أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 50

الموضوع: وفاء لذكرى الرّاحل _ أحمد حسين أحمد

  1. #31
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي



    الحب على قوافل الهجرة

    الجزء الثاني


    1

    ممرات، وربما مضايق تحاصرنا في كوة صغيرة قد تنفذ وقد لا تنفذ، فهل لبصيص نور يأتي عبر مجرّة القلق أن يكشف الظلمة؟.. في منزلق الطرقات ننحدر، نجرُّ ذيول هزائمنا وشمسنا التي كُسفت تحرسنا قصائد آخر الشعراء المجانين،ويراقبنا آجرّ أطلالنا الذي تناثر بالجوار.مرضٌ مزمن عضال يطال تحملنا ، ينهمر من شؤبوب غربتنا، هو الحنين الذي تمطّى على أوتار حسرتنا واستدار يجلد الأفئدة المتكلسة بالحب. منْ يتقمّصُ خيالنا ويأتي كهيئةِ امرأةٍ ترتدي الشذا وتستحمُّ بالزمهرير لتسكب أضواءها المنتقاة على خرابنا المتقد؟.. ثمة أسئلة وأسئلة تجتر قلقنا وتنفث سمومها في البدن ، ولا ندري أهي الريح التي قوضت الشجر وتركت ضواحينا عارية، أم هي الزوابع التائهة التي اهتدت لكهوفنا وصارت تحاصر همسنا المستباح أصلاً؟


    لا أثرٌ تبقّى في طريقِ الرجعِ،
    لا شجرٌ على ممشى مسالكها،
    يدلُّ إلى اتجاه الربع
    تعمّدتْ أيدي الرياح خرابها،
    وزوابع الأمطار تغتسل الدروب
    وخطاكَ في الأفقِ الفسيحِ مذلّةٌ،
    تتآكل الأشجار من عصف الهبوب
    لا مأوى،
    ولا فتحت كهوف الغاب أذرعها،
    فنمْ ما بين منتجع القصيدةِ وابتداء التيه..



    2
    تحسست ندى شفتيكِ هذا الصباح وأنا ألمس البطاقة الملّونة التي أرسلتِ، بضع كلمات مختصرة: لهيبي كبقايا قشٍ لا مستهُ شرارة برق ،فمتى تصبّ فراتكَ قبل أن تأكل النار الهشيم؟
    يا الله، كيف أفتح قنوات فراتي وأنا أفتقر لديمة عابرة؟.. أتدرين.. في منزلقي هذا، تهتُ ما بين التقدم والتقهقر فكلاهما يجرّني لخندق ضيّق !! ..فالطريق التي أمامي لا تبدو سالكة أو على الأقل ، لا أملك خرائطها ، والعودة هزيمة جديدة لي وتبدد لأحلامنا المشتركة.. ولكنني مع هذا الصباح وبطاقتك الملّونة، أحسن حالاً فنداوة شفتيك التي تحسستها كانت تتدثر بالسحب الخفيفة التي حامت على سرب النخيل في البطاقة الملّونة..


    زفراتها رجعُ الصدى،
    وعويلكَ الخابي اصطفاق الريح
    ما حطّتْ بقربكَ بجعةٌ،
    أو فرَّ من شفتيك شحرورٌ فصيح
    عبثاً تهادن فرحةً
    ورداءك الحالي سكاكين الكروب
    طلٌّ يهفُّ عليكَ من وجهِ الصباحِ،
    وأنتَ مرهونٌ إلى سحبٍ سكوب
    والماء يجري تحتَ نخلاتٍ عجافٍ
    ما حملنَ بتمرةٍ أ فترتجي زمنَ القطوف؟



    3

    اسمك اليوم أرسمهُ على ورق الجرائد المتناثرة في المقهى العجوز، هذا الذي يبتلع دخان السجائر ولا ينفثها أبداً.. مثلي وأنا أزدرد إعلانات العمل التي تزدريني وتمسح بوجهي سخريتها.. أغلب الإعلانات تبحث عن" شابة حسناء ....." ولأغراض مختلفة . لماذا لا يطلبون مثلا "سيدة أو شابة" بلا "حسناء" ؟ .. أها، هنا شيء مختلف، مطلوب: نادل في بار له القابلية بتوصيل الطلبات للمنازل.. عجيب؟ أهي طلبات البار أم طلبات أخرى؟.. أتدرين أن أفضل ما وفرته هذه الجرائد لي هو استخدامها كمنشفة ليدي أو فرشها تحت " الفلافل" التي ابتعتها من البائع الجوال على ناصية الشارع لزوم الغداء..إضافة للاستخدام السابق الذي تعرفين، وهو رسم اسمك المبجل عليها ليذكرني إنك ما زلت تتنقلين معي حتى في المقاهي الهرمة..



