|
عشت الحيـاة بحلوهـــا وبمرهــــــا |
أطوي السنين بخافـــق مرتـــــاح |
ما ضرني عزم الرجــال وبأسهـــم |
عزمي وبأسي كان بعضَ سلاحي |
لكن سهــما فــي الفـــؤاد أصابنـــي |
تــرك السفيــن مضعضع الألواح |
حسناء في جنــح الظــــلام تسللـــت |
لا تعبـــأن برغبتـــي وسماحـــي |
رقراقة في ثغــرها عبـــق الهـــوى |
تدمي القلــوب بلحظــها الجـراح |
تمشي فترسل في النسيم عبيرهــــا |
تسبي العقــول بعطـرها الفــوّاح |
تشدو فتحدث في القلــوب صبابـــة |
فاقـــت غنــاء البلبـــل الصـــداح |
كالشمس تشرق إذ تطــل بوجههــا |
نـــور يبــــدد وحشــــة الأرواح |
العقــــل حــــار وشتتـــت أفكـــاره |
وخواطرٌ تأتــي كوقــــع رمـــاح |
آثرت كتمــان الهـــوى بجوانحـــي |
لكنـــه طبـــع الهـــوى الفضّــاح |
أمّلت نفسي بالوصــال فلـم أجــــد |
إلا الســـراب ورفقـــة الأشبـــاح |
حــان الفراق وأسدلـــت أستــــاره |
والشمس غابت موعد الإصــباح |
ناجيتها والشوق يقلـــق مضجعــي |
اومي لهـــا بالســـر غيـــر بـواح |
في شرعة العشاق صرت متيمـــا |
هـــلا بربـــك تطلقيــــن سراحـي |
حارت وحار القول بيـن شفاههــا |
همت العيــــــون بمدمــع سحّـــاح |
نطقت وطيــف البين في نبراتهــا |
إن الزمـــان دواءُ كـــــل جـــراح |
طلـع الصبــاح وشهرزاد توقفــت |
سكتت وأضحى القول غير مبــاح |
والصمت سـاد مخيمــا بظلالــــه |
وبلحظـة طــارت بغيــــر جنـــاح |
بانت وطيب العيش بـان ببونهـــا |
والقلـب بـات يغيــض بالأفــــراح |
عصـف النـوى بفــؤاديا فتبــددت |
أفراحــه فـــي لجَّــــــة الأتـــراح |
إن مـر طيـف للحبـــيب بخاطـري |
أغــدو جريحا قد نكأت جــراحي |
ليــل الهـــوى والعاشقيــــن كأنـــه |
ليــل طويــــل لا يشــي بصبــاح |
ليل الألى سلب الحنين عقولــــهم |
تلقــى بسجـــن غيـر ذي مفتــــاح |
يا لائمي في العشــق لـــو جربتــه |
لقبلـت عــذري صادعـــا بسمــاح |