(6 إبريل ) .. اغسلوا أيديكم

لماذا ـ يا أصدقائي ؟ أتريدون إحراجا للتنفيذيين ، وحرقا لدمهم ، والضغط عليهم بصورة أكثر فاعلية ؟ .. ليتكم فعلتم كما فعل إخوانكم في حملة ( معا نبني مصر ) والتي أشترك أنا بها ولي الشرف ، الحملة تقوم على الإيجابية وتتخذ منها سبيلا رغم التقصير الملحوظ على الأجهزة التنفيذية أليس كذلك ؟ ...أرجوك أكمل مقالي لنهايته .

أنتم بمثل هذا الفعل تفقدون أرضية جديدة ـ يا أصدقائي ـ بين الناس ، وبدلا من تجميع الرأي العام حولكم بعمل إيجابي يزداد به احترام الناس لكم قمتم كما يقول المثل : ( جيه يكحلها عماها ) .

وأتعجب حقا من صنيعكم هذا ! ، فالذي كلفكم مشقة تأجير سيارات ، ونفقة حمل ونقل تلك القمامة ووضعها في الطرق العامة ، وأمام مؤسسات عامة وخدمية ، وأمام أماكن هي ـ في الأصل ـ ملك لنا جميعا ، ووجهة محافظاتنا ورمزها كان قادرا أن يمكنكم من نقلها حيث أماكن تفريغها الطبيعية ،أليس كذلك ؟ أليس هذا يمكنكم من توفير أرضية شعبية تعوضكم شعبيتكم التي فقدتموها في الأيام الأخيرة بسبب اشتراككم مع ( البلاك البلوك ) في أعمال تخريب وهجوم على مقرات حكومية ومقرات أحزاب وأعمال أخرى استنكرها الرأي العام عليكم ؟ ، أليس ما تفعلون يدل على استمرار الفكرة التخريبية التي انتهجتها الحركة مؤخرا ، ولكن بأسلوب مختلف؟ ... رجاء يا أصدقائي لا تزيدوا الطين بله .

هناك وسائل أخرى يمكنكم من خلالها إحراج السلطة التنفيذية ووضعها أمام مسئولياتها طالما لديك كل هذه الإمكانات وهذا الدعم المالي والفني ، والذي لا أدري ـ حقا ـ من أين تمويله ؟ وكيف تيسرت هذه النفقات لكم ؟ ، من يوفر هذا الدعم لكم ـ يا أصدقائي ـ من الذي يدعم ليتلوث ويخرب .. هلا دعَّم ليبني ويحسن الصورة ، ويساعد في إعادة البناء ... ألا وجهتم كل هذه الأموال وكل هذه الطاقات فيما يفيد، ويبني ، وينفع الناس ... لماذا سمحتم للمخربين والمفسدبن أن يستخدموكم بهذه الصورة الفجة ؟ ، وأن يسيسونكم لمصالحهم الشخصية ، لا أراكم قد أصبحتم غير عصا هشه يشير بها أذناب النظام البائد في وجه ثورتنا المباركة ليوقف تقدمها ، أو ليعود بها القهقرى ، وقد كنتم عين الحرية الساهرة ويد العدل العليا ، وكانت وسائلكم كلها سلمية ، وأهدافكم واضحة ... مالي أرى وجوها قد علاها الكره ، وأيادي قد لطخت بالدماء والقذى ، ونفوسا قد جفتها الحيادية والموضوعية وكبلتها السمعة السيئة ، لقد أصبحت الحركة تذكر بذكر ( البلاك البلوك ) والبلطجية .. لماذا ؟ لا أرى ذلك غير مخطط لضرب حركتكم ، وإفنائها ليعود النظام البائد على أنقاضها بقوة ، ويكتسب شرعية بين الناس ، وهيهات هيهات ..
هيا يا أصدقائي قوموا انفضوا عن ثوبكم هذا الغبار ، قوموا اغسلوا أيدكم من هذا القذى .. لست أرضى بهذا المكان لكم ، ولست أرضى بهؤلاء صحبة ودعما لكم ، مكانكم في الصدارة حيث يراكم الناس كما اعتادوا .. تحاوروا وتناقشوا وطالبوا بالتغيير بوسائل سلمية وشرعية .... حافظوا على مكتسباتكم واستعيدوا ثقة الناس وحبهم ، ولا تسمحوا لأحد يرفع شعاركم إلا ذا ثقة بينكم ، طهروا صفكم ، واستبعدوا القيادات التي تدعو للعنف وتدعمه ، وقننوا الحركة ووفقوا أوضاعها لتعمل في النور .. عندها فقط سأقول : ها قد صحت الشمس ، وانبلج صبحها إيذانا بميلاد يوم جديد على بلادي .
=========================================
تحيتي
محمد محمود محمد شعبان
حمادة الشاعر
5/ 5/ 2013