مـــاذا لـــو!؟.
من المؤسف له إن منطقتنا العربية قد تحولت خلال السنوات القليلة الماضية إلى منطقة ضائعة تائهة, تسير على غير هدى يدلها على المسار الصحيح, بعد أن سُلبت مجتمعاتها من حريتها ومن المبادئ الأساسية للعدالة الاجتماعية والمساواة وكافة الحقوق المشروعة.. وبعد إفراغ دولها وشعوبها من مقدرات القوة ومن المضامين الحقيقة لممارسة السيادة الوطنية, وذلك خدمتا للسياسات والمصالح الغربية وبما يصب ويخدم مصلحة ربيبتها دولة إسرائيل وجعلها القوة الإقليمية الوحيدة والمتفوقة في المنطقة, حيث تمارس الصمت وتكتفي بدور المتفرج على ما يجري من حولها, رغم إنها تنتظر بفارغ الصبر للانتهاء من تنفيذ هذا المخطط, وترى اليوم الذي يتحقق فيه حلمها وإنجاز مشروعها المعروف بالشرق الأوسط الكبير.
وكمثال على إخلاء وإفراغ الشعوب والدول العربية من مقدرات القوة ومن مضامين السيادة الوطنية, ومن تراثها وتاريخها, التدمير الجاري على قدما وساق لسوريا "شعبا ووطنا", والذي يتم بصورة ممنهجة وبأيادي من أبناء دول المنطقة. ماذا لو أن كل ذلك التدمير يحصل لدولة إسرائيل؟. هل يقبل المجتمع الدولي بتسلل عشرات الآلاف من الناس إليها؟. فيقومون بقصف المباني والمنشآت والقرى والمدن بالصواريخ والمدافع والرشاشات ومختلف الأسلحة في الداخل الفلسطيني المحتل.. أو أن يحصل الشيء نفسه للدولة التركية أو السعودية أو غيرهما!!.
مـــاذا لـــو حصلت تلك الأفعال ضد الكيان الإسرائيلي؟. هل سيصمت المجتمع الدولي كما هو حاصل اليوم مع سوريا؟. لا أظن ذلك.. هل يتذكر أحدكم كيف تحرك العالم ووقف وقفة رجل واحد عندما سقطت بعض الصواريخ بدائية الصنع على مدينة سيديروت من الأراضي قطاع غزة الفلسطيني؟. مـــاذا لــــو كانت الضحايا العربية التي تسقط يوميا وبالمئات من اليهود؟. هل كانت ستصمت حكومات الدول الغربية عن القتل والتدمير الذي يجري في سوريا؟. وهل ستغمض الدبلوماسية الغربية عيونها عن تدمير بلد مثل سوريا وقتل وتهجير شعب مثل الشعب السوري؟. بهذه الصورة الوحشية.. وعلى مرأى ومسمع من العالم.
مـــاذا لـــو!؟.
ملاحظة:الموضوع سياسي بحت, فمن له رأي بهذا الموضوع من الناحية السياسية.. أهلا وسهلا. فالساسة متغيرات.. كبنيان ومؤسسات ودول, والدين ثابت لا يتغير, ولا يحق إقران المصحف الشريف بالسيف, كون المصحف دعوة والسيف قمع.. أيا كان حامل ذلك السيف القمعي.. ولا تربطهما علاقة في فكرة موضوعي هذا.