أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: حبيبتي استانبول - نديم غورسيل

  1. #1
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.01

    افتراضي حبيبتي استانبول - نديم غورسيل

    حبيبتي استانبول
    قصص قصيرة
    نقلها إلى العربية
    فاروق مصطفى
    منشورات وزارة الثقافة ـ الهيئة العامة السورية للكتاب
    ==================

    نـديم غورسَـل ـ حياته وأعماله
    ولد نديم غورسَل في تركيا عام 1951. بدأ بنشر قصصه الأولى في المجلات الأدبية اعتباراً من عام 1969. أنهى دراسته الثانوية في ثانوية غالاطاسراي عام 1970. ثم أنهى دراسته الجامعية في قسم الأدب الفرنسي الحديث في جامعة السوربون في باريس عام 1974, ومنها نال شهادة الدكتوراه في الأدب المقارن عام 1979. ومازال يعيش في باريس ويدرِّس الأدب التركي في جامعة السوربون, كما يعمل باحثاً في "المركز القومي للدراسات العلمية". ويكتب باللغتين التركية والفرنسية.
    يعتبر نديم غورسَل من مشاهير الأدباء الأتراك, إذ نقل الأدب التركي إلى خارج حدود تركيا بكتبه التي ترجمت إلى عشر لغات أجنبية, وقد ترجم له إلى اللغة العربية الأديب أحمد عثمان مجموعته " كتاب النساء" بعنوان "المرأة الأولى" وترجم له الأديب أحمد سويد قصته "صيف استمر طويلاً" بعنوان "صيف طويل في استانبول". تصدَّرت روايته "الحصن" قائمة المبيعات في تركيا لأشهر عديدة. أما مجموعته القصصية "حبيبتي استانبول" التي بين أيدينا والتي نال عليها عام 1987 جائزة لجنة تحكيم نادي پَـن الفرنسي, وجائزة خلدون طانَر للقصة, فسوف نرى فيها حب وأشواق وذكريات كاتب غريب يطوف أنحاء الدنيا بمفرده. وأثناء تجوال بطل القصص في باريس وموسكو وليننغراد وأثينا والجزائر ومراكش ونيويورك واستانبول كانت الوقائع تترسخ في أعماق ذاكرته. لأنه كان يحمل ماضيه معه إلى كل بلد يذهب إليه, وإلى كل مدينة يشاهدها.

    نال على أعماله الجوائز التالية:
    1ـ جائزة مجمع اللغة التركية عام 1976
    2ـ جائزة عبدي إِپَكجي للسلام عام 1986 لمساهمته في التقارب التركي اليوناني.
    3ـ جائزة لجنة تحكيم نادي پَـن الفرنسي عام 1987
    4ـ جائزة خلدون طانَر للقصة عام 1987
    5 ـ جائزة إذاعة فرنسا الدولية لأحسن قصة عام 1990
    6ـ جائزة الرقيقة الذهبية من مقدونيا عام 1992

    آثاره الأدبية:

    1 ـ حبيبتي استانبول " مجموعة قصص قصيرة "
    2 ـ صيف استمر طويلاً " قصة "
    3 ـ الترام الأخير" مجموعة قصص قصيرة "
    4 ـ في التحقيق " قصة "
    5 ـ فندق الرغبة " قصة "
    6 ـ كتاب النساء " مجموعة قصص قصيرة "
    7 ـ الحصن " رواية الفاتح " " رواية "
    8 ـ ناظم حكمت والأدب الشعبي التركي" نقد "
    9 ـ منظر أدبي لتركيا المعاصرة " نقد "
    10ـ عودة إلى البلقان " انطباعات الرحلات "
    11ـ على شواطئ الباسيفيك "مشاهدات وانطباعات"
    12ـ دفتر السفر " مشاهدات وانطباعات "
    13ـ حب بعد الظهر" مجموعة قصص قصيرة "
    14ـ جيجي بابا " مجموعة الأعمال القصصية 1967 - 1990 "
    15ـ شاعر الدنيا ناظم حكمت " نقد "

