أخذهُ الحماسُ بشدهٍ هذه المرة .....غداً سيتحولُ إلي شخصٍ جديدٍ سوف يغيرُ من نفسهِ تماماً من الغدِ سيكون كلامهُ مختلفاً..سيكون أكثر رصانةً وحكمهً وسيشترى ثياباً جديدة وسيكون أكثر حرصاً على مظهرٍهِ وإمعاناً في التغير سوف لا يظهرُ كثيراً في الأوساطِ التي كــان يرتادُها كثيراً وسوف يغير من طريقةِ معاملتهِ للناس....ستكونُ أكثرَ حِدةً وأقصرُ وقتاً في الحديثِ والتواصلِ... لن يصبحَ ذلك الشخص الرخوِ عديمُ الشخصية ذلك الساذج الذي طالما كانَهُ... لن يسمحَ لهُ بالوجود ثانية....سيبحثُ عن أصدقاءَ جددٍ ...ومعارفَ أكثرَ احتراما لشخصيتِهِ الجديدة.......كان عليه بعد ذلك أن يضعَ لنفسهِ ولحياتهِ الجديدةِ خُططاً حافـــلةً بالكثـيرِ من المستجداتِ التي سوف يتحتمُ عليه مقابلتُها فهو سيــكون أكثــرَ علماً ووجاهةً في قومهِ...وهنا شَرَعَ يُخُطُ في ذلك الدفترِ القديمِ المهترئُ بقلمه الخشبيِ القديمِ الذي نَخَر السوسُ فيه طريقاً لا عودةَ فيه.....كتب مسودةً لأعمالِ الغد .....تلك الأعمالُ التي طالما كتبناها جميعاً ولم نفعلْ حرفاً منها حتى تاريخه....لكننا بعدها مباشرةً نتوجهُ إلى الفراشِ ونحن نشعرُ بالرضا عن أنفسِنا.