ما هكذا يا مسلمون .. !!
في كلِّ يومٍ يُقتلونْ في كلِّ يومٍ يُضربونْ والذلُّ يغرسُه العدا وثمارُه ريبُ المنونْ لما أتى بقطافِه مستضعفونا الحاصدونْ ذاقوا مرارةَ طعمِه وبجورِه يتقلبونْ نادوا بأعلى صوتِهم مما رأوا يستنجدون عبثًا تعالى صوتُهم كان النداءُ من الجنونْ لا شيء ينطقُ حولَهم ومتى استجابَ الميتونْ ؟! قد كان يومًا هاهنا صرحٌ بناه الفاتحونْ سُقي الأساسُ من الدِّما وحَمَتْهُ أنفسُ لا تهونْ تُليت على جنباتِه " النصرُ " ثم " المؤمنونْ " رُفع الأذانُ ، وكبروا ومضت على ذاك السنونْ وأشعَّ نورُ هدايةٍ فمضى عليه المبصرونْ وجثا وراءَ ضيائِه الخانعون الخائفونْ فمضى الزمانُ بسنةٍ الناسُ عنها معرضونْ تتغيرُ الدنيا بها وتجفُّ ، أو تزهو الغصونْ وتحطَّمَ الصرحُ الذي يعلو على كلِّ الحصونْ وتناثرت أركانُه وطغى عليه الغاصبونْ في غفلةٍ من قومنا أو سكرةٍ ، أو في مجونْ تركوا الطريقَ ممهدًا يمشي عليه ، الظالمونْ فتغيرت أحوالُ من قد كان يهنا بالسكونْ هذا تناوشَه الرَّدَى وهناك قومٌ يركضونْ والطفلُ يبحث باكيًا عن ذلك الصدرِ الحنونْ ولكلِّ نفسٍ وجهةٌ يمضي إليها التائهونْ إخوانُكم يتذمرون إخوانُكم يتمزقونْ والحقدُ يزحفُ نحوَهم والمسلمون يشاهدونْ والغاصبون المارقون في الظلمِ لا يترددونْ والألفُ ألفٍ كثرةٌ ناءَت بكثرتِه الديونْ هم صابرون ، وناقمون هم في الحروبِ مسالمونْ ما هكذا يا مسلمون ما هكذا يا مسلمونْ لموا الشتاتَ وكبروا إما بِذَا .. أو لا نكون