أحدث المشاركات
صفحة 53 من 56 الأولىالأولى ... 234344454647484950515253545556 الأخيرةالأخيرة
النتائج 521 إلى 530 من 558

الموضوع: الأحداث على الساحة المصرية يوما بيوم

  1. #521
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي


    موقع القرضاوي :

    القرضاوي يفتي بوجوب مقاطعة دستور الانقلابيين

    أفتى العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بوجوب مقاطعة الاستفتاء على دستور الانقلابيين، ورأى أن المشاركة في أى عمل من شأنه أن يقوى هذه السلطة الانقلابية، هو عمل مُحَّرمٌ شرعًا، وأن هذا كله باطل شرعا ودستورا وقانونا، وكل ما بُني على باطل فهو باطل، وكل ما بني على جهالة فهو عبث واستهانة بإرادة المصريين.

    نص الفتوى:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    فتوى سماحة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول وجوب مقاطعة دستور الانقلابيين

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..

    فلا يرتاب مؤمن صحيح الإيمان، أو عاقل سليم الجنان، أو حر لم تخمد جذوته، أو شريف لم تتلطخ مبادئه: أن ما جرى فى مصر فى الثالث من يوليو 2013م هو انقلاب عسكرى مكتمل الأركان، على رئيس مدني منتخب من الأمة، انتخابًا حرًّا نزيهًا، وله فى عنق الشعب بيعة بأربعة أعوام.

    وله سجل من الإنجازات الواضحة- بالرغم من محاولة أركان الدولة العميقة تعويقه وإهدار طاقته- ما شهد به المنصفون من تحسين منظومة الخبز، والسعي نحو الاكتفاء الذاتي من القمح، ومحاصرة أباطرة السولار والبنزين، وما استجاب له من مبادرات طموحة عملاقة كمشروع محور قناة السويس، وغدونا نسمع عن أحلام وآمال كبيرة لمصر، مثل أول حاسوب مصري، وأول سيارة مصرية، وظهر جليا توجهه إلى دعم تقنيات البحث العلمي وتطبيقاته، إلى جانب مشروعات التكامل الإقليمي مع دول الجوار، وبناء جسور التعاون الدولي مع العديد من بلدان العالم، مثل تركيا والبرازيل، وباكستان والهند وإيران، والصين وروسيا، وما نشأ عن ذلك من اتفاقيات كبرى في فترة محدودة من الزمن.

    وظهر في عهده رغبة واضحة لبناء مؤسسات الدولة المصرية الحديثة، التي لا تقصي أحدا، حاول فيها أن يكون مثالا لإنكار الذات، والعفو عن المسيء، والعمل لخدمة وطنه، ولكن الأيادي الملوثة التي ما عهدت الطهارة، والنفوس المريضة بكسب المال الحرام، والعقول المنغلقة عن آفاق التطور والرقي: أبت إلا أن تقف في طريق تقدم مصر، وأن تضع العراقيل أمام قائدها، وأن تلقي بالحواجز أمام موكب النهضة، فعكفوا على العمل على وأد ذلك الحلم الوليد، فكان مكر الليل والنهار، اشترك فيه قادة خائنون، وإعلاميون كاذبون، وقضاة مرتشون، حيث تلاقت المصالح، وتقاربت الأهداف. (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ) ( إبراهيم:46)

    وقد ترتب على هذا الانقلاب مجازر بشعة، لم تحدث فى تاريخ مصر الحديث، فقُتل الآلاف، وأُصيب واعتقل عشرات الآلاف من خيرة أبناء مصر، ومن أطهر شبابها وفتياتها، وصودرت الحريات، وأغلقت القنوات الإسلامية، التي كانت تعمل منذ عصر مبارك. وضيق على الشرفاء من الصحفيين والإعلاميين، ونشطت آلة القمع، وازدادت الاعتقالات التعسفية، مع تلفيق التهم الباطلة، وانتشارالمحاكمات الهزلية.(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) (محمد:22-23)

    فهذه السلطة التي تقوم بهذا العدوان على الحق لتخمده، وتقيم دعائم الباطل وتعضده، وتجند مؤسسات الدولة لمحاربة كل ما هو منتخب، ليستبدل به كل ما هو معين، وتعبث بعقول البسطاء والعامة، حتى يظنوا الحق باطلا والبطل حقا، وحتى يروا النهار مظلما، والليل مشرقا.

    هذه سلطة زائفة لا ينبغي السير في ركابها، أو العمل على تثبيت دعائمها، أو تقوية أركانها، لا سيما وقد أظهرت عن وجهها القبيح، واشرأب من خلالها رموز الفساد في مصر، ممن قامت عليهم ثورة يناير، ليقودوا الحراك باسم ثورة 30 يونيو المزعومة، وينظِّروا لهذا الدستور الساقط، بعد أن عطلوا دستور 2012 المستفتى عليه من المصريين، وجاءت نتيجة الموافقة عليه بنسبة 64% ، دون أن يكون هذا مطلبا جماهيريا لمن تظاهر في 30 يونيو.

    وأنا أرى المشاركة في الاستفتاء على الدستور والمساهمة في أى عمل من شأنه أن يقوى هذه السلطة الانقلابية، أو يمنحها الشرعية، أو يطيل أمد وجودها، أو يقوى شوكتها يعد من التعاون على الإثم والعدوان، وهو عمل مُحَّرمٌ شرعًا، لقول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة: 2).

    وقوله عز وجل: (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (يونس:32)

    وقوله سبحانه: (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ) (هود: 113).

    ولهذا استجاب نبي الله موسى لهذا الأمر فقال: (رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ) (القصص: 17).

