أحدث المشاركات
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 25 من 25

الموضوع: وامتلأ الخزان.. فراغا!

  1. #21
    الصورة الرمزية م. تامر مقداد شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    الدولة : غزة-فلسطين
    المشاركات : 200
    المواضيع : 21
    الردود : 200
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
    رحلة الامتلاء والفراغ ، مع قص الأديب : تامر مقداد


    يمكنني -والحمد لله- أن أميز بين كتابات الهواة والمحترفين ، من النظرة الأولى ، ومن السطر الأول لكتاباته
    ومنذ السطر الأول لقصة الزميل الأديب : تامر مقداد : وامتلأ الخزان فراغا ، عرفت أنني أمام كاتب متمرس ، متمكن من أدواته بشكل ممتاز ، متقن لأساليب السرد ، واعٍ بالقصة القصيرة ودورها ورؤيتها والموازنة بين الغموض والوضوح ، عميق بطرحه ، دارس لبنية القصة وخباياها ، وطرائق سردها

    يبدأ سيل الابداع في قصة الكاتب المتميز تامر مقداد ، من العنوان ، الذي يشي بما في القصة دون أن يفضحها ، عنوان دال ، شامل جامع مثير ، محفز للقراءة ، باعثٍ على التساؤل ، العنوان ( وامتلأ الخزان فراغاً ) كيف يمتلأ الخزان فراغاً ، لو أراد الكاتب المعنى ببساطة لقال / فرغ الخزان ، لكن الابداع جاء في الجمع بين المتناقضات ، الامتلاء والفراغ ، بدءاً بالفعل الماضي : امتلأ ، وحرف العطف : و ، الذي يشي بأن هناك ما يسبق هذه اللحظة : لحظة الامتلاء ، وأن هذه نهاية لها ما يسبقها من البدايات .

    استخدم الكاتب أسلوب المتكلم ، على لسان السارد/الكاتب ، وهو ما كان مناسباً لشرح الحالة النفسية الملائمة لجو النص .
    واذا أردنا أن ندخل في متن القصة ، لنفصلها ، بشيء من التبسيط ، نستطيع أن نقسم القصة الى ثلاث مجموعات رئيسية :
    العناصر الرئيسية في قصة مقداد ، كانت : المحطة -القطار-السيارة-الفتاة ، وتكررت هذه العناصر ثلاث مرات

    1) المحطة الأولى -القطار الأول - الفتاة الأولى
    الحدث / فاتها القطار ، أوصلها الراوي للمحطة التالية ، ، ، ، انشغلت عنه بأحد ركاب القطار

    2) المحطة الثانية - القطار الثاني - الفتاة الثانية
    الحدث / حسناء يعاكسها بعض الشباب، ينقذها الراوي ، ، يفوتها القطار ، يوصلها للمحطة التالية ، تنشغل عنه بأحد ركاب القطار

    3) المحطة الثالثة - القطار الثالث - الفتاة الثالثة
    الحدث / صغيرة ، تخاف ركوب القطار ، تلح على الراوي ، ، يفوتها القطار ، يوصلها الراوي للمحطة التالية ، تنشغل عنه

    في المرات السابقة كلها ، الخزان يمتلأ وقوداً

    الرابعة - الخامسة - العاشرة - ربما الألف ،
    يتكرر المشهد
    وينفد الوقود

    فكيف يفعل ؟ كيف ينفد الوقود؟ ان كان المشهد يتكرر ، فلو نفد لما استمر المشهد في فعلته ، وان لم ينفد لبقي المشهد في دائرة مفرغة
    لا تنتهي
    فانتهاء الوقود ، يعني نهاية المشهد الحتمية

