فلَتشْهَدي غَضباً!
فلتَشْهَدي غَضَباً وليشهدِ الغَضَبُ
ولتُمْطري حِمما أنواؤهُ صَببُ
***
ثوري بجوفِ عدىً أودى بهِ قََدَمٌ
أنْ يقتفي أثرا بأساً بهِ النُّجبُ
***
يا شمسُ فاحتجبي أو أشرِقي بدَمي
جمراً علا وَهجاً والَّليلُ يحتجبُ
***
ليلٌ توسَّدني همّاً فأوقَدني
جمرٌ فألهَبني والحُرُّ يلتَهِبُ
***
أقعى دُبارُ عمٍ أجفانهُ غَسقٌ
والنيلُ ملءُ دمي والدَّمعُ ينْسَكبُ
***
هاذى الكلابُ دمىً وقذُ الرؤوسِ مُدى
فالدينُ ممتحنٌ والعقلُ مُستَلبُ
***
ماذا يقولُ دَعٍ صمَّتْ بهِ أذنٌ
ماذا يجيءُ عمىً في الدَّربِ ينتكبُ
***
إعلامُكمْ خَطَلٌ أقلامُكُم زللُ
يا ذا العقولِ نُهىً ناءى بها الكَذِبُ
***
قلْ للذِّئابِ كفى مَكائداً وقِفوا
جزَّ الحسامُ لُمىً أشقى بها التَّعبُ
***
كفُّوا كلابَكُمُ يا غربُ وانْصَرِفوا
إنّا نجادُ قِرى والسَّيفُ والعربُ
***
ما للكلابِ قضتْ في حُكمِ مأسدةٍ
يا خيلُ فانتهري ما اشتطَّهُ الذِئِبُ
***
كلُّ الذِئابِ عدتْ تلغو وِمئذَنةٌ
مدَّ القديرُ لها والرَّفعُ ينْتَصِبُ
***
مُرسي زعيمُ ندىً شاختْ بهِ هِمَمٌ
ما السيسِ في خَوَرٍ والعهدُ ينقلبُ
***
سبُّوكَ يا جبلاً يعلوبهِ جبلٌ
لا يعتلي قمماً من هامهُ الحَصَبُ
***
من جابَ مَقتلةً قاضى العراقَ بها
أمريكا في عَددٍ والغدرُ يصْطَخِبُ
***
يا سادراً سُبلاً في غيِّهِ زَلِقٌ
ليلٌ بحاطبهِ والشّرُّ مُحتَطبُ
***
من خانَ أمّتهُ بالخُفِّ يُلتطمُ
دَعساً بجيشِ نعالٍ خطوُه خَبَبُ
***
هذا السبيلُ إلى وجهٍ فَيَلْتَثِمُ
بوذا يجيءُ بهِ عبداً ويَحْتَسِبُ
***
يا مصرُ لا تهني حُزنا يضيقُ بنا
يا أمُّ ما عَدمتْ ابناً ذُراهُ أبُ
***
إنْ تطلبي مُهَجاً فلترخُصِ المُهَجُ
والعينُ إن وجبتْ في ذَرّةٍ طلبُ
***
مجدٌ على طُرقٍ والعينُ ناظرةٌ
فليَمْهَرِ الطُّرقاتِ الوَرْقُ والذَّهبُ
***
إنَّ الخيولَ التي أعددتِها نهضتْ
فاستسهلتْ بِيَداً واستذللَ الصَّعِبُ
***
وعدُ الكنانةِ في عقدِ اللِّواءِ يدٌ
قصمُ الظُّهورِ بها خسفٌ بهِ شهبُ
***
بركانُ في حِممٍ غَلواؤهُ قممٌ
فاجتاحَ ذُروتَهُ العزمُ و الغضبُ
***
يا مصرُ يا هَرماً أجلى به القِدمُ
النيلُ شَهدُ فمي والحسنُ ينتقبُ
***
قولي لمن غدروا والعهْدَ ما انتبذوا
النّارُ عزمُ يدي والسَّيفُ واللّهبُ
***
متى نفيقُ غداً للصُّبحِ مُنْتَظَرٌ
شمساً فنقطفُها والنيلُ يَعتربُ