    حـبيبتي اســتانبول

    رويداً رويداً, بتمهل وببطء, وكمن يكتشف متحسساً بيديه جسد امرأة غريبة تعرَّفتُ إليك, مع أنك موجودة دائماً كنت. منذ أن اقتنع (المغاوريون) بأقوال كاهن دلف فجاؤوا إلى سواحلك واستقروا في شبه الجزيرة المقابلة لشاطئ العميان, بل وقبل ذلك بكثير, منذ أن بنى الإنسان الأول ملاجئ القصب عند مصب نهر" كاغيت هانَه" في الخليج, لتحميه من الوحوش الكاسرة, منذ ذلك الوقت موجودة كنت وحتى الآن.
    ليغوس كان اسمك. والمياه الشفافة الرقراقة تحيط بجوانبك الثلاثة. وأسماكك تلمع في مياهك, والأشجار تحف حفيفاً في غاباتك.
    بيزنطة كان اسمك. وفي جانب من شبه الجزيرة مدينة صغيرة كنت, بقلعتك, بساحتك, بحمَّاماتك, بتماثيل آلهتك البرونزية. ومن مينائك الداخلي الهادئ تفتح سفنك أشرعتها نحو البحار الواسعة غير المنتجة. وأناسك الوقورين بجد ونشاط كانوا يعملون.
    نيوروما كان اسمك. بأبوابك, بآثارك الرخامية, بأحجارك الضخمة, بميدان سباق الخيول الواسع المترامي الأطراف, بميدانك الفسيح الذي كان يعج بخيول تمثلها الآن خيول نحاسية ذوات لبدات تقف على قوائمها الخلفية متجهة نحو جموع الزوار الذين تغص بهم ساحة سان ماركو في البندقية. مدينة رومانية ذات أبهة كنت, والسفن تفرغ حمولاتها من الرخام والذهب في موانئك.
    موجودة دائماً كنت يا استانبول. في زمان ليس قبله زمان, ولا بعده زمان كنت.
    القسطنطينية كان اسمك. بأسوارك الثلاثية الصفوف العصيَّة على التسلق, بِكِوى أسوارك, ببيارق أبراجك, بقصورك, ببيوتك الحجرية المطلَّة على البحر. بشعبك المتدين, بكنائسك, بأديرتك, بينابيعك المقدسة, بأيقونات أديرتك, بقساوستك, بملائكتك, عاصمة لإمبراطورية كبرى كنت, والقسطنطينية كان اسمك, وأول قبة سماء مزدانة في التاريخ تبدو من جبل أولوداغ منقلبة على عقبها مثل هوة سحيقة متعلقة بقمة أيا صوفيا حيث الفسيفساء, وأعمدة الرخام الأخضر الضخمة, والصلبان الذهبية, والشمعدانات الفضية, تلمع في الضياء الذي يتخلل إلى الداخل من خلال النوافذ المزنَّرة, فيضيء القاعات الواسعة التي يمكنها أن تستوعب كافة سكان المدينة, ويضيء الجدران, بل ويضيء حتى الدهاليز المعتمة التي لا يعلم عددها إلا الرهبان. في ذل الزمن كما اليوم كانت طيور اللقلق تطير من فوقك في موسم الهجرة. لم تكن ثمة مآذن مدبَّبة تشقُّ عنان السماء , لكن الغيوم البرتقالية البنفسجية, وطيور اللقلق الطائرة إلى مكة, وطيور جلم الماء, وطيور الغاق كلها كانت موجودة. وظِلُّ برج غالاطا يسقط على أسطح المنازل, والأزقة الضيقة التي تصطف على جانبيها حانات الجَنَويين. بريح الجنوب, بريح الشمال, بقطعان أسماكك التي تبحر من المضيق إلى بحر مرمرة, فريدة كنت, ولا مثيل لك كنت.
    موجودة دائماً كنت يا استانبول!
    دار السعادة كان اسمك, والأذان يرتفع من أيا صوفيا, والفاتح الذي سيَّرَ السفن في البرِّ يمسك بيده وردةً. والحمائم تشرب الماء من سبل الماء في جامع السلطان أيوب.
