الواقعُ المر
ما اشتقتُ ممّا فاتني إنسانا
إلا هواكِ لأنّهُ يهوانا
إلاك أنتِ وحسب عيني نظرةً
ممّا ملكت محاسنًا وحنانا
ما العيشُ بعدكِ بالكريمِ وليتني
أُلبستُ بعد فراقك الأكفانا
ذهبَ السرورُ وغادرتني نزوةٌ
قد كنت فيها عاشقًا هيمانا
صيَّرتِ قلبي مضغةً ودماؤهِ
سالت لأرباب الهوى طوفانا
وتبسَّم الزمنُ الخؤونُ وليتهُ
قد ظلَّ في أيامنا حزنانا
ولكم شكوتُ العاذلينَ وردَّني
رجعُ الصدى وتمزَّقت شكوانا
وأتيتُ بابَ الذكريات لعلَّني
أجدُ الخيالَ فزادني نِسْيانا
ودخلتُ في لججِ الغرامِ وأدمعي
خطَّت بخدّي للهوى عنوانا
وسألتُ عمَّن لا أريدُ فراقهُ
وعن الذي قتلاهُ من قتلانا
فأجابني ذاك الرسول بقولهِ
إنَّ الذي كتمَ الهوى قد خانا
لا بارك الربُّ الكريمُ بصحبةٍ
إن كان صاحبها الذي قد كانا
مَن علَّمَ الطيرَ البكاءَ وصوته
قد كان غرّيدَ الهوى فرحانا
أعجبْ بسكّان القبورِ وقد مضوا
كيف استراحوا في القبور زمانا
كيف السلوُ عن الحبيب ووقعه
ما انفكَّ يضرمُ في الحشا نيرانا
إنّي على وقع السيوف غضنفرٌ
وأكونُ في وقع الغرامِ جبانا
إنَّ الذي ملك الجمالَ وأهلهُ
جعل الجمالَ وسرّه بفتانا