    الكوكبُ الأرضي دارَ كمغزلٍ،
    في جيبك الخاوي فمن أين النقود؟
    تأتي، وأنتَ الساهم المحموم،
    تكنسكَ المقاهي للمقاهي،
    والحدود إلى الحدود..
    فعلام يستهويك دربٌ لا يعود
    ومسالكُ الحمّى التي سطّرتها،
    ترتجُ في جوف البراكين الخمود؟
    سفرات " ماجلاّن" ، رحلُ السندبادِ،
    دروبها، الـغاب الذي قطّعتَ،
    ما انضمّتْ إليك بواخر الأحبابِ،
    أو حملتكَ أمواجٌ إلى حضنٍ ودود..
    تبيضُّ عينكَ في الكهوفِ،
    وتوشك الأشباح تمتين القيود



    4

    من أين تأتي ابتسامتكِ اللذيذة لتطلّ عليَّ عبر هذه الأبعاد ؟..لا أدري ، ولكنني كلما تطلعت للشفق البرتقالي وجدتك هناك تفترشين الأفق وتكاد تنطق السحب الخفيفة باسمكِ رذاذا ناعماً يلامس جبهتي المحمومة .. عندما كنّا معاً، نتهادى أحيانا على شاطئ النهر ويدك تنام في حضن يدي مثل طيور بجع وقت استجمامها، لم نكن نحس لحظة واحدة أننا سنفترق مع أنّكِ كنت تسمين تلك النزهات سحاب صيف سرعان ما يمر أو يتبدد..واليوم وبعد أن ارتدى النهر ثوب الحداد، ولم تعد أي بجعة لضفافهِ كي تستجم ،وبعد أن غلّقت القرى أبوابها ، عدتُ بخيالي لتلك الأماكن أستشفُّ عبقها ودفئها بعد أن هدني زمهرير الغرب ولكنني لم أجدك هناك، لا على الضفاف ولا على أبواب تلك القرى.. وحده الحارس الخشبي كان ينتصب أمامي ليمنعني من الدخول ولو بالخيال..



    إنْ كنتَ تسأل أو تعيد:
    من أين جاءت بابتسامتها،
    علامات التوسل ، حاجبيها معبر الأسرار،
    للجسد البعيد..
    فتعالَ نفترش المدى،
    ورداءها الشفق الأكيد..
    يا أنتِ يا دفئ المجامر في المكان
    كيف انتشرنا في مدار الأرضِ،
    كالثلجِ المعفّرِ بالدخان ؟
    في ليلة السبي الأخير ؟
    اليوم أقفلت القرى أبوابها،
    والحارسُ الخشبيُ منهمكٌ بمنصبهِ الخطير
    أضلاعهُ العوج امتشاقةُ خنجرٍ،
    ويداهُ دولابٌ كسير
    يرتجُّ حين تمايلٍ وتطقطقُ الخطواتُ،
    إذْ بدأ المسير
    من كوّتي في الكهفِ أرقبُ كرشَهُ،
    يهتزُّ كالبطِّ السمين
    يمشي، وتنبحني كلابُ مسيرهِ،
    إنْ رمتُ عوداً بالخيالِ إلى مكحّلةِ العيون



    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=33192

  2. #32
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    كتب مصطفى بطحيش ـ حمزة فقال
    قال ابن الفارض
    أوعدوني أوعدوني واخلفوا شأن دين الحب دين الحب لي
    وقال الوافي
    قد وعدت الحبّ لو أوفي له فوعدني بعطاء الحب لي
    فقال بطحيش


    جئتكم سغبانُ من سهدٍ وعَي قرّح الساهدُ مني مقلتيْ
    سامرٌ والبدرُ يغري حسنهُ ظامئ والقطرُ موفورٌ لديْ
    كـصــــــــوادٍ ظامأت للهوى زاد منها الحبّ للحب صدِي
    أيها (الــــــوافي) إذا واعدته بزغَ الفجرُ على قطرٍ وري
    فانشد السقيا إذا الفجرُ بدا وارصد الأفلاك إن طال النأي
    وتعلل بالقوافي واسقني من قراح الشعر موفورا ندي
    ساهرٌ والليلُ ينأى بالكرى ظامئ والشعر يجري في يديْ
    أيها الظامئ والشعر جرى من جذا الإصباح في فجر بهي
    إسقــــني كــأس القـــــــــوافي صرفةً ترتقُ الأرواح ما أضناها غي
    رُدّ صاح بجذاها لهفتي فدواء الشعر بالشعر أخيْ



    قال الوافي


    هاهنا أنْ الكرى في مقلتي ومضى الساهر يغفو في يدي
    رب صوتٍ حالمٍ جاورته فوجدت الحلم يكسو ناظريّ
    إيه ياحمزُ وقد عنّ الهوى شاعر الحزن، كأحزاني لدي
    إن هي الرؤيا إذن لو نلتقي نزرع الجرأة في خوف الرويّ


    قال بطحيش


    أيها (الوافي) وقد غيــل الروي منْ سواكم إن طمى الغدرُ وفيْ
    ربّ شعرٍ بان في ذي دُجنةٍ فزها الداجي به نورا وضي
    فارو شعرا فاق من نسغ مضى ولحونا جازت الآناء طي
    غنّ ( رصدا) تاقت الروح له هكذا (زرياب ) أشجى مسمعيّ
    وابعث الروح شـبابا نابضا فارقاً ما بيـن موؤود وحي
    لاح في باصــــرتي لاحٍ نعى جذرهُ .. ذاوٍ تولاه النـعي
    ويـحه هل أورق الــــدوح ولا جذرَ له أو حاكت الأغصان فيْ
    صاديات النخل من شُحٍ سقت أعذقها فاساقطت يسرا جني
    شـاخ سعــــف النخل لكن لم يشخ وزها الشطبُ على جدبٍ فحي
    علـــلوني بالقـــوافي ويلي من قاتلٍ الأقراء عن عمدٍ و وي


    قال ثم بَلُتَ القريض فقلت

    قد وعدت الشعر، لو توفي له لنضى عنه من الآلام كيْ

    فهل يهمي القنيف؟

    فقال أحمد حسين أحمد:



