|
يا من تَقاسَمه الإيلامُ والوجعُ |
هَوِّن عليكَ، فلا خوفٌ ولا فزعُ |
مهما تُبعثركَ الأحزانُ مغترباً |
بالصبرِ كلُّ شتاتٍ فيكَ يَجتمعُ |
أرضاً وقعتَ، ولمْ تُخْفِ الجِراحَ، ولم |
تَحفَلْ بمن ركنوا لليأسِ مُذْ وقعوا |
دارَيتَ أنَّكَ في أنِّ الذينَ أبَوْا |
أن يُسقِطوا جمَراتِ الدهرِ أو يضعوا |
تمشي، وخَطْوُكَ في المنفَى يتُوه، ولا |
يَهدي سبيلَكَ إلا ذِكرُ مَن رجعوا |
التائهين فلا منفى ولا وطنٌ |
ضاقوا بأرضكَ، فِيمَ الأرضُ تتَّسِعُ |
الطامعين بأرضٍ لا مكانَ لها |
في الأرض، حيث يَسُودُ العدلُ والورَعُ |
الوارثين من الدنيا قساوتَها |
مِلْءَ الرجاءِ بَكَتْ في صمتِها شِيَعُ |
الطامعين بأسمالٍ لتَسْتُرَهُمْ |
عُرْياً تَكَشَّفَ لم تَشفَعْ لَهُ الرُّقَعُ |
الميتين بلا مَوتٍ ليُكْرِمَهم |
أحياء دون حياةٍ كم بها وَلعُوا |
المُمسكين بجذعٍ يابسٍ أملاً |
مَدَّ الجُذور، وكَفُّ الظُّلمِ تَنتَزِعُ |
الصامدين بوجه الحرب، عَلَّ غداً |
غَيْمُ الحِصَارِ عن الثُّوَارِ يَنْقَشِعُ |
خُذْهُم إليكَ عسى تلقى لهم عوضا |
عن صبرهم، ويُتِمَّ اللهُ ما صَنعُوا |
خُذْهُم إليكَ وكَفْكِفْ دمعَهم بِيَدٍ |
ليست لغيرِ سؤالِ اللهِ ترتفِعُ |
ليست تُمَدُّ لمن أعطَوْا بمِنَّتِهِمْ |
فَخْراً، وإنْ فُقِدُوا في أهلهم مَنَعُوا |
في الصَّبْرِ نَصْرُ بِلادٍ كُلَّما هُزِمَتْ |
منها العُيونُ أبى أنْ يُهْزَمَ الوجعُ |