    وحذر الله تعالى المؤمنين من اتباع الظالمين والمجرمين والسير في ركابهم، وبين كيف ينقلب هذا التحالف بينهم في الدنيا إلى عداوة وبغضاء يوم القيامة، حين يرون العذاب، ويتخلى كل فريق عن صاحبه، فصور لنا مشهد الصراع المتأجج في الآخرة، بين هؤلاء المجرمين ومن شايعهم، ورضي بظلمهم، وسار في ركابهم في الدنيا، فقال: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ* قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ* وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ( سبأ:31-33)

    وفي الحديث الذي رواه أحمد في مسنده، والنسائي في الكبرى، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وصححه، ووافقه الذهبي، عن كعب بن عُجْرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه سيكون أمراء، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، ولا يرد عليّ حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فهو مني وأنا منه، ويرد علي حوضي".[1]

    ولا يصح عقلا المشاركة فى استفتاء على دستور، لم يقم على توافق وطني، وتمت صياغته بعيدا عن الحوار المجتمعي، وقام به أعضاء معينون، لا يمثلون إلا أنفسهم ومن عينهم من الانقلابيين، بل هو دستور صاغته الأقلية، وأقصت فيه الأغلبية.

    وفى المشاركة في الاستفتاء على هذا الدستور، استمرارٌ للظلم والقهر وتقوية له، مع تسويغ ما يترتب عليه من مصادرة لبقايا الحريات، وتعقيد للأزمة.

    إن المشاركة فى عملية الاستفتاء بمثابة اعتراف كامل بشرعيته هذا الانقلاب، وممارساته القمعية الاستبدادية، في ظلال تزوير المؤكد حدوثه، والذي ستشارك فيه مؤسسات الدولة، فى ظل انعدام أية ضمانات لنزاهة عملية الاستفتاء.

    وأنا أرى هذه الوثيقة التي سموها (الدستور) منعدمة شرعا وقانونا، حيث نتجت عمن لا حق لهم في استصدار مثل هذه الوثائق.

    فلجنة العشرة، ثم لجنة الخمسين، التي قامت بالاعتداء الصارخ على دستور مصر الشرعي: لجنة لقيطة، معينة من سلطات الانقلاب، ولا تدين بالولاء إلا لمن عينها،

    ولا تمت للاختيار والرضا الشعبي بصلة، كما أنها ليست منتخبة لتعبر عن ضمير الأمة وإرادتها، وليست معبرة عن شرائح المجتمع وتوجهاته!!

    بل تعمل على إقصاء تيار شعبي، حاز ثقة الناخبين في عدة استحقاقات انتخابية.

    وهذه اللجنة العلمانية واليسارية، في مجملها، أقل ما يقال في ممارساتها: إنها لجنة إقصائية، سعت بكل ما تملك لمصادرة الهوية الإسلامية، والانتقاص من دور الشريعة الإسلامية، وإلغاء كل الضوابط الشرعية والأخلاقية والقيمية، التى تحافظ على أخلاق وعادات وتقاليد المجتمع المصري.

    وقد ظهر ذلك جليا حين حذفوا النص، على أن مصر جزء من الأمة الإسلامية، كما لم يتحملوا ذكركلمة الشورى مع الديمقراطية، فلم يبقوا عليها، وأهدروا أخذ رأي هيئة كبار العلماء فيما يتعلق بالشريعة الإسلامية، وحذفوا التفسير الذي وضعه الأزهر لمبادئ الشريعة الإسلامية، وضيَّقوا نطاق تلك المبادئ، معتمدين تفسيرالمحكمة الدستورية العليا لها!!

    وإذا كان تجريمهم إقامة الأحزاب على أساس ديني، من دافع المكايدة السياسية، فلا أدري لماذا حذفوا المادة التي كانت تحظر الإساءة أو التعريض بالرسل والأنبياء كافة، وما الحكمة في ذلك؟!

    وما معنى خلو ديباجة الدستور من أي آية قرآنية أو حديث نبوي، في حين توضع كلمة البابا شنودة (هذه مصر وطن نعيش فيه ويعيش فينا)؟!

    إنني أحاول أن ألتمس في عمل هذه اللجنة خيرا، فلا أرى إلا عداء للدين وشريعته، وتنكراللإسلام ومبادئه، وطمسا للحقيقة وأركانها، وحربا على الفضيلة ودعائمها.

    كما أن هذا الدستور، تفوح منه رائحة العهد البائد، وتنبعث منه دلائل الحنين إلى تلك الحقبة المظلمة، والإجراءات الظالمة، فهو دستور يعزز سلطة الفرد الواحد، ويتجاوز كل ما هو منتخب، ويستبدله بما هو معين، وإلا فماذا يعني أن يوكل الدستور للرئيس المعين، الذي لا يملك من أمره شيئا، في تحديد متى وكيف سيشكل كل من مجلس النواب ورئاسة الجمهورية، وهل سيكون المجلس النيابى بالانتخاب الفردى أم بالقائمة الجماعية أو الحزبية، ولا بأية نسبة سيكون كل منهما إن اجتمعا، ولا يعرف النسبة التى ستخصص للعمال والفلاحين، ولا نسبة ما سيخصص للشباب وللأقباط والمعوقين.

    لقد تم هذا الدستور خلسة، وقام أعضاؤه بالإعداد له خُفية، في سراديب القاعات المغلقة، من أناس كثير منهم مطعون في نزاهته واستقلاله، ومغموص في توجهه ومبادئه، في ثلاثة أشهر، صاروا يسوِّقون لنضجه ودقته ومثاليته، بينما وصموا دستورا كتب من لجنة منتخبة، من مائة شخص، تمثل شرائح المجتمع، في جلسات ومناقشات علنية، أمام شاشات التلفزيون وكاميرات الإعلام، لمدة ستة أشهر كاملة، تعمل في الصباح والمساء: بأنه دستور مسلوق!!

    لقد صنع هذا الدستور على عين العسكر، لا أعين الشعب المصري بكل فئاته، ولبى طموحات بعض قادة الجيش لا طموحات أبناء الوطن، جعل كل ما يتعلق بالجيش يناقشه مجلس الدفاع الوطني، المكون في الأساس من عسكريين، وليس لجنة داخل مجلس النواب كما في الدستور الشرعي.

