الأخ الغالي الأديب القاص الأستاذ نزارب . الزين
مضى زمن طويل , لم أقرأ لك منذ مدة طويلة , حالت الظروف بيننا , ولا تتصور مدى فرحي
بوجود نص قصي جديد لك على صفحات الواحة المباركة , أعرف طريقتك الجميلة في القص
الأدبي , دخول مباشر لمسرح الحدث , وسهولة في السرد , وشخصيات واقعية , ثم تكون العقدة
, قوية صاعقة , والعمل دوما يقدّم رسالة , وقصة " ترقيع " جاءت وفق المنحى الساحر الذي
عهدناه عندك , إنها طريقة السهل الممتنع , أو ما أستطيع أن أطلق عليه أيضا , السهل الممتع ,
على الرغم من الصور المؤلمة والتراجيدية التي ترسمها في معظم أعمالك الأدبية , وقصة " ترقيع "
سلطت الضوء وبقوة على مخالفة أو بالأحرى على جريمة , ترتكب بحق الدين والمجتمع والانسانية ,
وعلى الرغم من أن الحادثة الجرمية , قليلة الحدوث حسب ما هو معلن , ولكنها حدثت وتحدث , مع
إيماني بأن العمل الأدبي والفني , ليس بالضرورة مخطوطة أو مرسومة توثّق حادثة ما بدقة وأمانة ,
بل هو المقدرة على جعل القارئ أو المتابع يعيش الحالة التي تعتلج داخل الأديب أو الفنّان , وعندما
يقوم الأديب أو الفنّان بتوجيه الضوء إلى حدث , فليس من الضروري , أن يقصد ذات الحدث , بل يفتح
الجرح ويتصدى للمرض , إنه يعالج اتجاها , وفي قصة " ترقيع " أشعر بشمولية المعالجة , وبالمساحات
الواسعة التي رسمها العمل ابتداء من العنوان اللافت والايحائي إلى القفلة غير المتوقعة .
مشتاق إليك أيها الغالي , تقبل محبتي وإعجابي .
د. محمد حسن السمان