    جــاءنا يعــــزفُ لــــحناً سـاهداً= فأصاب النخلُ عطباً موسميْ
    ينـــحنــي الـــنخــــــــــــــلُ إذا مرَّ بهِ= شاعرٌ يعزفُ في ليلٍ سنيْ
    أيهــــا الشـــادي ألا مـــــن نغمةٍ =تُذهبُ الأحزان من صبٍّ وفيْ
    أنشــدَ الشــعرَ فغــنّى للهوى =والهــوى لاهٍ فما أعطاهُ شيْ
    سامـهُ القهرُ ســــلافات الجوى= وسقاهُ البعد أمزان النعي
    أنــــــتَ إن أنشــــــدتَ تــحيي ميتاً= مالهُ قبرٌ ولا وطنٌ أبيّ
    مالـــه غــير القوافي سلوة =وقريض الشعرِ إن عزّ السليْ
    فلتغنيّه ولو في غفــلةٍ =عــن عـيون الليل والبدر العليّ
    أحرق الحـزن حــروفــي ومضى= يخبرُ(الوافي) بما قد مـر بي
    في بطون القحطِ عشنا زمناً =فالتجأنا لتخوم الأجنبيّ
    نحســـبُ الغـــربة بيـتاً آمناً =فإذابالبيتِ سجنٌ دائميّ
    فلــتغنينا بمــا صــــنع النوى =بنديمِ الأمسِ لا تقسو عَليّ


    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ead.php?t=5700


  3. #33
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    بكتْ السماء
    أحمد حسيـن أحمد
    إليها أينما كانت ، نزيفي بيوم مولدها

    ١
    بكتْ الســـماءُ تأسفــاً
    واسـتقـطبتْ آهاتي
    من ألفِ عامٍ والسماءُ حزينةٌ
    لمــــّا هــجرتُ سماتي
    فارقتها
    في يومِ مولدها السعيد مودّعاً
    ثمَّ استـــخرتُ شتاتي
    وأنا الذي أسكنتها قلمي
    لهيباً حارقاً
    وأنا الذي أحببتها
    كالـطيرِ للشجراتِ
    واليوم أوقدتْ السماء بريقها
    وهَمَتْ بغيثٍ
    لاهب القطراتِ

    ٢
    سفرٌ ، وشرخٌ في الوجيعِ الدامي
    ما أزهرتْ أحلامنا
    بلّ أينعت آلامي
    لا توقدي الشمعاتَ هذا اليوم
    لا تتزيني
    بلْ أوقدي أكوامي
    إنّــي رحلتُ الى السرابِ
    أظنّــهُ غيثاً هما
    فتيـبّــستْ أقدامي

    ٣
    عيدُ التشرّدِ كانَ عيدي العابسُ
    عيــــد الشروخِ الُمرتجى
    عيــــــدٌبهــيٌّ يابسُ
    لوتعلمي أيُ السرارات انتشتْ
    بدواخلي
    و أنا أموتُ كما يموتُ الفارسُ؟

    ٤
    عـودتُ نــفسي أنْ أباتَ على الطوى
    حبساً وسجنا
    ما زالتْ الاشواق من نفسي ولا
    شابتْ وشبنا
    قطّــعتُ أوصالَ الهوى حتْى البقايا
    ما زالَ من قلبي الهوى
    وازدّدتِ حُســنا
    لــو إنَّ في هجري دواءً يُرتجى
    ما متُّ وهْنا

    ٥
    من قبـــلُ عيدكِ ذا قد مرًّ عيدي
    إنْ تـــسألي كيفَ انقضى
    خـلفَ الحدودِ؟
    مــرّي على قبري الذي أودعتهُ
    سـرَّ الخلودِ
    بــمكانِ لقيانا وكنتُ أضمّكِ
    ضـــمَّ البوارج للحديدِ
    تجــديــنني أسقي المكانِ مجدّداً
    بدمي وجودي

    ٦
    إنْ متُّ واستلمت يداي كتابها
    مسكَ اليميـنِ
    لن أدخـل الجنــّاتَ منتشياً ولن
    أســعى لنيلِ الخلدِ
    في اليومِ المبيـنِ
    حتّـى أراكِ هناكَ تستبقيـنَ
    أو فامضي بدوني

    ٧
    بـــكتْ الـــسمـاءُ تودّداً وترحمّـا
    لا لستُ أعرفُ كيف أفرحُ عندما
    تتودّديـنَ وتختبي بمشاعري
    أنا أرفـضُ أنْ تــدّسي البلسما
    في جنــحِ حلمٍ خافتٍ لا ينبغي
    أنْ يــحتوي قلقي ويوقدُ أنجما
    عيدي هو اللقيا ولستُ أرومها
    بالحلمِ تأسرني وما
    أحببــتُ إيقادَ الشموعِ تفائلاً
    لكنّها غيثي
    وذاغيثــي هما

    ٨
    جودي
    فعصفـي راقـدٌ بيـنَ الزنودِ
    إنْ أيـقضتهُ احتقنتْ أصولي
    واستفاقَ تألقي عبقَ الجدودِ
    لا تفرحي
    عيدي أتى بســفيـنِ أعداءٍ لنا
    سحقوا وجودي
    لما استفــزَّ قريحتي خطبٌ
    وحـطَّ على قرى بلد الرشيدِ

