المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الشرادي
إلى النص الذي كتبته الأخت سعاد - تحطيم - ليكون توامه
في مهب الريح
بحث في قلبَي ْوالديه عن واحة يتفيأ ظلالها،لم يجد غير صحراء قاحلة تاه بين كثبانها الرملية. فتش في قبو ذكرياته المظلم عن نقطة ضوء أنارت قلبه بالفرح،لم يجد سوى غبار المعارك. نظر إلى عيونهما بحثا عن معنى للأمومة الحاضنة،و الأبوة الحانية.لم ير سوى متصابيين عكرت الوحدة صفو حياتهما، و أثلج صقيع السرير جسميهما،فأقاما عقد نكاح على عجل، و عندما داهمتهما أولى ثماره أصيبا بالذعر، فصرفا خوفهما صراعات طاحنة. تبادلا خلالها الطعنات، فأصابته طعنة نجلاء أدمت قلبه و أصابت حاضره و مستقبله في مقتل.
ذكريات بطعم الحنظل.لم يخرجه منها إلا طلائع النور التي أخذت تمسح الظلمة عن وجهه. انطلق مدشنا نهاره الأول في الشارع بنفسية مهزوزة، و بعينين طافحتين بالهواجس،و القلق، و الأسئلة تتناسل في ذهنه( أيستطيع هذا الحمل الوديع، الذي طوحت به الأقدار أن يتكيف و قيم هذه الغابة الذي وجد نفسه فيها على حين غرة؟ أيستوعب بالسرعة اللازمة قانون الاصطفاء الطبيعي المهيمن على أحراشها؟...أيستطيع أن يكون حربائيا يتفنن في اختلاق الأكاذيب، وابتكار أساليب التحايل لتحقيق مطامحه؟) في هذا الصباح المغاير لكل الصباحات التي عاشها، لا طموح له سوى الحصول على شيء يقمع جوعه. هذه المرة، سيكتفي بسلال النفايات. يصارع عليها الكلاب، و القطط المنبوذة مثله، لعله ينتزع من بين أنيابها، و مخالبها شيئا مما فاضت به موائد الأثرياء.
لي هنا ملاحظة بسيطة :
الأطفال الذين ينشأون في هكذا أجواء أسرية ، لا يكونون بهذه الرقة والنعومة، ولا يكون لجوؤهم للشارع هكذا مفاجئاً. فهم يلجئون للشارع وبشكل تدريجي في مراحل مبكرة من الصراع الأسري وقبل وقوع الانفصال . وفي الشارع يكتسبون تدريجياً مهارات حياة الشوارع وفنون الدفاع عن النفس ، حتى إذا استحالت حياتهم داخل أسرة سوية لا تكون حياتهم في الشارع على هذه الدرجة من المأساوية
ربما تكون هذه هي ملاحظتي الوحيدة على مضمون القصة .
- أنا لم أعد أطمع إلا في شيئين:أن أتكئ على جدار لا ينهار، و أن أصلي جهة قبلة تعرفني.
جملة ختامية رائعة تلخص حاجتنا جميعاً إلى الشعور بالأمان والحب