|
أرأيت يا نيل الجمال صواعقا |
شنت علينا من هناك خوارقا |
ورمت إلينا من سدود جفائها |
جدبا أليما ذا مصاعب صاعقا |
سيجف نيلك يا حبيبة قلبنا |
إن سد أثيوبيا استباح مناطقا |
كانت تُجَمِّع ماء جنات أتى |
بالنيل يجري بالعذوبة رائقا |
بالخير يخطو نحو مصر وشعبها |
وينيلها البسط البديع الفائقا |
ويحفها بالحسن طاب بروضه |
يزهو جميلا رائعا متلاحقا |
منذ القديم تدفقت أمواجه |
تروي لدينا بالحقول طرائقا |
رقت ودقت بالتفاصيل التي |
شدَّت إليها بالبهاء العاشقا |
وحكت حكايات الليالي سجلت |
تاريخنا المبرور سفرا صادقا |
يا ليت قومي يقرؤون سطورها |
يا ليت قومي يعلمون حقائقا |
إنا لدينا يا بن نيل ثروة |
تنساب فينا .. هل شخصت رقائقا ؟! |
هل جُبت مصر شمالها وجنوبها |
ترنو بنهر النيل تبرا عالقا ؟! |
أرأيت فيه الإنطلاق مُحَمَّلا |
بالطمي يمضي بالقيادة غامقا ؟! |
ويحيك رتقا في ثراه مؤثرا |
يبني بناء للحبيبة شاهقا |
أسمعت فيه خريره لحنا سرى |
شدوا يغنَّى في حماها سامقا |
عذبا سميرا متقنا مستجمعا |
سهلا مثيرا بالمهابة دافقا |
أنظرت يوما بالدروب شواطئا |
ضمت شعاعا من سناها بارقا؟! |
ولقيت صوت الناي فاح أريجه |
بوحا صدوقا بالمحبة شائقا ؟! |
إني سمعت .. كما رأيت وسجَّلَت |
أبيات شعري للمهيب دقائقا |
نهر تدفق بالحياة مبجلا |
فخما رطيبا بالنضارة واثقا |
تختال فيه الأمنيات بزهوها |
وتبث صوتا عبقريا ناطقا |
يا نيل مصر لك المحبة دائما |
يا من تسبّح في نداك الخالقا |
أنت الذي من فوق جئت لأرضنا |
بالشكر نحمد ذا الجلال الرازقا |
ساق المياه لمصرنا في رحلة |
طالت .. وقدَّر بالمشيئة سائقا |
حتى أتانا خير ربي سابغا |
يسقي ثرانا حاليا أو سابقا |
والآن نقبع باندهاش عقولنا |
هل سد أثيوبيا سيصبح عائقا ؟! |
ويحول بين تدفق لمياهنا |
تجري إلينا بالتصحر لاحقا |
وتعيش مصر مع الجفاف ملازما |
أرضا تلاقي بالخراب حرائقا |
يا أهل مصر تقدموا لخلاصكم |
ممن تجبَّر بالجرائم فاسقا |
خان العهود ممزقا أوراقها |
وأحل للحرق السريع وثائقا |
ومضى جهولا مانعا ماء لنا |
قد بث فينا مكره المتلاصقا |
بعموم تخطيط أثيم طالما |
أبدى سقاما مستطيرا خارقا |
وانضم للخصم الخبيث عدونا |
أعطاهمُ نبع المياه طوابقا |
سدا كبيرا لامتلاك نصيبنا |
جهرا قد ارتكبوا هناك بوائقا |
والشعب ينظر للرئيس مُسائلا |
ماذا ستفعل ؟! هل ستنهض طافقا ؟! |
بالنيل تحمي ماءه بمساره |
وتحاسب اللص الخطير السارقا ؟! |
إني لأشعر باكتئاب نفوسنا |
وأرى الجميع بملهيات غارقا ! |
وأرى الفظاظة قد توالت .. مصرنا |
تحيا افتتانا جاهليا ساحقا |
هُنَّا وصرنا بالمعارك بيننا |
بالبغض تصلينا العناء الحارقا |
والنيل بالدمع الغزير معاتبا |
يشكو بأحزان الشجون طوارقا |
دبت دبيبا في جوانح نيلنا |
يلقى من الخصم العنيد صواعقا |
كذبوا علينا بالغرور سفاهة |
حتى لقينا بالبلاء الحائقا |
جدب وإقتار وسلب حقوقنا |
والكل يبسط للفتون نمارقا |
ونرى بجهر في حماهم مرتعا |
خصبا لديهم بالمكائد باسقا |
يجري إلينا بالشدائد صائحا |
وغدا نكيرا للمزارع زاهقا |
يا ويح أعداء شداد جَمَّعوا |
لخراب مصر مغاربا ومشارقا |
وتوحدوا لعدائها ولطمسها |
والشعب ودع للوئام توافقا |
والكون ينظر موقفا ذا قوة |
منا يكون للاتحاد مُوافقا |
حتى نواجه خصمنا من رامنا |
عمدا بإيذاءِ الإساءة شارقا |
والنيل نيل السابحات بودقها |
ِتهمي تعمر بالدروب مَرَافقا |
نادى علينا أن أفيقوا واستووا |
صفا متينا للإباء مُرافقا |
يا أيها الملاح قاربك اختفى |
بالقاع يهوي بالمواجع صافقا |
يا أيها الفلاح حقلك يشتكي |
جدبا سيصبح للزراعة ماحقا |
يا أيها المشتاق للغرس انتهى |
عصر يضم مراتعا وحدائقا ! |
في سد أثيوبيا الخراب لمصرنا |
خرقوا بتلك المنشئات مواثقا |
إني لأسطر ما بقلبي موجعا |
أرنو إليهم باحتداد حانقا |
فمياه مصر بنيلها حق لها |
كانت ولازالت نطاقا فارقا |
لا تعبثوا بالماء سال تجاهنا |
للحَبِّ من فضل المهيمن فالقا |
أين الرئاسة والرئيس بمصرنا ؟! |
هيا نحقق بالشموخ بوارقا |
تُصلي العدو مع المخازي حتفه |
وتأدب الخصم الشقي الدائقا |
إن الليوث إذا استراحت واجهت |
مكر الثعالب تستبيح شقائقا |
وتظن فيها بالغباء ظنونها |
حتى تسود جوارحا وخوافقا ! |