    دار الخلافة كان اسمك, والأحجار البيضاء تُسوَّى, والرصاص يُذاب في مراجل ضخمة. وعلى نيران الأفران يشوى الخزف الذي تتفتح عليه أزهار الرمان والخزامى فيستحيل ربيعاً مخضوضراً. وفي مخيلة المعمار سنان تتشكل أبعاد ونسب وحجم وقبة جامع السليمانية. وأهلك الأرناؤوط والبوشناق والروم واليهود والأرمن والترك والعرب والشركس والجورجيون يزدادون مع الجنويين والبنادقة وتغصُّ بهم أسواقك المسقوفة. والعميان يعرفون طريقهم بشمِّ وتتبُّع روائح التوابل. والسفن المحمَّلة بالقمح تشرِّع أشرعتها متجهة إلى البندقية وجنوه ومرسيليا.
    دار الدولة العليَّة العثمانية كان اسمك. والصدر الأعظم والوزراء والباشوات قباطنة البحر وشيخ الإسلام وخازن بيت المال بعمائمهم الثقيلة وبقفاطينهم الفضفاضة يصعدون إلى الحضرة السلطانية. والانكشاريون يتمردون مطالبين برأس أحد رجال الدولة. والأمراء يُخنَقون في الزنزانات. والسلطانات الوالدات وسيدات القصر والوصيفات والجواري والآغوات السود في جناح الحريم صامتين. وعند مدخل القصر ساقية الجلاَّد الدامية تسيل بلا توقف. والبحر كذلك يسيل مغادراً أمام " سراي بورنو" وحيدة أنت تبقين في مكانك. تقع الزلازل فتتهدَّم بيوت وجوامع ومآذن ومدارس وجسور, ولا يبقى منها حجر فوق حجر. وعندما تنهار قبة جامع, أو يهوي سقف قصرٍ ما, تخرج إلى النور فسيفساء بيزنطية. الأوبئة تتفشى في موانئك. وفي المضيق تحترق أكشاكك الصيفية وقصورك وبيوتك الخشبية, لكنها كلها تبنى من جديد. والمواليد الجدد يأخذون مكان الذين قضوا في الزلازل وفي الحرائق وفي الحروب, والذين أهلكتهم الأوبئة. وتمر سنوات, وقرون, وأنت عند ملتقى البحار الثلاثة, ليغوس كان اسمك, بيزنطة كان اسمك, دار السعادة, دار الخلافة, دار الدولة العلية العثمانية كان اسمك... واستانبول كان. أي مدينة ً كنت. نعم مدينة.
    كم سنة مرت؟ كم سنة مضت لم أنظر فيها إلى بحرك؟ ولم أرَ فيها أناسك, ولم أمش ِ في أزقتك وشوارعك ولم أعبر فيها ساحاتك؟ والآن بعيداً عنك في زقاق فيغور في باريس, أنا معك.
    قبل قليل رأيت في المترو ملصقاً شرَّعت فيه أيا صوفيا بملائكتها أجنحتها للريح, كانت مجنَّحة تطير بقبَّتها التي يقال إنها تماسكت بطينة جُبلت بريق سيدنا محمد. وفي ملصق آخر مياهك براقة, وأنت ببحرك الأزرق, ببواخرك البيضاء, بسفنك, بمواعينك, بقواربك بقريدسك, بسرطاناتك, بأسماكك بحراشفها المبرقشة الملونة, كنت تبرقين وتلمعين في أشعة الشمس. أياصوفيا والمضيق والفندق والأسماك بـ2000 فرنك, الشمس والبحر مجاناً! "إنك الآن في مكان يستطيع الوصول إليه كل من يملك ألفي فرنكاً, وقليلاً من الوقت. وحدي أنا لا أستطيع الوصول إليك, إلى بحرك, ولا أستطيع ملامسة مياه خليجك الوسخة المتعكرة, ولا مداعبة قبابك ومآذنك وأبراجك. كم سنة مرَّت... لم أجلس على مقاهي شواطئك, ولم أمسح وجهي بجدرانك المشَحَّرَة, وبأسوارك المتهدمة, ولم أتسلَّق تلالك وأبراجك. كم سنة مرت لم أسترح فيها تحت أفياء أشجار دِلبكِ!
