُ منْ جُوْعِ القَنَادِيْلِ التيْ
قدْ كَفْكَفَتْ وَجَعَ الظَلامِ بِنُوْرِهَا
وَتَنُوْحُ تَغْرَقُ حِيْنَ تَغْزو شُرْفَتِي
تَجْتَاحُ إنْ صَرَخَتْ شَوَاطِيءَ غُرْبَتِيْ
فَأَصُوْغُهَا شِعْراً وَأَهْتِكُ صَفْحَتِيْ
وَأُغَاِدِرُ الأَيَامَ قَبْلَ قُدُوْمِهَا
أَجْتَرُ أَلْوَانَ الغُرُوْبِ وَصَوْتَ أَصْدَافِ الَمَدَى
وأَمُوتُ ثلجاً في الهجيرِ مُشَرَدَا
عَجَباً لِمَوْجِ الليْلِ بَعْثَرَ نَجْمَتِيْ
فَوْقَ الغُيُوْمِ مُعَانِداً وَأَذَابَهَا
وَضَبَابِيَ المنْكُوْدُ شَتَّتَ بَسْمَتِيْ
فَلِمَ الحروفُ قدْ ارْتَشَتْ
وَغَدا الأَسَى بَعْدَ اللقَاءَ عَذَابها.
لا تَرْحَلِيْ بالله يا هذيْ التي
منْ عيْنِهَا سَكِرَ النَسِيْمُ وَأَمْطَرَتْ
سُحُبُ الوَرِيْدِ صَبَابَةً وَتَوَدُّدَا
لا ترحِلي بالله يا سُفُنَاً مَضَتْ
عَبْرَ المحيطِ وَأَصْبَحَتْ
لِطُيُوْرِهِ جُزُراً هُنَاكَ عَجِيْبَةً
تُهْدِيْ الَمحَارَ تَسَهُّدَا
لا ترحلي
فُهُنَاك أدفنُ صَفْحَتِيْ
وَهُنَا الجَوَى فيْ خَافِقِيْ قدْ عَرْبَدَا