    ٩
    والله لو وضعوا سروري
    في مطـــنفـســةٍ يطالُ سرورها
    الملكُ القديرُ
    ما عفتها تحبو بأرضٍ
    داسها الاغرابُ
    وافترشوا حصيري

    ١٠
    أقحمتها شرخي
    وكنتُ أحبُّــها
    حـــبُّ البساطــةِ للفقيرِ
    ما همّـــهاالإعياءُ ، لا
    لمْ تبتغِ الاسفارُ
    فهيَ حبيبتي وحبوري
    مُــذْ خانَهــا الاعرابُ
    واحتقروا مصــيري

    ١١
    بكـتْ الــسماءُ فمزّقتْ أكبادي
    هلْ يُبتلــى بالضيمِ إلاّ
    مَـــنْ يطوف سُهــادي؟
    أحببتها
    كانــتْ مواقدسهرتي وعمادي
    وقتَ الشتاءِ
    وبـرّدها يأتي إذا
    مــا قدّرتْ أبعادي
    لا تسّتحمّوا
    والخريفُ مجنــّدٌ بعتادِ
    هذا الذي قــدْ دجــّجَ الاجنادَ
    ليسَ مسالماً
    لا ليــسَ نــعرفهُ وتلكَ بلادي
    لا تقبلَ المحروم من إرثٍ
    ولا مَــنْ نسـلهُ رجسٌ أتى بفسادِ

    ١٢
    فلتوقــدي شـمعاً ولا تتبسمي
    إن نحـنُ قتّلنا العدو السادي
    هي فرحتي
    يومَ الجلاء سنلتقي
    والموتُ للأوغادِ

    ألمانيا ١/١٠/٢٠٠٣

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ead.php?t=5547

  4. #34
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي



    الرصيف


    أحمد حسيـن أحمد


    مهداة للشاعر اللبناني سامر



    1
    تناختْ بوجهي نجوم المساء
    فأسّــســــتُ بئراً بوجهِ القمرْ
    تردهُ العذارى
    وبعضُ الغجرْ
    وقسمٌ من العابريـن الحيارى
    أقاموا هناك
    لرصد الضجرْ
    فقال الرصيفُ
    أتهزأ منّـــي؟
    أنا مـنْ رماكَ لذاكَ المساء
    ودثّـــــرَ قبوكَ بالعابريـن
    فكـــيفَ تتوقُ العذارى
    لمرمى حجر؟
    وكـــيــــفَ سـكــــــبتَ مياهً بوادي القمرْ ؟
    فقلتُ : هناكَ تركتُ حبيباً
    بُعيدَ ارتحالي
    نذرتُ لهُ نافضات الشجرْ
    تــغطيهِ وقتَ ربيـعٍ
    ووقت انتثار المطرْ
    فصارَ مزاراً
    لبعض الصبايا
    وبعض اللذيـن أقاموا الحفرْ
    وإنـي أراهُ هناكَ
    بوجه القمرْ

    ٢
    أفاقَ الرصيفُ
    علـــى بعــض منْ عفْــــروهُ بنثرِ الثرى
    وكان يراني
    وكنتُ أرى
    خيالاً لبعض الصبايا
    مـــررنَ بذاكَ الرصيفِ
    ســــراباً جرى
    فـقلتُ لهُ : منْ أثارَ الغبارُ؟
    فقال : الذي قد طواني بريحٍ رطيبٍ
    ودسّ الكرى

    ٣
    تقــــدّمتُ لمحاً لذاك الرصيفِ
    عســــــاني أجسُّ ثراهُ
    وأغزو المكان
    ففــزَّ الرصيفُ
    وقال : أتغزو بليلٍ
    وهذا الزمانُ
    خبيرٌ بغزو الليالي
    وخطفِ الحسان
    وســلْ من أتانا بركبٍ غريبٍ
    من المشتري يشترينا
    الجبان
    فقلت : السماح جناب الرصيفِ
    ظننـــتُ البسالةَ أن نفتدي
    بلاداً أطــلّتْ على الفرقديـنِ
    وإنّي حــسبتُ القتالَ نزيهاً
    فشــذّبتُ سيفي
    وظهر الحصان

    ٤
    تناخـــــت صفوفُ الأعادي
    ولمْ تحتويني حواشي الرصيف
    تنفّــــستُ ظلماً
    ونمتُ بُعيد العشاء الخفيف
    وكانت بقربي
    تسومُ احتقاري
    هــي الــــخَفْــــرُ إذْ هـتّــكتْ في ازدرائي
    بقايا النزيف
    لبسـتُ حجاباتها واستخرتُ الإله
    كـأيّ مليكٍ غفا
    مثل باقي الملوكِ
    وذاكَ الــــــذي حثّــهُ المستحيل
    فقال : ألا هل تسامرُ بؤسي؟
    وأهديكَ ثوبي الشفيف

    تناخت ، وكنتُ أسوّي صفوفي
    كما والصلاةُ تقامُ لجلب المطرْ
    فحطَّ القدرْ
    فوق رأس الغزاةِ
    وبعض الـــنفرْ
    من العابريـن
    ومـنْ قد تخطّى حواشي الرصيف

    ألست معي؟
    أيهـا الخوفُ لـمّا التقينا وبعضُ الصحابِ
    بكوا عندما حــلَّ في الربعةِ الأغبياء؟
    هناك التقينا
    وكانوا كعـــصبةِ إخوان يوسف
    وذا الـــبئرُ حــلٌّ علينا
    فهلاّ رميتم
    بهِ مستريحاً
    وكان الخلاص؟