    لقد نزع هذا الدستور سلطة تعيين وزير الدفاع من الرئيس المنتخب، ليقوم به المجلس العسكري، الذي يعينه وزير الدفاع، أي عادت السلطة في النهاية إلى رأس الانقلابيين، المحصَّن مدة ثماني سنوات، لا يستطيع رئيس الدولة المنتخب من الشعب أن يغيره أو يعترض على ممارساته، أو يعدل مساره!!

    هذا الدستور ينص على كيفية عزل رئيس الدولة، أما وزير الدفاع فلا سبيل إلى عزله إلا بعد 8 سنوات متتالية!!

    ولماذا يصر هذا الدستور على أن يجعل وزير الدفاع محصنا، إلا إذا كان يخشى عاقبة جريرة اقترفها، وجريمة ارتكبها، ولذلك يحاول التغطية على فعلته بهذا التحصين؟!

    هذا الدستور يهدف إلى تأسيس الدولة القمعية، ويكرِّس لسيطرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة،كما يتوسَّع على نحو مفرط في محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، ويرسخ للدولة العلمانية الإقصائية، ويبارك انتهاك الحريات العامة والخاصة، ويتغاضى عن إهدار حقوق المواطنين وكرامتهم، ويشرع لتغول سلطة الجيش والقضاء، وجعلهما كدولة فوق الدولة، بلا أي رقابة من الشعب أو من يمثلهم، فالقضاة مستقلون غير قابلين للعزل، ورئيس المحكمة الدستورية العليا ونوابه، ورئيس وأعضاء هيئة المفوضين بها، مستقلون وغير قابلين للعزل، وكذا أعضاء القضاء العسكرى مستقلون وغير قابلين للعزل!!

    إن هذا كله باطل شرعا ودستورا وقانونا، وكل ما بُني على باطل فهو باطل، وكل ما بني على جهالة فهو عبث واستهانة بإرادة المصريين.

    ثم أي دستور هذا الذي يستفتى عليه، في ظل الزج بآلاف الرجال والشباب، والفتيات والأحداث فى السجون ودور الأحداث، واقتحام الجامعات والمدن الجامعية، ودخول قاعات المحاضرات من قبل القوات الخاصة، واعتقال الطلاب وضربهم بقنابل الغاز، وإجبارهم على أداء الامتحانات تحت تهديد السلاح، حتى قتل منهم من قتل، وجرح منهم من جرح.

    قالوا: دستور الحريات، بينما وأدوا كل فكرة حرة، واغتالوا كل رغبة صادقة في الإصلاح: قصفوا الأقلام، وسجنوا أصحابها..حجبوا الصحف، وعذبوا محرريها..عطلوا البرامج الحرة، وسحلوا مقدميها!!

    وقالوا: دستور حقوق الإنسان، وقد اكتظت السجون والمعتقلات؛ بل ومعسكرات الأمن، من شباب مصر الأطهار، ومن رجالها الشرفاء، يرسفون في الأغلال والقيود، ويئنون تحت وطأة القهر والتعذيب، بل كتب هذا الدستور ودماء المصريين تسيل في الشوارع.

    وقالوا: دستور حقوق الطفل، ورأينا أطفالا بريئة في عمر الزهور، يزج بهم في غياهب السجون وأقسام الشرطة؛ لأن أحدهم أشار بيده، وآخر حمل إشارة تغضبهم، وثالث مارس حقه في الانضمام لمسيرة ترفض الانقلاب!

    وقالوا: دستور حقوق المرأة، ورأينا كيف تصفع وجوه الحرائر، وكيف يسحلن في الشوارع، وكيف يشار إليهن من كلمات وتهديدات بذيئة، وإشارات خسيسة، وما يمارس ضدهن من تحرشات، وانتهاكات تشيب لها الرؤوس، وتقشعر منها الأبدان، في بلد الأزهر، وقلعة الإسلام، تحت علم وسمع وبصر الرموز الدينية الرسمية في الأزهر، بل ومباركتها !

    قالوا: دستور العلم، وما زال الحرم الجامعي والمدن الجامعية تئن من سطوة رجال الأمن، وتستجير من بطش البلطجية، الذين يستعين بهم الأمن علنا ويستأجرهم، منذ وطئت أقدامهم أرض الجامعات، ودنست مدرعاتهم ساحاتها، وفتكت أسلحتهم بطلابها.

    وما زال الطلاب والطالبات يعانون أشد المعاناة، ويتجرعون مرارة البطش والقهر!

    وأي ضمان لنتائج هذا الاستفتاء، وإن كان نزيها، في ظل العصف بإرادة المصريين، والضرب بنتائج الاستفتاءات والانتخابات الخمسة السابقة عُرض الحائط، واعتقال نواب الشعب ووزرائه خلف القضبان؟!

    لذلك أرى أن هذا الدستور باطل، دعت إليه سلطة باطلة، وقام بإعداده لجنة باطلة، وجاءت نصوصه لتكرس للباطل، فأنا أدعو المصريين في الداخل والخارج إلى مقاطعة هذا الدستور، وأفتي بحرمة المشاركة فيه، أو المساهمة في كل ما يقوي شوكة هؤلاء الانقلابيين، أويثبت أركان حكمهم.

    وأرى المقاطعة للاستفتاء عليه، هي رد الفعل الشعبي المناسب، على إلغاء تصويت المصريين في انتخابات مجلسي الشعب والشورى والرئاسة، والاستفتاء على الدستور، فلسنا مضطرين للتصويت على (دستور الميتة) كما وصفه أحد أشد المتحمسين له!!

    وإنني أحذر هؤلاء الانقلابين من بطش الله وسطوته، ومن غضب الجبار وانتقامه، أحذرهم دموع اليتامى، ودعوات الثكالى، أحذرهم سهام الليل التي لا تخطئ!

