جرحٌ على جرح، وصبرٌ يُغزَلُ
خيطاً يرمِّمُ ضفتين ويُفتَلُ
مطلعٌ جميل ذكرتني موسيقاه مع اختلافٍ في المعنى بمطلع المتنبي حين قال :
أرقٌ على أرقٍ ومثلي يأرقُ
وجوىً يزيدُ وعبرةٌ تترقرقُ
عينان، هذا الشوقُ، رعشةُ دمعةٍ
تهوي/ولا تهوي.. تُطِلُّ وتخجَلُ
اضطرابٌ فريد وتصوير خريد
كفٌّ تُلَوِّحُ بالوداع، وفي المدى
دخانُ قاطرةٍ، وقلبٌ يذبل
وهنا كانت اللقطة التي صورتها عدسة الشاعر ذات الحساسية العالية فكان التصوير اللحظي مبهراً فيها
هذا المكان يشدني، وأشده
وأودُّ لو يُرخي يديه، فأرحلُ
من أرق وأجمل ما قرأت في تشبيه لحظات الرحيل ، كنت مدهشاً هنا بحق
غيري تساوى بي، ويجمع بيننا
سرُّ انكسارٍ، في انكسار، مهمَلُ
وأنا أخالفهم، فحزنُ فراشةٍ
يبدو أخفَّ لهم، وعندي أثقلُ
يا للحظات الفراق كيف تصنع الفارق وتغير الموازيين الفيزيائية فلا قوانين نيوتن تجدي ولا نسبية آينشتاين تؤتي أكلها هنا
يَمضون عِشقا، مُترَفين بفَقدهم
والغائبات حضورهن سفرجل
شاعرية لطيفة و مغدقة بالرقة
أتْلُو - ويُتلى بي - نشيدَ وداعةٍ
همساً، أرتِّلُ رِقَّتي.. وأُرَتَّلُ
بيتٌ جميل ، ولكن لا أدري ( وداعة ) هنا من الموادعة أم من ماذا ؟
قصيدة متقنة ، بإحساسٍ عالٍ وإقتدارٍ وتمكنٍ من الأدوات تام
كما توقعت فمثلك حريٌ أن يُقرأ له
بوركت