مالت تمزِّق فـوق النَّعـش أكفـاني
من فرط ما اقترف الآسـي بجثماني
ترجو انبعـاثي وما لي غير حرقتها
نفسـي وقــد أوعـد الإلحـاد أدياني
أجبتُ ثـوب الأسى في المهد جلَّلني
والسَّير بين ثنايــا الجمـر أضناني
جُرِّعتُ كأس الشَّجـا ممَّن أنادمهـم
والنَّحت فـوق حواف اللحـد أدماني
طـرقتُ أبـواب من عاثوا بنسمتنا
وخضتُ حربـاً ضروساً دون فرسانِ
فمـا وجدتُ لنيـل الثَّـأر خاصــرةً
تزيح عن كـاهلي المنهوكِ أحزاني
سـواحـــل الضَّيـم أدنتني مرافؤهـا
واستقبح الرَّسف في الأغلال إذعاني
أنــــــا الأبـيُّ سليـل المجـد آلمنـي
فقـدان حتفـي ومكث الرُّوح أشقاني
أرى الحيـاة بلا معنى مُــذ انفرطت
قيـود عزلي وسير الجَـلد أقصاني
كتبـتُ أسمـي عـلى دمـــعٍ أُلازمُهُ
قـد ظنَّهُ النَّـاس بحراً دون شطـآنِ
وخضتُ حرباً على طيـفٍ أُنازعـهُ
نبــــذ الهـوان ولكـنْ حــال إيماني
عن وضـع حـدٍ لعيشٍ بتُّ أمقتُـهُ
وزجر ضيمٍ ثوى يمتـاح أشجـاني
أبديتُ جرحـي إلى الآسـي أُسائلهُ
من فرط غيظي لمَ التَّمثيل بالفـاني
أنــا الشَّقـيُّ رديـف النَّزف أرَّقنـي
زمُّ العنـان وعسـر الحـال أعياني
أردتُ ثـلـــــم وميـضٍ للنَّـفـاذ بـهِ
فالتاع زندي وسيف الويــل أرداني
فصار جسمي عديم الحسِّ واندلعت
نيران شجوي ومجَّ الدَّمــع أجفاني
حتَّـى انتهيـتُ بلا حتفٍ ومزَّقنـي
يأسي وفوق جحيـم الموتِ أحياني
13/8/2