الطلقة الأولى
أنا الحزينةُ
منذُ الطلقةِ الأولى
مستقبلي !!
صار يا ابن البطنِ مجهولا
رأيتُ وجهَكِ يا أمّاهُ شمسَ ضحىً
واليومَ غدرًا بسهمِ الأهلِ
مقتولا !!
جميعُ أولادِ هذا البطنِ
يا ولدي
ضلّوا الطّريقَ
خياناتٍ وتأويلا !
كانوا يسيرون عكسَ القلبِ
وانشغلوا ..
عنّي وقلبي بهم ما زال مشغولا ..
تعال يا خوفُ هاتِ الحبرَ
من قلقي ..
واكتبْ عتابيَ ..
هاتِ اللّفظَ معسولا !!
أكلُّ هذا ..
وهم كانوا العُصاةَ وقد
خانوكِ عهدًا
وكان العهدُ مسئولا ..
صفَحتُ رغمَ خروجٍ
عن سبيلِ يدي ..
ورغمَ هذا لهم
تحنو يدي الطّولى !!
لا نستحقُّ أيا أمّاهُ عطفَكِ
لا .. فإرثُكِ الحيُّ بدّلناهُ
تبديلا !!
المالُ فينا النّفوذُ
الجاهُ نعبدُه
ما عاد حبلٌ لنا
بالأمسِ موصولا ..
نهيمُ في الغيِّ ، يا بنتَ السّماءِ
هنا بيتُ الضّلالِ
يهزُّ العرضَ والطّولا !!
تاريخُ كنعانَ مَن كنعانُ؟
جدُّكمُ !! ..
لقد ملأْناهُ إسفافًا وتضليلا ..
والأرضُ ؟
حلمٌ لقد كنّا بكارتَه
واليومَ يحتاجُ هذا الحلمُ
تأويلا !!
والقدسُ ؟
خيرًا فصارت مِن عُمومتِنا
إنّا نرى نِصفَها بالسِّلمِ
معقولا ..
يا ويحَكم .. ما بكم ؟
أين الكرامةُ يا جُندَ الكرامةِ
هل كنتم تماثيلا ؟
أما سمعتُم فلسطينَ التي صرخت
أخشى عليكم – بني بطني – الأباطيلا
لا تَقبلُ القسمةَ الضّيزى
كرامتُنا
أضعتُمُ الحقَّ
بين القالِ والـ قِيلا
وتنشرون (غسيلَ العارِ )
وا أسفى ..
هل كان ذائعُ هذا العار
مسطولا ؟!!
هذي فلسطينُ ، ما لانت لمغتصِبٍ
أيحرقُ الإخوةُ الأعداءُ محصولا ..
سقتْه بالدّمِ من أبطالِها
رحلوا .. عنها وفي الصّدرِ
ظلَّ الصوتُ منقولا
عودوا إليها فلسطينُ التي احتفظت
بحبِّ أبنائِها ، غنّت مواويلا
عودوا أطبّاءَ هذا الجرحِ بلسمَه
هيا اقلعوا الآنَ من جلدي
الثآليلا ..
عودوا الأخلاّءَ ..
جرحُ القدسِ يجمعُنا
متى نحِنُّ لعهدِ الطلقةِ
الأولى ؟