    أتهـــــزأ بالدعــاء وتزدريه** ولا تدري بما صنع الدعاء

    سهام الليل تخطي ولكن ** لها أمـــد وللأمـــد انقضاء

    فيمسكها إذا ما شاء ربي ** ويرسلها إذا نفذ القضاء

    فلا يغرنهم حلمه وهو الحليم، ولا إمهاله، فإنه يمهل، ولا يهمل،والله تعالى يملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته، قال سبحانه: (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ) (القلم:44-45 ).

    وقال عز وجل: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا) ( الطارق:15-17)

    وقال تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (النمل:50-52 )

    (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) ( يوسف:21)

    يوسف القرضاوي

    رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

    ــــــــ

    [1] رواه أحمد (5702)، والنسائي في الكبرى، كتاب البيعة (7782)، وابن حبان في السير (4514)، والحاكم في الإيمان (264)، عن كعب بن عجرة.

    ورواه أحمد أيضا (14441) وقال مخرجوه: إسناده قوي على شرط الشيخين، والحاكم في الفتن ( 8302) وقال: صحيح، وأقره الذهبي.


    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
    التعديل الأخير تم بواسطة بهجت عبدالغني ; 13-01-2014 الساعة 09:03 AM

  2. #522
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي


    بوابة الحرية والعدالة :

    6 أبريل: بعد طلب السيسي تفويض الترشح للرئاسة تأكدنا أن 30 يونيو انقلاب عسكري

    علَّق شريف الروبي، مسئول الاتصال السياسي لحركة 6 أبريل، على كلمة عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع الانقلابي، خلال ندوة تثقيفية بمسرح الجلاء للقوات المسلحة، ومطالبته بتفويض الجيش وطلب الشعب لترشحه للرئاسة، قائلا: "بعد حديث السيسي عن ترشحه للرئاسة تأكدنا أن 30 يونيو "انقلاب عسكري".

    وقال الروبي، خلال مداخلة هاتفية لفضائية "الجزيرة مباشر مصر": "خرجنا في 25 يناير وما تلاها من موجات ثورية؛ لكي يكون حكم البلاد مدنيًا، وأن تكون مؤسسة الجيش منوطة بالحفاظ على الأمن القومي، بما يمثل انتقالا نحو دولة عصرية حديثة".





  3. #523
    الصورة الرمزية نافع مرعي بوظو شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 691
    المواضيع : 62
    الردود : 691
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهجت الرشيد مشاهدة المشاركة

    موقع القرضاوي :

    نص الفتوى:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    فتوى سماحة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول وجوب مقاطعة دستور الانقلابيين

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..

    ولهذا استجاب نبي الله موسى لهذا الأمر فقال: (رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَى فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ) (القصص: 17).


    انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم (( من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)) والكذب على رسول الله صلى الله علية وسلم هو كذب على الله
    لأنه هو المبلغ عن الله ....

    وكما نعلم فليس الخطأ من الكذب .

    ولكن تساهلنا وعدم حرصنا على الدقة في كتابه الأية أو الحديث قد يوصلنا إلى ذلك.

    لذلك وجب التنويه للخطأ الوارد في الآية الكريمة الواردة بنص سماحة الشيخ رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين .

    والخطأ من المصدر أي الموقع الأصلي لرئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين و لم يحصل أثناء النقل طبعاً

    والصواب هو : (رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ) (القصص: 17).

    بغض النظر عن باقي أركان الموضوع الذي ربما كان لي عودة إليه لاحقاً.

    والله وراء القصد .

    أنا طلاَّعُ مجْدٍ للنُّجومِ ولا أخشى لمن تحتَ الغيومِ

  4. #524
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي


    تمّ التصحيح أخي العزيز نافع
    شكراً على التنبيه
    وبارك الله فيك



    محبتي ودعائي






  5. #525
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي


    جريدة الشعب الجديد :


    المؤامرة| تواضروس يلتقي دحلان لإعداد سيناريو الحرب الاهلية

    في إعلان صريح للحرب على الإسلام التقى البابا تواضروس برجل المخابرات "الإسرائيلية" الأول في فلسطين و مصر محمد دحلان الذي يمتلك مليشيات مسلحة تعمل في سيناء ؛ اصطلح ضباط المخابرات المصريون على تسميتها بـ "المماليك" ويقترب أسلوب عملهم من أساليب وحدات المستعربين التي تديرها الموساد و الشينبيت .
    و قد قامت حماس بتحجيم نشاط دحلان في غزة كثيرا إلا أنها لم تنجح بالطبع من خلع جذوره من سيناء لأنها لا سلطة لها فيها
    و في ظل سعي دحلان لخلافة محمود عباس فإنه يتفانى في خدماته لإسرائيلو لذلك تعمل ميليشياته في مصر لخدمة الأسياد العبرانيين .
    و تواضروس أيضا يدير ميليشيات مسلحة تُعرف باسم "الكتيبة الطيبية" و كذلك يتم تدريب "كشافة الكنيسة" على السلاح و أعمال حرب العصابات .
    و شارك الإثنين معاً في كثير من عمليات الإرهاب التي أضعفت نظام الرئيس مرسي عن طريق "البلاك بلوك" و يتردد كلام على ألسنة بعض ضباط الجيش أنهم شاركوا في فض رابعة و النهضة و غير ذلك من المذابح .
    و إعلان ظهورهما معا الآن يعني أنهما يعدان لسيناريو حرب أهلية عنيف و قمع فتحاوي/صليبي لنشاط الإسلاميين في مصر وربما يكون بديلا للشرطة المصرية حال سقوطها مجددا في يناير و رغبة الجيش في الحفاظ على بنيته دون انشقاق لأن الجيش إذا تدخل أكثر بمعنى اشتباك الوحدات القتالية الفعلية في الشوارع فلابد أن ينشق منه من لا يستطيعون توجيه أسلحتهم في صدور أهلهم .