    ليس من السهولة بمكان ـ، تناول مثل هذا النص ، بما يحمله من غموض لذيذ ، وايحاءات مستفزة ، وليس من السهل أن نحلل
    ونستنتج مراد الكاتب ، فهذا يعلمه الكاتب وحده
    لكننا نستطيع أن نحلل وفق رؤيتنا الخاصة ، وقد تختلف من قارئ لقارئ
    ربما أرى أن هذه هي محطات الحياة ، في كل مرة تسرقنا الدنيا ، تسرق أجمل ما فينا ، ثم تتركنا لتنشغل بغيرنا
    أرى الدنيا هي هذه الفتاة الجميلة ، والقطار هو الانسان ، والوقود هو العمر ، ومهما امتلأ الخزان وقوداً
    ففي النهاية سوف ينفذ منا - فجأة .
    نمط الحياة وروتينيتها تجعل المشاهد ممجوجة متكررة ، كأنها تحدث بذات الترتيب ، وكما يقال ، أبسط تلخيص لحياة أي انسان
    أن نقول : ولد وعاش ومات
    والأسوأ من ذلك -كما يقول كريم الشاذلي- أن نقول / ولد ومات
    وأن يحرم الانسان حتى من أبسط ما في الدنيا : الحياة
    والحياة أكثر عمقاً من الأكل والشرب ، وتقاس حياة الانسان ، بما بقي خلفه في كل محطة يزورها
    وان نفد الوقود منا ذات مرة ، فحسبنا أننا تركنا في كل محطة زرناها ، بعض من ذواتنا ، لتعبر عنا كلما تذكرنا الناس

    أعجبتني هذه المشاهد المتكررة ، الكاتب اعتمد أسلوب التقطيع ، تقطيع المشاهد ، والاعتماد على الجمل القصيرة ، أكثر من علامة الشرطة-
    أو الوصلة ، أو المعترضة ، وأنا ورغم أنني لست خبيراً بمثل هذه الأمور اللغوية ، الا أن رأيي الشخصي أنه تم الاكثار منها في غير موضعها
    فكما نعرف أن لها شروطاً ، في الجملة الاعتراضية ، وبعد الجملة الطويلة ، وبين الشرط وجوابه اذا طال الكلام بينهما ، وبين المبتدأ والخبر اذا طال الكلام بينهما
    وأعتقد أن كثيراً من المواضع المستخدمة في القصة دون هذه الشروط .

    رحلةٌ ممتعة خضتها معك أخي تامر مقداد
    ولأنها الرحلة الأولى ، فأنا أعدك أنها لن تكون الأخيرة ، وأنني سأكون ممن يقرأ لك دائماً
    كن بخير
    أخي الجميل الجليل.. الأديب الأريب.. الذكيّ البهيّ.. أحمد عيسى.. صاحب القلم الناطق.. والحرف السامق.. والعطر الرائق.. والنظرة العميقة الثاقبة.. والرؤية الواضحة بلا شائبة

    أسعد الله أوقاتك بكل الخير والبركة.. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    صدقا أيها العزيز.. صدمني هذا التحليل وأذهلني حد الخوف! مررتُ هنا مرات ومرات.. وحاولت أن أرد حتى على تعليقات الإخوة قبلك في حينه فما استطعت! نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    كيف لا وشعوري أمام قراءتك شعور موظف خشي أن يتأخر عن دوامه فخرج بأقصى سرعته وصعد إلى (القطار).. ثم بدا له أن لا ثياب عليه إلا ما يستر السوءة! نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أنتَ تدخلُ إلى أعماقي يا صديق.. وهذا جد مخيف! (لم تُبقِ لي إلا الاحتفاظ بسر الفاتنة بأول.. فالحسناء ثانيا.. والمليحة في الثالثة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي )

    معك في أمر (الشَرطة).. ربما لأنني كتبتها وأنا أتخيلني أسردها.. وقد تعجب إن صارحتك بأني لحظتئذ كنتُ أشير بيدي متفاعلا.. حتى "دقيت على صدري" عندما قلتُ: بسيارتي! وهززت رأسي بحسرة رُسمت في نظراتي وأنا أكتب: لم تلتفت.. شغلت عني بأحد القطاريين! نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    سعدت بـ"رحلتك الأولى".. وأنتظر أخريات.. ولعل الثانية هنا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي.. وأعتذر عن تقصيري في المرور بحرفك الشذيّ النديّ فيما مضى.. إذ شغلتني امتحانات الماجستير وأمور أخرى.. وخنقتني العبرة فما استطعت التعليق على (ليلة البيضا الأخيرة)!..

