هل من مسمى لهذا الزمن

اشعر بالنعاس يتسلل إلى جفوني فأتسلل بدوري إلى غرفتي . القي بجسدي على فراشي الوثير
أعانق حرارته و نعومته , اشعر بالدفء يدب في أوصالي ,أحاول أن أغط في نوم عميق
ولكن تأبى جفوني إلا أن تبقى مفتوحة , أحاول من جديد ولكن.............وكأني اشعر ببرودة جسده تلاحقني وأنفاسه المتسارعة تصدر صوتا يقلقني !!!!!
لا أرى سوى عيونه من وجهه الملثم بشدة لكي لا يعرف من هو أو ربما من اجل تدفئة خدوده بسبب صقيع الليل وهو يحمل سلاحه ويرابط في موقعه في شوارع وأزقة تلك الأرض المقدسة .

أزيح بوجهي ذات اليمين وذات الشمال أحاول التفكير في شراء فستان جميل في صباح الغد أو علبة من مساحيق التجميل لعلي أزين بها هذا اللون الأسود تحت عيوني المتعبة من شدة الأرق .
أفكر في عطلة نهاية الأسبوع أحاول التخطيط لها وكيف أمضيها ومع من وأين,, وسيارتي عليَ تنظيفها وتلميعها , استرسل في دوامة أفكاري السخيفة والتي أنا من استدعاها في هذا الوقت
يداهمني صوت أنينه ونحيب أمه ودعائها في جوف الليل من اجل أن يسهل الله لابنها سريرا في ذلك المشفى ليستطيع إكمال علاجه في مشفى الشفاء في غزة بعدما أصيب أثناء هدم منزله , وتستوقفني صورة تلك ألام وهي تودع فلذة كبدها وتدفعه وتشد على يده وتدعو له بالنصر على الأعداء .
و أشم رائحة المسك المنبعثة فوق تلك القبور التي تضم أجسادا طاهرة , عشقت الموت والتضحية كما نعشق نحن الحياة , قبور وفي منتصف الليل , سترتعد أوصالي حتما وأنا التي أخاف هذه الأحاديث في منتصف النهار!!!!!!

ما أزال استمتع بالدفء وبهذا الفراش الحريري , وما تزال عيوني تحملق في سقفها , أحاول رسم مشهد مضحك( كوميدي ) قد حدث يوما ما في ذاكرتي أو شاهدته في مسرحية فكاهية في محاولة مني لقضاء بقية هذا الليل , آو ربما مقالة سياسية مضحكة آو سخيفة تتحدث عن خطة الطريق آو حق العودة وتفكيك المستوطنات أو السلام والسلام فقط الحل الأوحد والوحيد , أو عن الحرب على الإرهاب ,و وقف عسكرة الانتفاضة , أو ربما عن صراع انتخابات أخر زمن في ظل احتلال صهيوني وأمريكي , أو مقالة لعبد الباري عطوان عن رفض سيريلانكا المعونات الصهيونية ( الإسرائيلية) !!!! , أو ربما أو ربما سأهتم لاحقا بأخبار الفن والموضة فهي أكثر سخفا و( كوميدية) كفكرة توحيد الوطن العربي مثلا عن طريق( سوبر ستار) .

تتقلب الأفكار في ذهني لأتخيل كم كان اللعب مسليا ورائعا مع ابنتي وهي تخلط بين الأحرف العربية والأجنبية وتردد أول جملة معهودة يتلقفها الأطفال ويرددونها( أريد أن أقرر أنا ) ولكن لا تستطيع قولها بالعربية
فاضحك بصوت منخفض واشعر بالسعادة تغمرني , أداعب خصلات من شعري وأنا أتخيلها وهي تطلب العفو والسماح بأحرفها الصغيرة , يحاصرني شعور من نوع أخر عن مشاعر تلك ألام الفلسطينية وهي تخرج من مطبخها مسرعة لتجد ابنها آو ابنتها قد أصيب وهو يلعب في حجرته داخل منزله وتحمله بين يديها جثة صغيرة هامدة , استرسل في أفكاري وماذا لو كان ابني أو ابنتي , ماذا كنت سأفعل بملابسه بعد ذلك وألعابه , يصيبني الم في معدتي , لا أستطيع أن أتحمل تخيل هذه المشاعر !!! ولا أستطيع حتى مساندة هذه ألام والوقوف بجانبها فانا اعرف نفسي كم أنا ضعيفة أمام تلك الأحداث , فهل كنت سأقوى على الوقوف لو كنت أما لذلك الشاب الصغير الذي ما زال في عمر المراهقة وأصبح ألان طريح الفراش لا يحرك إلا عيناه مستنجدا من حوله , وأمه تطلب وتستصرخ العالم من اجل أن يقف على قدميه مرة ثانية .

ألان عرفت كيف استطاعت الاستشهادية أم الطفلين أن تتخذ مثل هكذا قرار, فهذا ليس بزمن الصراخ أو الاستصراخ , بل زمن إغلاق الجمعيات الخيرية وسد كل طرق المساعدات والواجبات الأخلاقية والدينية والسجود والركوع لمخلصي العالم العربي والإسلامي من عصر الطغاة إلى عصر الديموقراطية , وزمن النوم العميق في فراش دافئ !!!!!!!!!!!!!!!

أي ألق وأي حس عال!

كأني بمشاعرك الحارة لا تكاد تغري الدب العربي من إنهاء فترة سباته الشتوي. يصر على أن يغط في النوم في فراش دافء وفي مكان أمين.

الأخت ميرفت:

جسدت بكلماتك واقعاً مريراً نعيشه جميعاً ولا يعيشنا ، وكان لأسلوبك المميز قدرة التأثير.



تحياتي

تحية لشعور كبير..