    ٥
    رمـــوهُ..؟
    نعـــــم، هـــــم رموهُ، وسوّوا الغطاء
    بإسمنتِ حقدٍ دفيـن
    لكــي لا يشوفُ رعاةُ الفلاةِ
    مكانَ الـــسقايةِ بعد قرون
    فيدلون دلواً
    فيخرجُ زيتٌ وطيـن

    6
    وتجترّني ..؟
    مثلما عامرات الكروشِ
    ألمْ نلتقي في الصباح البهيجِ..؟
    ألســتَ الذي مــدَّ سيفاً
    أخافَ الفراغ..؟
    أراكَ تـــدكّ القلاعَ
    وما مـــن قــلاعٍ تُدينُ بدينٍ إلينا
    ولا سدرةٍ في العراء..؟
    كفاكَ اختيالاً
    أنا صـــاحبٌ للقبورِ
    ونقرُ الصقورِ
    ونبشُ البشرْ
    كفاك علّــواً ، وتلك الرياح
    نســــيمٌ تـحـسّـستُ عرقوبهِ يستديرُ
    وبالٌ علينا
    فلا تطلق الجارحات الرماح
    كفانا التردي ورمي القداح
    وسلْ ضاربات الرمال
    أنحنُ خسرنا..!
    أم إنـــا بلينا بقرعِ الطبول

    ٧
    طبـــــــــولٌ لحربٍ أقضّتْ قرانا
    قرعنا صداها
    ولـمّا ارعوينا
    فـما زال قرعُ الطبولِ
    هــديراً يصــمُّ الأذان
    ء أنتَ الذي مــسَّ
    حلمي الخفيف؟
    وكنتُ أمــرُّ على حاشيات الرصيف
    كـــــراديسُ جندٍ
    وصعقٍ وخوف
    أخذتَ ردائي الوحيد
    وأرهـــقتَ برقي وجرحاً يطوف
    كما كعبةٍ قد سلاها الحجيج
    ألم تسمع الداويات..؟
    ألم ترتقي بالأجيجِ
    سماعاً
    لذاك الضجيج..؟

    رأيتُ الوجوهَ
    برغم الدخان...!
    فكيف استباحتْ عيون الأعادي
    المكان؟
    وتـــسأل أيضاً..؟
    أنا منْ أنا..؟
    أنا المــــرهقُ السامريُ
    أنا وهجةٌ من حياء
    أنا شذرةٌ من بقايا بكاء
    وعودي
    ـ وعــــرقوبُ يدري ـ
    بانّ وعودي خواء
    وعصف الشتاء
    أتانا من الربعةِ الخاوية
    ويبقى الرصيف





    ألمانيا ٦/١٠/٢٠٠٣


    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ead.php?t=5421

  5. #35
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    في الغابة السوداء


    أحمد حسين أحمد

    الليلُ في المنفى ينـادمني فيشربني الضباب
    كالزمهريرِ تلفني أهدابها الأرض الغريبة
    والريحُ أحصنةُ السباق تجرني جرّ السحاب
    مَـــنْ دقّ باب الغرب لا عودٌ لهُ شرقاً
    وليس لديه باب
    في الغابة السوداء يزرعني الغياب
    يوماً فيوماً يبتدي أجلي
    وقد ذهب الشباب
    وهناك تنــــتظرين سربَ يمامي النائي يحطُّ على القباب
    مأسورةً تتصيدين
    دَفقَ الزوابع والبروق
    عيناكِ في ليل الكرى تترقبان
    نجماً يشعُّ مع الأذان
    والـبابُ خلّــعهُ الجنود
    جاءوا من المرّيخ تسحبهم طواغيت اليهود
    وأنا كجذع السنديان
    في الغابة السوداء يشرخني المكان
    ما بيـن ماخورٍ ومنزولٍ وحان
    أبني قصوري من سحابات الدخان

    الغاب ينزع نابضي
    والــــــريحُ صـرٌّ زمهرير
    ها إننـي فــي قلب إعصارٍ أدورُ وتستجير
    رمضاؤنا بالقيضِ
    والجيش الكسير
    ومدينتي غرقى يداهمها الشخير
    مَـــنْ ذا يسوس الخيل والمرعى بلا كلأٍ فقير؟
    ها إنَّ دربي للعراق مقابرٌ
    تزهو بشاخصها الكبير
    فعلام يكرهني الضمير؟
    وعــــلامَ عـيناكِ الجميلةُ تستجيرُ بمستجير؟
    يـــا ويحها الأرضُ التي هبطت على وحيٍ حقير

    مــرَّ المساءُ وأنتِ في ثكناتهِ تتمرغيـن
    ما نــزَّ جرحكِ في سجون القهرِ
    أو ســـلبوكِ ديــن
    عُــريٌ عــلـى عُـريٍ فتزدهرُ الغصون
    في الغابة السوداء يزرعني المساءُ ثقوب طيـن
    الــيـومُ أشبـــه بالجــحيمِ يمـــرُّ والمنفى حزيـن
    وعيون آلاف القواقع في دمي تسري
    فتنبثقُ العيون
    حـــولي وجــــدولكِ الخريرُ أتتهُ باسقةُ النخيل
    بالخـيلِ توردها فتسمعكِ الصهيل
    وجعي النبيل
    لا زال يــنضحُ بالدماءِ كما قتيل
    تركـوهُ فـــي بــرِّ العراق مجندلاً
    ويــداهُ تحتضنُ الأصيل