  6. #526
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي


    رصد :

    قال الداعية الكويتى الدكتور طارق سويدان - اليوم الخميس - إن تزوير نتيجة الانتخابات بالكمبيوتر في عهد مبارك, لا تختلف عن تزويرها بالقمع لكل مخالف في استفتاء دستور مصر, على حد تعبيره.

    و أضاف سويدان عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" : "يضحكني كذلك من يتابع نتيجة التصويت على الدستور في مصر, كأنه لا يعرف أن النتيجة ستكون نعم والنسبة أعلى من دستور ٢٠١٢ حتى يثبتوا نجاحهم!!"





  7. #527
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي


    الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين :

    تحليل د. نادية مصطفى للمشهد المصري الراهن

    - الحراك الطلابي أكد أن حكومة الببلاوي سمك لبن تمر هندي

    - الانقلاب يتصالح مع الكيان الصهيوني ويتهم المخالفين بتهديد الأمن القومي!

    - التفاوض بين الانقلاب وتحالف دعم الشرعية مرحلة لا بد منها.. وتحديدها بيد الخارج!

    - تصريحات ساويرس تضع النار على البارود وتدخل مصر في حرب طائفية


    لتحليل المشهد المصري، والحالة الثورية التي ما زالت مستمرة ومتوهجة منذ أكثر من 6 شهور في الشوارع لرفض الانقلاب العسكري، والتحديات التي تواجهها.

    نستكمل حوارنا مع د. نادية مصطفى, الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لتدلو بدلوها في كيفية المحافظة على السلمية، وتأثير المشاركة الطلابية في كسر الانقلاب, وكيف ترى سبل حل الأزمة الراهنة، ودور الأصابع الخارجية في اشتعال وتأجيج الصراع، وتأثيرات المشهد السياسي المصري على القضية الفلسطينية .. وغيرها من الموضوعات التي فرضت نفسها على المشهد المصري..

    مؤامرة

    ما تقييمك للحراك الثوري في الشارع والذي يزداد يوما بعد يوم؟

    هذا الحراك بدأ من 22 يونيو؛ الجمعة التي دعا للخروج فيها حازم أبو إسماعيل، وكان هذا الخروج بحس فطري بعد التأكد من أن هناك مؤامرة اتضحت أبعادها ليس لإسقاط الرئيس المنتخب فقط بل لإسقاط ثورة 25 يناير كلها وإسقاط كل استحقاقاتها، التي تمتع بإنجازاتها الإسلاميون والوطنيون الذين كانوا ضد مبارك، وشاركت فيها القوى الوطنية بروافدها المختلفة؛ الإسلامية وغير الإسلامية .

    وقد أخذ هذا الحراك الشعبي عدة مراحل من التحذير بأن هناك شيئًا ما سيحدث، ثم الرفض، ثم المقاومة لما حدث، ثم كسر إرادة الانقلابيين لاعتقادهم بأن الشعب لن يقاوم بعد الإعلان عن انقلاب 3 يوليو، فكم مرة انقلبت السلطة على الإخوان وذبحتهم واعتقلتهم وعذبتهم ولم يشعر بهم أحد ولم يثر الشعب، لكن بعد أن اتضحت حقيقة وأهداف الانقلاب وحقيقة ما يمثله من مخاطر على الأمن القومي ثار الشعب وخرج للشارع تعبيرا عن رأيه.

    ومن مرحلة كسر إرادة الانقلاب، إلى مرحلة التحدي بأكثر من طريقة، والأخطر من هذا أن عرّض "التحالف الانقلابي" للتخلخل والانهيار بعد الاحتفال بذكرى محمد محمود الثانية، وتفصيل قانون التظاهر وقمع الحركات الثورية ومنها من شارك في ثورة يناير، واتهامهم بأنهم عملاء غير وطنيين وطابور خامس ومضحوك على عقولهم.

    المشاركة الطلابية

    هل كان لمشاركة طلاب الجامعة تأثير ودور في مقاومة الانقلاب العسكري؟

    نعم .. ولقد كان أحد مظاهر تطور الحراك الثوري بعد دخول الجامعات وبعد المعارضة الطلابية ليصل لأعلى مستوى له خلال تلك المرحلة، ولا أتصور تصديق من يقول إن كل المتظاهرين في الشارع إخوان، وإلا فما علينا إلا أن نحترم الإخوان إذا كان هذا عددهم في الشارع، رغم أن السيسي قال بأن عددهم لا يتجاوز 5 % ، وإذا كان هذا وضعهم فلماذا الأمن مستنفر والدبابات في الشارع واعتقال المواطنين في الشارع ليلا نهار؟

    ولقد وضع هذا الحراك الثوري في الشارع بعد اشتراك طلاب الجامعات له التحالف الانقلابي وحكومة الانقلاب على المحك، ورغم الأموال التي جاءت لدعم الانقلاب فقد فشلت الحكومة في تحقيق الاستقرار للبلاد، كما تأكد أن حكومة الببلاوي سمك لبن تمر هندي، وأنها لم تحقق العدالة الاجتماعية أو تتح مساحة للحريات.

    وأنا أربأ بالوزير زياد بهاء الدين مشاركته في الحكومة الانقلابية ووقوعها في كثير من التخبط في مواقفها ناهيك عن أنها تأتمر بأوامر الفريق السيسي، ومن العار على الببلاوي كرجل في مكانته العلمية أن يقول إن الحكومة الحالية تعتمد على مساندة الفريق السيسي، وأتساءل هل الفريق يُخرج من جيبه ويعطي الحكومة أو يعطيها من ميزانية الجيش؟ فلا أحد يعرف عن ميزانية الجيش شيئًا، علما بأنه كان قد صرح بأنه انفق 2 مليار جنيه في الانتخابات السابقة من ميزانيته.

