يا من تكبر معَ النّبض،يشيب الرّأس و لا يهرم حبّك في قلبي،خاصمتُ فيك بعضي و بعضي هذا فيه سلواي و أمني..وجدتني أهرب منّي إليك..أنت منّي و كلّي.جعلتُ لك في عينيّ محرابًا فحجّ إلي بأشواقكَ،إنّي أحبّكَ علانية و حبّك نديمي ..لا ؛بلْ نبضي ..
أنتَ قمح روحي،فاسقِ الرّوح العطشى مِنْ نبع ودّك و أخرج سنابل منها نصنعُ رغيفنا،فالحبّ كالنّار يجوع و إنْ لم يأكل ماتَ..كالزّهر إن لم نتعّهده بالريّ ذبل قبل أوانهِ.
أنتَ لي الحياة بلون الطّيف و مذاق القهوة بالهال،أنتَ تغريدُ الكنار الشجيّ، لا نسمع لهُ نشازا،و إن غطّى الرّماد وجه السّماء،أو حدّ القفص جناحيه عن الفضاء ،أنت لي الوطنُ و هبةُ الله للرّوح،أنتَ نجمة تتلألأ في الضحى،و شمس تصحو حين الهزيع و الناس نيام،أنتَ ترنيمة أمل أخرست آهات حزني، أنتَ لحن الحبّ الخالد، بحـّة الكمنجة في حضرة النّاي..مُعضلتي و مُعجزتي، قوافل فرحي،و سارية علّقت عليها شراع أمنياتي،أنتَ بسمة قفزت من قمقم الفرح إلى شفاه ميّت في الوداع الأخير..
قبلكَ تمنيّتُ أنْ أعود طفلة ألعب بدميتي،أحلّ جدائلها،أمشّط شعرها،أبعثرُ أجزاءها،و أضحك منها ..هكذا قلتُ يومًا للقدر..
ها أنا اليوم و أنا أشهدُ كيف يتساقط بعضي في قدرة الكِـبِر قدْ عدتُ طفلة على يديكَ، أرتّب نفسي قبل لقائك،ألمّ زهر الحرف في طاقات الكلام،أجمع أشواقي في سلال الشغف،و آتيكَ بنبض يسامق أنفاسي،فيسبقني إليكَ.،لكنّي أتبعثر أمامكَ..يتلعثمُ لساني،حتّى لغتي احدودب ظهرها،فما عادت الكلمات تسعفني فأضحكُ من نفسي بنفسي..و أقول :يا لعدالة القدر !!!
أحبّك في الصّحو و الحلم،أرتديكَ حلمًا و أتنفّسك واقعا،و أحلّق معك في سماء المجاز، لا جاذبية تعقّل تشدنّا إلى مدن الصّمت،في الحبّ جنوننا يقين،و منطقنا ضياع..
يا رفيقي لا تسألني كم عمركِ ؟
إنّي في الحبّ أهرم يومًا و أعود طفلة لألف عام،أركض في نفسي،أسابق ظلّي فأسبقهُ،لكنّي أحبو أمام عينيكَ.
يا رفيقي يشيب الشّوق إنْ غبت عنّي لحظة، و تنام الروح في جسد تثاقلت فيه الأنفاس من أثر الغيابِ ..و حين تأتي أشهد كيف يعود إليّ نبضي و تنتظم دورة الدّم في جسدي،تهتزّ روحي و تربو،و تزهر الضلوع قرنفلا و ياسمينًا،إني أبعث حيّة حين ألقاك..