    لي - بإذن الله - مرور يشرّفني بكل ما تكتب.. تحية إجلال وتقدير نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي .. ولا عدمتُ مودتك يا صديقي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #22

  3. #23
    الصورة الرمزية لانا عبد الستار أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2012
    العمر : 53
    المشاركات : 2,496
    المواضيع : 10
    الردود : 2496
    المعدل اليومي : 0.60

    افتراضي

    هذا خزان وقود متجدد لا ينفد
    تماما كخزان الإبداع الذي يمكننا من الكتابة المتجددة بأساليب لا تنفد حتى حين نعيد نفس المواضيع

    انت قاص مبدع
    أشكرك

  4. #24
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 1.99

    افتراضي

    ركبت معه السيارة ومرة تلو المرة فاتها القطار وبالرغم من ذلك بقي همها الأول القطار وهو ليس قطاريّا
    محطات كثيرة وخزان اتسع لأكبر من حجمه لكنه في النهاية فرغ
    رمز عميق وسلاسة في السرد وحبكة قوية شدتنا الى النهاية
    اسجل اعجابي
    تقديري

  5. #25
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,124
    المواضيع : 317
    الردود : 21124
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
    رحلة الامتلاء والفراغ ، مع قص الأديب : تامر مقداد


    يمكنني -والحمد لله- أن أميز بين كتابات الهواة والمحترفين ، من النظرة الأولى ، ومن السطر الأول لكتاباته
    ومنذ السطر الأول لقصة الزميل الأديب : تامر مقداد : وامتلأ الخزان فراغا ، عرفت أنني أمام كاتب متمرس ، متمكن من أدواته بشكل ممتاز ، متقن لأساليب السرد ، واعٍ بالقصة القصيرة ودورها ورؤيتها والموازنة بين الغموض والوضوح ، عميق بطرحه ، دارس لبنية القصة وخباياها ، وطرائق سردها

    يبدأ سيل الابداع في قصة الكاتب المتميز تامر مقداد ، من العنوان ، الذي يشي بما في القصة دون أن يفضحها ، عنوان دال ، شامل جامع مثير ، محفز للقراءة ، باعثٍ على التساؤل ، العنوان ( وامتلأ الخزان فراغاً ) كيف يمتلأ الخزان فراغاً ، لو أراد الكاتب المعنى ببساطة لقال / فرغ الخزان ، لكن الابداع جاء في الجمع بين المتناقضات ، الامتلاء والفراغ ، بدءاً بالفعل الماضي : امتلأ ، وحرف العطف : و ، الذي يشي بأن هناك ما يسبق هذه اللحظة : لحظة الامتلاء ، وأن هذه نهاية لها ما يسبقها من البدايات .

    استخدم الكاتب أسلوب المتكلم ، على لسان السارد/الكاتب ، وهو ما كان مناسباً لشرح الحالة النفسية الملائمة لجو النص .
    واذا أردنا أن ندخل في متن القصة ، لنفصلها ، بشيء من التبسيط ، نستطيع أن نقسم القصة الى ثلاث مجموعات رئيسية :
    العناصر الرئيسية في قصة مقداد ، كانت : المحطة -القطار-السيارة-الفتاة ، وتكررت هذه العناصر ثلاث مرات

    1) المحطة الأولى -القطار الأول - الفتاة الأولى
    الحدث / فاتها القطار ، أوصلها الراوي للمحطة التالية ، ، ، ، انشغلت عنه بأحد ركاب القطار