    وإذا كان الفريق السيسي وحكومة الانقلاب اعتمدت علي الحشود يوم 30 يونيو لتشرعن الانقلاب العسكري، فعليه أن يفتح الميادين، ولا يقطّع أوصال القاهرة والجيزة, وأن يعيد خطوط السكة الحديد، ليرى كيف سيأتي الناس من المحافظات للمطالبة بعودة الشرعية.

    حل الأزمة

    هل ترى د. نادية أن لخروج المصريين للشوارع يوميا في المسيرات مردود سياسي، وما مآل هذه الحشود؟

    الناس عرفت هدفها وعرفت أنه لا بد من كسر شوكة الانقلاب وكسر شبكة الاستبداد والمصالح ما بين القوى العلمانية ورجال الأعمال والخارج التي طالما وقفت ضد نظام ديمقراطي حر حقيقي تعددي في مصر شارك فيه الأغلبية وليس الأقلية, ويعطي فرصة للأغلبية أن تقدم نفسها كنموذج، وهذا لا يحدث في يوم وليلة, ويتطلب نفسا طويلا لإحداث تراكم في الحراك الثوري ومعارضة النظام.

    أما عن مآلات الوضع المصري فهذا يدخلنا لموضوع إدارة الصراع وكيف يكون؟ ونحن كأساتذة في النظريات السياسية نقول إنه لا بد من وجود أمر ثانٍ بجانب المسيرات والمظاهرات في الشارع، فأفق الحل السياسي يقرر بضرورة الدخول في حل تفاوضي للخروج من الأزمة، واتضح خلال الـ 6 شهور الماضية للانقلاب أنه لن يكسب الجولة.

    لقد انضمت للتحالف الوطني قوى مدنية، وهناك قوى أخرى ترفض الانقلاب والخروج على الشرعية، لكنها لا توافق على استعاده د. مرسي رغم أنه قال إن عودة الشرعية أمر لا يتعلق بشخصه بل يتعلق بالمبدأ، لأنه لا يمكن خلع رئيس مدني منتخب بهذه الطريقة وإن لم نتمسك به فسوف يتكرر ذلك مع أي رئيس مدني منتخب، وإذا ما كانت هناك محاسبة لرئيس الجمهورية فلابد أن تكون وفق إجراءاتٍ حددها الدستور.

    وسياسيا فأي حرب مهما طالت, ولو فقد كل فريق مليون فرد من أنصاره فلابد أن تأتي لحظة تعكس توازن القوى، وعليهم أن يجلسوا إلى طاولة المفاوضات ليتكلموا ويقروا وضعا جديدا. وتبدأ من سعي الطرف الذي بدأ الانقلاب، ويكون لدى الطرف صاحب الحق رؤية لما يجب أن تكون عليه مصر في المستقبل، وإلى أن يحدث ذلك سيظل للعسكر دور في إدارة شئون البلاد.

    تهديد الأمن القومي

    وما رأيك في اعتقال المستشار الخضيري؟

    هذا يدل على ارتباك الانقلابيين، الذين ما زالوا مستمرين في الاعتقالات والقتل المباشر بالرصاص الحي, وغير مقبول أن يتم توجيه تهم للمستشار الخضيري أو المستشار هشام جنينة، كما لا يقبل أن يعتقل أصغر عضو في أي حزب أو جماعة, أو مواطن وتلفق له تهم، وتوظف النيابة والقضاء والقانون في لعبة سياسية على هذا النحو.

    ولقد ارتبط الانقلاب باتهام المناهضين له بأنهم يمثلون تهديدا للأمن القومي المصري، رغم أن قادة الانقلاب يتحالفون وينسقون ويتصالحون مع العدو الإسرائيلي، وهذا يبين أن الانقلاب لم يكن هدفه إزاحة رئيس الجمهورية وعمل انتخابات رئاسية مبكرة، بل الانقلاب على مسار ديمقراطي كامل وثورة كاملة وترتيبات شرعية كاملة.

    التفاوض

    ومتى تأتي مرحلة التفاوض؟

    لا أعلم, لأن الخارج يلعب لعبة خطيرة وصعبة جدا لا نعلم مداها، فالكونجرس مثلا أعلن عن أنه سيخفف القيود على المعونات، وهنا يعتقد الانقلاب أن أمريكا رضيت عليه، ثم يأتي وزير الدفاع وينتقد ممارسات الانقلاب ومحاكمات المدنيين، وما زال الأوربيون والروس يلاعبون حكومة الانقلاب، ولقد زار وزير الدفاع الروسي مصر منذ فترة لتوصيل رساله معينة ولم نرَ وجهه بعد ذلك، وخلالها تم الإعلان عن صفقة سلاح بملياري دولار ستدفعها الإمارات، وهكذا يلعب الغرب دائما لعبة حبك المؤامرات واستمالة طرف على حساب آخر، ثم استمالة الطرف الثاني علي حساب الطرف الأول، ليصلوا في النهاية إلى استمرار حالة المواجهة والصراع بين الطرفين.

    والخارج دائما كان موجودًا في كل الصراعات الإقليمية: العراقية الإيرانية، العراقية الكويتية، والعراقية الكردية، وكذلك الحالة السورية، فيترك الطرفين في حالة تطاحن حتى تُنهك قواهما, وعند الجلوس لمائدة المفاوضات يضمن الغرب عدم الإضرار بمصالحه.

    وهل يمكن أن تظل المقاومة سلمية في مواجهة دبابات الجيش ومدرعات الشرطة وقناصات الداخلية؟

    لابد أن تظل المقاومة سلمية مهما ارتكب الانقلاب من انتهاكات ومجازر، ولابد من عدم تحويلها إلى درجة من درجات العنف حتى لو كان عفويا، وقد يحاول البعض جر المناهضين للانقلاب إلى درجة من العنف ربما لا تكون ممنهجة أو مدبرة أو تسير على خط متصاعد، لكنها بالتأكيد ستوظف لصالح الانقلاب ليزيد من درجة عنفه، واستئصاله للمخالفين، لبيين للعالم أنه في موقف رد الفعل ضد الارهابيين، وهذا ما يخطط له الجميع، وأن يقتتل الشعب المصري.