    إني الآن في غرفتي المنزوية المطلة على الفسحة الداخلية لفندق دي سَنس في زقاق فيغور, أميل على أوراقي البيضاء مفكراً فيك. ها أنت تتراءين لي رويداً رويداً على ضوء المصباح, هي ذي قبابك ومآذنك! هي ذي أزقتك المتعرجة, وشوارعك العريضة!هو ذا مدخل المضيق, ومياه الخليج الوسخة! وهو ذا السكون! سكون فناء المدرسة الداخلي, سكون المقابر, وسكون خزانات الماء. هو ذا الضوء!ضوء رمادي باهت ينسلُّ من سماء مغلقة. وشمس تلهب نوافذ أوسكودار. ولهب مرتجف لشمعة تحترق أمام أيقونة الأم مريم. وضوء مهجع النوم الأزرق, ووحدتي! نعم وحدتي! أي حرماني منك وأنا في حضنك! قال شاعر استانبولي كبير عاني الغربة كثيراً, وقاسى الشوق والحنين كثيراً:
    " شيئان فقط لا يمكن نسيانهما إلا بالموت: وجه أمنا ووجه مدينتنا "
    من بعيد أداعب وجهك الأبيض المدوَّر. وعظام وجنتيك الناتئة, فتحترق أصابعي كلما لامستْ جسدَك المبلل. من رفاتي تولدين من جديد يا استانبول!
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    شوق مغترب إلى تراب بلاده وسمائها, وبحرها
    جعلنا نبحر معه عبر الزمان .. بأسلوب قصصي
    شاعري ليعرفنا على التسلسل التاريخي لحبيبته
    أستامبول ـ والأسم الذي اشتهرت به في كل حقبة
    وأهم آثارها في ذلك الوقت, ودخول الإسلام بعد المسيحية
    ليغوس ـ بيزنطة ـ دار السعادة ـ دار الخلافة
    دار الدولة العليا العثمانية ... ثم في النهاية
    أستامبول.
    أعجبتني القصة فشكرا على إختيارك.

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    قصة ذات قيمة تأريخية واضحة رغم قصرها
    هي مدرسة في فن الارتقاء بمضامين الأدب

    دمت وبديع اختيارك أديبنا

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  4. #4

  5. #5
    الصورة الرمزية عبدالحكم مندور مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 4,494
    المواضيع : 59
    الردود : 4494
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    التقديم والترجمة والتعريف شيق وجميل إلى أن أعود للقراءة المتأنية أقدم شكري وتقديري

المواضيع المتشابهه

  1. "البائـس" ...قراءة نقدية تحليلية فى قصة "الانتقام الرهيب " للأديب : محمد نديم
    بواسطة د. نجلاء طمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 08-07-2022, 12:34 AM
  2. حبيبتي ..هذه حبيبتي (ق ق ج )
    بواسطة زهراء المقدسية في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 12-10-2014, 01:59 PM
  3. عرس العربية في استانبول
    بواسطة احمد حمود الغنام في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-06-2010, 02:41 PM
  4. طبق اليوم / بين نديم وحسان في شهر رمضان
    بواسطة محمد نديم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 23-05-2007, 11:37 PM
  5. ارحب بالشاعر محمد نديم
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 29-08-2006, 04:05 PM