|
غيثُ الربيعِ ، نضــارةُ الأزهــــــارِ |
ووميضُ فجرِ الروحِ في الأســـحارِ |
والســــابغاتُ على يَديـْـــها أيـنـعـتْ |
فكـــــــأنّها وحــيٌ من الأقــمـــــــارِ |
والداجياتُ بها أضــــــاء دعـــاؤهـا |
لم تـــدّخــــرْ غـيرَ التقى للبــــــاري |
والأمنياتُ تراقصــــــتْ في قربــها |
آلاؤهـــــا نِعـَـــمٌ كـطيبِ بَهـــــــــارِ |
رقّت فرقّ وليـــــــدُها فترقرَقـــــتْ |
من مقلتيه رقــــــائــــقُ الأســـــفـارِ |
إيـــهٍ مــــلاكَ النورِ يا أمــــلَ الدنـا |
يا حِـضْن آرابٍ ونــفــــحَ عــراري |
يا جنّــــةً باسمِ العواطـــف تزدهـي |
قَــدماكِ منــــها السقفُ لست أماري |
ياطيبَ مَرْآهـــــــا به الأنسُ ابتــــدا |
والحبّ منســــجمٌ مــــع الأنـظــــارِ |
وحفيفُ والهــــــةٍ عـــلا قســــماتها |
وحـــديثُ شـــــوْقٍ زاخــر الأوطارِ |
ياذا الزمـــــان إذ اســـتُـثـير بدمعها |
وقتَ الحنين شـــــجاهُ بالتـــذكـــــارٍ |
ياذا المكان وقــــــد تـــأوّه حــامــلاً |
آثــارَ مـنـتـحـــــبٍ علــى الإيـــثــارِ |
فالدار يملأوهـــا الحبـورُ ، بهاؤهــا |
يطـــأ الثـريّــــا رأفــــــة بالجـــــارِ |
وســـهرتَ حتى أطربتكَ جفونــُـــها |
إذ أغمضتْ تلهـــــو بطيفٍ ســاري |
ما الســرُّ في فيضِ الحليبِ ســـقيتِه |
فازدانَ وجــــهُ الأرضِ بالأبــرارِ ؟ |
هي هـــــكذا الأمّ الحـنـونُ ولن تفي |
دررُ البيـــــان وأجــــملُ الأشـــعارِ |
طوباكِ يــا أمٌّ ســــختْ نفحــــاتُهــا |
والبِـــشرُ منها زينـــــــــةُ الأفـــكارِ |
بل أنتِ ســـــيّدةُ الرجـــــال تــكرّما |
والعطفُ آيتُهـــــا بــــلا إنكـــــــــارِ |
ياصاحِ أمّـــــكَ ثمّ أمّــــكَ ثمّ أمّـــكَ |
.... ذا حـــديث البــــرّ للمخـــــــتارِ |
واذكـــرْ أبــاك بعيــــدها أدبــــاً لــهُ |
ومبـــالـغــاً فــي حـــبّك الـمِـعـطـارِ |
فمنابعُ المعروف عند حِماهـــــمــــا |
وروائــــحُ الإحســـــان والأنـــــوارِ |
لهما جنـــــاحَ الذلّ فاخفضْ رحمــة |
مستـــأنســـاً بـلـطـــائــفِ الغفّـــــارِ |
يا ربّـنـا فارحمْهُمــا أبـــداً كــــــــما |
قــد ربّــيانــــي ، فازدهت أوطــاري |