    أظننتِ أنّكِ بالغزاةِ ستسعدين؟
    ويـمـرُّ يومــكِ بـــاتئادٍ لا تطاردهُ الشجون؟
    وعسى أعودُ إليكِ أو تتلمسي وجهي بركبِ القادمين
    يلقي عليـكِ ظلالهُ بالياسمين
    وتفيـــضُ دجلةَ بالغلالِ وبالطحين
    بــــدل الـجماجمِ والقبور
    هاهم يعــرّون العراقَ من النخيل
    والقاصفاتُ تنادمــت بدمِ العراةِ وبالزيوت
    وسيطعموكِ قصائدي حتى القشور
    في ساحة الشفقِ الظليل

    وحدي يجندلنـــي المـساءُ على جذوع السنديان
    في الغـــابةِ السوداءِ يشرخني الهوان
    خيطاً من الدمِ والدخان
    والليلُ في بغداد يقتطعُ النهود
    أسوارها المــــتصدعاتِ تلوح لي جثثاً
    كما خُسِفتْ ثمود
    والنهرُ بالموتى وبالصرعى يجود
    وعيونكِ البارودُ تحرقني
    وينثرني المكان
    طللاً كطعـم الزعفران
    ما بين ماخورٍ ومنزولٍ وحان
    عيناكِ في نجم الثريا ترقبان
    نجمــاً يـــشــعُّ مع الأذان

    ألمانيا ٨/٦/٢٠٠٤


    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
    الغابة السوداء Schwarzwald:-
    هي أكبر غابة في أوربا حيث أسكن الآن


    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ead.php?t=5399


  6. #36
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    وتسأل عنّي

    أحمد حسين الأحمد

    سألت عني قائلــــــة : أين أنــت يا سيد الحضور، تطّــير في أعيننا البجعات البيضاء؟


    على رابية الأحزان تلقيني
    على بوابة الموتى
    وتحتَ جدار برلين
    أعـــــــدُّ بذار أعوامي ثلاثاً بعد خمسينِ
    فلا تسلي
    سؤالكِ بات يؤذيني
    أنا أنمو كبكتريا
    بلا وطنٍ وتكوينِ
    أجوبُ سواحل الأشواق
    كالأشباح في الليلِ
    وأرســـمُ شكــلكِ المنسيّ في نافورةِ العقلِ
    مكبلةَ بأصفادٍ لها مكر الثعابيـنِ
    طلاها الغربُ بالبارود والقطران والطينِ
    مــــبعثرةٌ خطايَ هنا
    وأنتَ هناكَ تقتطعين أجزاء الشرايينِ
    فلا تسلي، أنا أدنو من القبرِ
    وروحـــــي تعبرُالأجواء فوق النخلِ والنهرِ
    إذا صادفتها في ليلكِ الهمجي ضمّيها
    ورشّــي بعض ما فيها
    من الأشواق والشعرِ
    على مــن ضلّ في الساحاتِ من طهرِ
    ولــــمْ يمسسهُ مرتزقٌ
    ولمْ يهتزّ بالقهرِ
    أنـا يا ســـاحلــي العربيُ مصلوبٌ من العرقوبِ للنحرِ
    وروحــــي ترتـــمي مأسورةً كالماءِ في القطرِ

    سؤالكِ جاء يصفعي
    صـــــــــراخٌ بــدّدَ الصمتا
    إذا أسكنتهُ قدري
    عـــبرتُ مسالكاً شتّــى
    وعـــدتُ إليكِ منسلخاً
    على مسّـــرى خطى الموتى
    على مقصورة الأحزان يجرفني
    صقيع الغرب للمشتى
    أعانـقُ ليلَ أقبيتي
    وأستجدي الهوى حتّــى
    أضــمُّ سواد عينيكِ
    فيملأني الدجى موتا

    ألا تدريـن يا عصفورة الشطآن ما يجري؟
    هواي الســمُّ في صيروتي يسري
    سيدفعني إلى قبري
    وأنتِ خلاصة الأحزان تصطاديـن في بحري
    شوارعُ هذه الأصقاع مقفرةٌ
    كرهتُ مسار ممشاها
    تراقبني مسالكها
    وتغرزُ في دمي فاها
    لتشريني
    لتشرخني
    وأنــــتَ هناكَ يا وطني
    يقطّــعكَ العدا فأصيحُ : أواها
    شوارع هذه الأصقاع عاهرةٌ
    ستلصقني على الحيطانِ عرياناً
    كإعـــــلاناتِ مبغاها

    أتذكرُ أيهـــا المنفيُ لون جبال وادينا؟
    أليس اللونُ مجبولٌ برايات الوغى في صدر ماضينا؟
    أضاءَ معابر التاريخ حيـن أنار مسراها
    أراهُ اليوم يستحيي ضحاياها
    ويمشي هازلاً ما بيـن قتلاها
    ويســـتسقي بقايا من دمٍ فينا
    أتــــــــــدري إنني ما مـتُّ، لولاها؟

    لو أن الغربَ سمّــرني على المعبر
    وحطَّ البعدُ في صيرورتي خنجر
    إذن لعـــبرتُ مبتسماً
    إذا أسرجتِ مهر غرامنا الأسمر
    أنا يا ساحلي الأخضر
    كمــــــا بــــجعاتكِ البيضاء حتماً تكرهُ المهجر
    أنا ونسيمكِ العنبر
    سأرجعُ رغم ما زرعوا من العسكر