    نجيب ساويرس

    وهل تصريحات رجل الأعمال المسيحي نجيب ساويرس تصب في اتجاه الاقتتال المصري المصري؟

    نعم .. فتصريحه كرجل أعمال قبطي يهدف إلى إدخال البلاد في دوامة عنف متعمدة، وجر مصر لحالة احتراب طائفي خطيرة جدا، وفتح الباب أمام لجوء القوى الانقلابية إلى استخدام أساليب أشد قمعا وفتكا لمواجهة رافضي الانقلاب العسكري الدموي مما هي عليه الآن.

    ولا يمكن قبول اتهامه للإسلاميين والرافضين للانقلاب بممارسة العنف، لأنهم سلميون منذ اللحظة الأولى للانقلاب، وما يموج به الشارع من مظاهرات ليست عنفا بل للتعبير عن رفض الانقلاب. ماذا يقصد ساويرس بقوله إن القوى الليبراليبة لم تنزل للشارع لمواجهه العنف؟!، وكأن في الشارع عنفا إسلاميا! وكيف يقال عمن يقاوم الدبابات والقناصة والطائرات بالطوب إنه إرهابي ويُحدث عنفا في الشارع ووجب على ساويرس مواجهته؟!

    كما أنه لا بد من التفريق بين ما يحدث في سيناء وما يحدث في باقي محافظات مصر ، ولا بد من الفصل بين الحالتين قدر الإمكان.

    كيف يقول ساويرس إن الإسلاميين "بتوع" عنف، أما هم فليسوا "بتوع" عنف؟ هل نسي نفسه ومن معه من "بتوع" جبهة الإنقاذ وأنهم من وفروا الغطاء السياسي لعمليات العنف التي اندلعت منذ 24 أغسطس 2012 في مليونية أبو حامد في المنصة ضد الرئيس مرسي وما تلاها من أمور ومظاهرات الــ 100 يوم وما حصل فيها من عنف في الشارع، وبالتدريج لما بعد الإعلان الدستوري وحرق مقرات حزب الحرية والعدالة, وإضرابات أقسام الشرطة التي أغلقت 35 قسم شرطة، وما حدث في بورسعيد بعد الأحكام على المدانين في مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 74 من خيرة شباب مصر، وظللنا بعدها ما يقرب من 3 شهور في أعمال عنف، استدعت أن يعلن الرئيس المنتخب حالة الطوارئ التي لم يطبقها الجيش والشرطة ولم يُحكموا تطبيقها كما أحكموا تطبيقها بعد الانقلاب العسكري.

    من كان ينظر لكل أعمال العنف هذه والاعتداء على فندقي شبرد وسميراميس، وإغلاق ميدان التحرير لما يقرب من 4 شهور، واعتبار من فيه هم الثوار والأحرار، وإعطاء صورة أن هذه الاشكال الاحتجاجية هي بوادر ثورة على د. مرسي نظمت لها حركة تمرد، واستكملت دورها في 30 يونية، وكانت هذه هي الصورة التي أرادوا ترسيخها في ذهن الشعب المصري.

    لقد لجئتم يا ساويرس إلى العنف من قبل بأموالكم وفضائياتكم وتصريحاتكم، لجأتم للعنف في الشارع، وها أنتم الآن تتهمون من قاوم الانقلاب بالعنف، وتنفون عن أنفسكم العنف، وكأنكم مخلوقون بلا عنف وأن الإسلاميين فقط هم أهل العنف!

    وتتمثل الخطورة في تصريحات ساويرس في قوله إنهم سينزلون لمواجهة الــ 400، 300 واحد الذين يتظاهرون في الشارع ضد الانقلاب بالأسلحة، فمن أنتم الذين ستنزلون بجانب الجيش والشرطة لوقف ما تسمونه عنفا؟ والأخطر أنها تأتي من ساويرس كرجل أعمال مسيحي ليعطي الضوء الأخضر في الدخول في الاحتراب الطائفي، وهو رمز من رموز الجماعة المسيحية في مصر، هذه التصريحات بكل تأكيد " تضع النار على البارود".

    لذا فعلى التحالف الوطني لدعم الشرعية وكل الحركات والقوى المناهضة للانقلاب أن تلتزم بالسلمية حتى النهاية، وأن يتسم المتظاهرون بالسلمية وضبط النفس قدر الإمكان، وإن حدثت بوادر عنف يجب أن يُظهروا سياقاتها والمسئول عنها، حتى لا تنجر مصر إلى ما يريده لها أعداؤها في الداخل والخارج، لأنه لن تلفق التهم فيها إلا للإسلاميين ومعارضي الانقلاب جملة وتفصيلا ، لتبرير وتمرير إجراءات أكثر قمعية واستئصالية للقضاء على الإسلاميين والمناهضين للانقلاب.

    تهويد الأقصى

    ذكرتي في إحدى تغريداتك على شبكة التواصل الاجتماعي أن الخارج خاصة أمريكا وإسرائيل وضعتا كل الأشواك لإفشال تجربة الإسلاميين وتجربة د. محمد مرسي، نرجو توضيح ذلك؟

    لم يكن هذا بناءً على رأي شخصي، لكن بناءً على ما نشر لخبراء وقادة إسرائيليين وأمريكان في مقالات وتصريحات نشرت في أماكن كثيرة تؤكد أن إسرائيل وأمريكا تدعمان الانقلاب، وأن إسرائيل تضغط على أمريكا لتأخذ في الاعتبار مصالحها، وأنها تنسق تنسيقا كبيرا فيما يحدث في سيناء، وإسرائيل ليس من مصلحتها أن يحكم الإسلاميون مصر لأنه في هذه المرحلة حدث دعم لحماس وحدثت المصالحة بين حماس والسلطة، وتزايد الحديث في اتجاه رفع الحصار الدولي عن حماس، واعتداء إسرائيل عليها في نوفمبر 2011 ، والإنجاز العسكري لحماس وقدرتها على ضرب الكيان الصهيوني في الصميم وتهديد الأمن الإسرائيلي.

