قصة . . " خيانة مشروعة "
جلس وحدة مختليا بنفسه
في تلك الزاوية
التي اعتاد أن يتقوقع فيها منكبا على أوراقه ذات الكثير من التداخلات والتعديلات
كانت بيده صورة
ينظر إلى نظرات عاشق متيم
ينتقل بين هذه الصورة وتلك الورقة
انهماكه في الكتابة من وحي الصورة يتسرب في المكان
تدخل زوجته فجأة جعلته يرتبك ويسرع بإخفاء الصورة في جيبه
لاحظت هي بإحساس الأنثى أن هناك شيئا غير واضح في تلك الجلسة المتفردة في ضبابية الشعور
انتظرته حتى تتراخى أجفانه وتنسدل في سبات بعيد
أسرعت إلى تلك الورقة
بلهفة مسعورة تدفعها نار الشك والغيرة
لم يخطئ حدسها
كانت قصيدة غرامية تذوب عشقا و ولها
ترقرقت عيناها من حر الألم لاكتشافها خيانة زوجها
مزقت القصيدة بأصابع أنثى أسد جريحة
أخذت تتذكر قصائده التي كان يكتبها فيها والتي نضبت من سنوات
وهاهو يعود ليكتب الشعر في غيرها
خائن غادر
أخذت تنعته في داخلها بكل أوصاف السوء التي تعرفها
تذكرت الصورة
أسرعت لذلك الجيب القبيح
نبشت ما فيه
أمسكت بالصورة
نظرت إليها بحقد
امرأة جميلة ممشوقة القوام فاتنة الهندام بابتسامة مشرقة
وبدون شك أدركت الفرق بينها وبين تلك الصورة
أرادت تمزيق الصورة وفي داخلها صرخة مدوية تكاد تخرج
أعادت النظر للصورة
فغرت فاها
كأنها تعرف هذه الفتاة
مسحت دموعها لتركز في الصورة
كيف ؟ لا يمكن ؟
عرفت صاحبة الصورة
وقفت مشدوهة
إنها صورتها وقت الخطوبة
. . .
بقلم / مروان المزيني