    ألمانيا ٢٥/٧/٢٠٠٤


    ملاحظة/ القصيدة فازت بالمركز الأول بشعر التفعيلة بمهرجان عكاظ الثالث 9_2004


    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ead.php?t=5483



  7. #37
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    دعني لثلجي


    أحمد حسين أحمد

    إلى النديم مصطفى بطحيش الذي دعاني لوليمة شعر يوم كان قلبي يحترق بنيران غزة



    القلبُ ينبضُ بالقهر
    والشعرُ يصرعهُ التتر
    يا صاحبي الحلبيُ،
    يا عطر المسامر في الليالي الداجياتِ،
    إليكَ ألجأ لا مفر
    وحصاديَ اليوميُ،
    نزفٌ في الديارِ ،
    ومصرعٌ للحبِ في وضح القمر
    اليومُ أعزفُ نازفي،
    وأبوحُ بوحي للضواري ،
    والجرائمُ بالجرائمِ تُستتر
    اليومُ يحكمنا الرعاعُ،
    وزمرةٌ للخائنين
    بالأمسِ قدمنا العراق هديةً
    من محسنين
    واليوم غزّةَ تُستباح ،
    ولا يحرّكنا الأنين
    وأنت أدرى بالمصابِ،
    وعارفٌ بالعارفين
    وتُريدني آتيكَ طلّي من سفوح الثلجِ ميّاساً،
    ترعرع في عبير الياسمين؟
    ها أنت تأتي منذراً،
    "بهبوب عاصفة الشتاء"
    فبأيِّ مأوى نلتقي
    وبأيِّ لحنٍ أرتدي ثوب اللقاء؟
    يا صاحبي دعني لثلجي فالقريضُ يدكّني
    دكَّ المدافعِ في المساء