    2) المحطة الثانية - القطار الثاني - الفتاة الثانية
    الحدث / حسناء يعاكسها بعض الشباب، ينقذها الراوي ، ، يفوتها القطار ، يوصلها للمحطة التالية ، تنشغل عنه بأحد ركاب القطار

    3) المحطة الثالثة - القطار الثالث - الفتاة الثالثة
    الحدث / صغيرة ، تخاف ركوب القطار ، تلح على الراوي ، ، يفوتها القطار ، يوصلها الراوي للمحطة التالية ، تنشغل عنه

    في المرات السابقة كلها ، الخزان يمتلأ وقوداً

    الرابعة - الخامسة - العاشرة - ربما الألف ،
    يتكرر المشهد
    وينفد الوقود

    فكيف يفعل ؟ كيف ينفد الوقود؟ ان كان المشهد يتكرر ، فلو نفد لما استمر المشهد في فعلته ، وان لم ينفد لبقي المشهد في دائرة مفرغة
    لا تنتهي
    فانتهاء الوقود ، يعني نهاية المشهد الحتمية

    ليس من السهولة بمكان ـ، تناول مثل هذا النص ، بما يحمله من غموض لذيذ ، وايحاءات مستفزة ، وليس من السهل أن نحلل
    ونستنتج مراد الكاتب ، فهذا يعلمه الكاتب وحده
    لكننا نستطيع أن نحلل وفق رؤيتنا الخاصة ، وقد تختلف من قارئ لقارئ
    ربما أرى أن هذه هي محطات الحياة ، في كل مرة تسرقنا الدنيا ، تسرق أجمل ما فينا ، ثم تتركنا لتنشغل بغيرنا
    أرى الدنيا هي هذه الفتاة الجميلة ، والقطار هو الانسان ، والوقود هو العمر ، ومهما امتلأ الخزان وقوداً
    ففي النهاية سوف ينفذ منا - فجأة .
    نمط الحياة وروتينيتها تجعل المشاهد ممجوجة متكررة ، كأنها تحدث بذات الترتيب ، وكما يقال ، أبسط تلخيص لحياة أي انسان
    أن نقول : ولد وعاش ومات
    والأسوأ من ذلك -كما يقول كريم الشاذلي- أن نقول / ولد ومات
    وأن يحرم الانسان حتى من أبسط ما في الدنيا : الحياة
    والحياة أكثر عمقاً من الأكل والشرب ، وتقاس حياة الانسان ، بما بقي خلفه في كل محطة يزورها
    وان نفد الوقود منا ذات مرة ، فحسبنا أننا تركنا في كل محطة زرناها ، بعض من ذواتنا ، لتعبر عنا كلما تذكرنا الناس

    أعجبتني هذه المشاهد المتكررة ، الكاتب اعتمد أسلوب التقطيع ، تقطيع المشاهد ، والاعتماد على الجمل القصيرة ، أكثر من علامة الشرطة-
    أو الوصلة ، أو المعترضة ، وأنا ورغم أنني لست خبيراً بمثل هذه الأمور اللغوية ، الا أن رأيي الشخصي أنه تم الاكثار منها في غير موضعها
    فكما نعرف أن لها شروطاً ، في الجملة الاعتراضية ، وبعد الجملة الطويلة ، وبين الشرط وجوابه اذا طال الكلام بينهما ، وبين المبتدأ والخبر اذا طال الكلام بينهما
    وأعتقد أن كثيراً من المواضع المستخدمة في القصة دون هذه الشروط .

    رحلةٌ ممتعة خضتها معك أخي تامر مقداد
    ولأنها الرحلة الأولى ، فأنا أعدك أنها لن تكون الأخيرة ، وأنني سأكون ممن يقرأ لك دائماً
    كن بخير
    رؤية نقدية تحليلية رائعة أعجبتني فأكملت المتعة التي بدأت بقراءة نص مختلف
    سهرتي معكما كانت رائعة فشكرا للإبداع والإمتاع من الكاتب والناقد.
    تحياتي وتقدير.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123