    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=33793



  8. #38
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    مطالب منتدبة

    أحمد حسين أحمد

    أسائلُ عنكِ النجمَ عندَ الكواكبِ

    وأخطبُ ودَّ الشمسِ بعدَ المغاربِ

    وأحسبُ أني قدْ حظيتُ ودادكم

    ولمْ أدرِ أن الودَّ رجعٌ لذاهبِ

    فيا ليتَ ما بيني وبينكِ واحدٌ

    وبينَ البيانينِ أنفاسُ راغبِ

    عرفتكِ قبلي وقدْ سَدَّ مهجتي

    وقوعُ التنائي في أصولِ المآربِ

    ولكنَّ مُهري جدّدَ السيرُ لاهثاً

    فما هوَ إلاّ واصلٌ للمطالبِ

    وما طلبي لمنْ قدْ قُدَّ رَسمهُ

    بظلّي، ألا فلتستعدُ رَكائبي

    لخوضِ غِمارَ القُربِ والقربُ ينتهي

    بنأيِ قريبٍ والبعيدُ بجانبي

    فإنْ تسألينَ: لِمَ القربُ هدّني؟

    أقولُ : بأنّي سليلٌ، ربّما، للعقاربِ

    قضيتُ حياتي مثلما قدْ قضيتها

    فما كنتُ مرموقاً ولستُ بسالبِ

    وكان رحيلي من بلادي جريمةٌ

    وأكثرُ أن ترقى ظهورَ العواقبِ

    فمن قارّةٍ أُلقى لنحو بديلها

    يطولُ اغترابي ويبّيضُّ شاربي

    أقارعُ حرَّ البيدِ والرملُ دوننا

    في (كفرة) السودانِ شوقاً لقاربِ

    تهادى بليلٍ فوقَ (دجلةَ) مثقلاً

    بخيراتِ أرضنا وعذبِ المشاربِ

    ومن ( ريجل) الألمانِ أشدو قصيدتي

    و أُ كثرُ من ذكرِ الحبيبِ المعاتبِ

    ينامُ كما مثلي بدون جفونهِ

    ويربطُ هدباً إلى طرفِ حاجبِ

    يذكّرني كيفَ استقرَّ مقامنا

    على كوّةٍ سوداء بين النوادب

    كذا كنتُ أحيا والصحابُ تضمني

    كما ضمَّ ليلٌ نجمهُ في الغياهبِ

    فلألأ جوف الكونِ بالحسنِ مثلما

    تلألأ في بحرٍ عيونُ الشوائبِ

    وحقَّ لنا أن تستقيمَ أمورنا

    ويدركُ منْ يدري أمورَ المقالبِ

    أن الحياةَ كما الخيال قصيرةٌ

    وأكثرُ ما يجنيهِ بعضَ الرغائبِ

    كذا سارتْ الأحداث وازداد نأينا

    واستنفد الإبحار سعياً لصاحبِ

    بأيِّ بلادٍ لنا ولو في سقيفةٍ

    تجلّلها الأمطارُ من كلِّ جانبِ

    يُسيّرُ منها الحبُّ حتّى لتحتوي

    بقايا دموعٍ من عيونِ المصائبِ



    ألمانيا في 26/10/2011

  9. #39
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    عشّاق

    أحمد حسين أحمد

    عرفتُ الحبَّ يأتينا ارتفاقا

    ويدري القلبُ أيَّ دمٍ أراقا

    إذا طلع الصباحُ بفجرِ عُشقٍ

    تلاقى في الظهيرةِ من تلاقى

    من العشّاقِ فاجتمعوا بنجدٍ

    خَليِّ الناس لا رغبوا فراقا

    وأسّسَ نابضٌ لهمُ الخلايا

    مناصفةً فزادوهُ ائتِلاقا

    كذا يتربّصُ المكنونُ فينا

    كصيّادٍ إذا شددَ الوثاقا

    فضمَّ فريسةً للركبِ قسراً

    فلا فلتتْ وطابَ لها التصاقا

    أخبّرُ مَنْ وددتُ بأنَّ شوقي

    عظيمُ العمقِ يزدادُ اشتياقا

    فمنذُ تركتُ أهلي في عراقٍ

    أسّيرُ في شراييني عراقا

    ولو عرفَ العراق مدى حنيني

    لتربتهِ لطوقني نطاقا

    وسارَ معي إلى ما لا حدودٍ

    ومدَّ حدودَهُ قدماً وساقا

    إلى حيث الحبيبةُ في مكانٍ

    تّدارُ بهِ المُدام فما أفاقا

    وصار بضمنا يزدادُ سكراً

    ونحنُ بضمّهِ ازددنا عناقا

    أما وجميعُ من حولي نيامٌ

    فما عرفوا وما منهم أفاقا

    بأنّي أستعدُّ لبذلِ نفسي

    إلى نارٍ ولا أخشى احتراقا

    فنيرانُ الهوى بعضُ افتراضٍ

    سأشربها وأنفثها انتشاقا

    هنالكَ عندَ برِّ الغاب أدنو

    ونخلُ الشطِّ يعلونا فَواقا

    وخوصُ شريعةٍ للنهرِ يُضفي

    إلى شجرٍ يظلّلُ لي رواقا

    أقيّلُ عندهُ ظهراً لعصرٍ

    ويؤذنُ لي المؤّذنُ ما تباقى

    من الفرضِ العسيرِ إذا تراخى

    وتُقبلُ سُنّتي فرضاً طِباقا




    ألمانيا 28/10/11

  10. #40
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    ياسمين


    أحمد حسين أحمد



    وفاتنةٍ رأتها العينُ وهجاً

    تربّى في لظاهُ الاحمرارُ



    فأحدثَ وهجها عندي خراباً

    جداراً كنتُ فانهدَّ الجدارُ



    فقلتُ لها: أ أنتِ النارُ تسعى؟

    ومِنْ مثلي يؤججهُ الشرارُ



    ألا رفقاً فهذا الدربُ أبغي

    و جونُ اللـيلِ بدّدهُ النهارُ



    ففي (دار السلام) تركتُ قلبي

    فسابـقني إليكِ فهلْ يجارُ



    عفيفاً جئتُ ملتحفاً وقاري

    فلمّا جئتِ فارقني الوقارُ



    فقالتْ لي: أمنْ (بغدادَ) تأتي؟

    منارُ الخلـدِ فيها والعِمارُ



    هنالكَ معبد العشّاقِ صرحٌ

    وما عـندي يخالطهُ الغبارُ



    أنا في تربةٍ سمراء أنمو

    وأعبقُ عندما تحلو الثمارُ



    فدعْ عنكَ الهواجسَ لستُ نوراً

    أنا زهرُ البريّةِ والقفارُ



    فلو ترنـو إلـيَّ ترى عروقي

    ولو حدقّتَ في جذري تحارُ



    فقلتُ لها وفي الأحشاءِ نارٌ

    عرفتكِ دلّني هذا الحوارُ



    فأنتِ الياسمين فدتكِ نفسي

    تحدَّثَ عنك عندي الجلّنارُ



    أتيتُ بلادكم وسلوتُ نفسي

    تعبتُ وهدّني ذاكَ الحصارُ



    و كـنتُ أرومُ وصلاً غير إنّي

    أخافُ القوم إنْ عبسوا وثاروا



    فإنْ خبأتني بين الثنايا

    يغازلكِ القصيدُ لكِ القرارُ



    وإنْ طابَ اللقاء فدثّريني

    ولا تخشي عليَّ إذا أغاروا



    فداءُ الحـبِّ قرباناً سأغدو

    وهل للصبِّ إلاّ الانتحارُ



    دعيني ألثمُ التيجانِ حتّى

    أعبُّ النسغَ يأخذني الدوارُ



    فيسقيني الهوى خمر البراري

    يدحرجني لجنّتكِ العقارُ



    فقالتْ: إنْ أردتَ تعالَ ليلاً

    سيستركَ الظلامُ هو الستارُ



    لدى قومي الغريبُ يموت غمّاً

    وما للصبِّ إلاّ الانتظارُ



    على عجلٍ تقبّلُ وردَ خدّي

    يدثّركَ احتوائي والإزارُ



    وحاذر أنْ تـنامَ وأنتَ عندي

    وعاجلـني القصيدَ هو الخيارُ



    تطيبُ النفس يعبقُ كلّ عطري

    فتعشقهُ ويعشقكَ الدثارُ




    الكفرة ٢٠٠١


صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. لذكرى الشاعر الراحل سميح صباغ
    بواسطة نبيل عودة في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-07-2011, 06:16 AM
  2. إجهاض لذكرى رجل
    بواسطة شجاع الصفدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 03-03-2008, 01:23 PM
  3. إن في ذلك لذكرى
    بواسطة الضبابية في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-02-2005, 09:43 PM
  4. لذكرى الحبيبِ حنينٌ مقيم
    بواسطة الاسطورة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 12-02-2004, 10:07 PM
  5. شيخ الكتائب-وفاء لذكرى الشهيد القائد صلاح شحادة
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-07-2003, 11:30 AM