    الآن تجري مفاوضات بين السلطة وإسرائيل، وتضع إسرائيل اللمسات الأخيرة لتهويد الأقصى، وإسرائيل عموما لا تريد أي رئيس إسلامي أو وطني، وقد تتمكن إسرائيل من الاستيلاء على الأقصى في ظل الانقلاب العسكري لمصر، لذا فهي تدير الحرب والصراع عن بعد.

    وكان من إنجازات د. مرسي في ملف السياسة الخارجية أنه أعاد الحقوق الفلسطينية باعتبارها حقوقاً سياسية وليست حقوقا إنسانية، وهو ما لم يكن يتم تداوله من قبل.

    مرسي وأمريكا

    وقد يكون هذا ما تسبب في حدوث أزمة بين مرسي والرئيس الأمريكي أوباما، أليس كذلك؟

    فرض مرسي خطابا معينا على العالم في القضية الفلسطينية، فلم يذكر إسرائيل في أي خطاب من قبل، وحينما ذهب لإيران أشار إلى ضرورة إخلاء المنطقة من السلاح النووي، وطالب إسرائيل باحترام اتفاقياتها وعدم نشر الأسلحة النووية، وحينما رفض مقابلة أوباما كان بسبب اشتراطهم عليه ألا تأتي في تصريحاته عبارات معينة تدل من قريب أو بعيد عن معاداة إسرائيل.

    ومن هنا لابد أن نقول إنهم لم يجدوا لديهم شيئا يؤكد أن مرسي استمر في إرث خطاب مبارك.

    خريطة العالم

    هل ما يحدث في مصر يعيد ترتيب خريطة القوى العالمية وما يحدث من انقلاب في العالم؟

    لا يعيد ترتيب خريطة القوى، بل يختبر إعادة ترتيب خريطة القوى العالمية، المقولة التي شاعت مع الانقلاب أنه جاء لإجهاض مشروع الشرق الاوسط الكبير وإعادة تقسيم مصر والمنطقة التي كان يرغب فيها ويدبرها مرسي والإخوان، ولا أدري كيف كان مرسي سيبيع مصر لإسرائيل أو سيبيع قناة السويس لقطر.
    فمشروع الشرق الأوسط الكبير مخطط له منذ عام 2005، وكان هدفه نشر الديمقراطية، لكن بعد 11 سبتمر رأت أمريكا أنه لا يمكن أن تنشر ثقافة الديمقراطية، لكنها تريد إدارة المنطقة علي النحو الذي لا يهدد مصالحها، فإن كانت الديمقراطية تأتي بغير حكام تقليديين هرمين في المنطقة فإنها تكفر بالديمقراطية.







  8. #528
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي


    صحيفة ( The Times of Israel ) :

    Senior Egyptian diplomat quietly attends Sharon memorial ceremony


    دبلوماسي مصري رفيع المستوى يحضر بهدوء حفل تأبين شارون .








  9. #529
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي


    البيان :

    دواعي القلق الصهيوني على مستقبل الانقلاب

    صالح النعامي


    على الرغم من أن القادة الصهاينة يجاهرون بحقيقة أن كيانهم هو أكثر الأطراف استفادة من الانقلاب العسكري في مصر، إلا إنهم في المقابل يبدون قلقاً هائلاً إزاء فرص نجاحه، ويشككون في قدرة السيسي على تثبيت أركان حكمه، وهذا يعني أن "إسرائيل" باتت تأخذ بعين الاعتبار إمكانية انهيار منظومة الانقلاب. ولقد باتت محافل التقدير الإستراتيجي في الكيان الصهيوني ترفع صوتها في التعبير عن القلق على مصير الانقلاب. وقد وصل الأمر إلى حد أن الجنرال عاموس يادلين،، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية المعروفة بـ " أمان " قد توقع أن يشهد عام 2014 إما سقوط الانقلاب، أو حدوث تطورات تفضي إلى سقوطه. فحسب يادلين، فأنه يكاد من المستحيل أن يقبل المصريون الذين ثاروا ضد مبارك وخلعوه أن يسلموا ببقاء " الديكتاتورية العسكرية "، التي يحاول السيسي تثبيت أركانها، مشيراً إلى أن العداء لجماعة الإخوان المسلمين: "لن يكون سبباً كافياً لإقناع المصريين بالصمت على حكم عسكري". وفي تحليل استشرافي للبيئة الإستراتيجية الإسرائيلية خلال عام 2014، توقع يادلين أن تفشل " الديكتاتورية العسكرية " في مصر، مشيراً إلى أن "تعاظم وعي الجماهير بحقوقها، وتحررها من حالة الخوف والرعب لا تسمح بعودة الأمور إلى نقطة الصفر، وتقبل المصريين مجدداً العيش تحت كنف العسكر "، على حد تعبيره. وسرعان ما يصل يادلين إلى مبتغاه من إثارة هذه النقطة،حيث يشير إلى أن "إسرائيل" ستتعرض لمخاطر كبيرة جراء سقوط الانقلاب أو ضعف مؤسساته. وحسب يادلين، فأن الرفض الجماهيري لحكم العسكر في مصر سيفضي إلى حالة عدم استقرار تقلص قدرة الدولة على فرض سيطرتها على سيناء، مما يعني زيادة فرص استهداف " إسرائيل " من قبل " تنظيمات الجهاد العالمي ". ولم يفت يادلين، الذي يرأس " مركز أبحاث الأمن القومي "، الذي يعتبر أهم مركز تفكير إسترايجي في " إسرائيل "، التذكير بأن الانقلاب الذي قاده السيسي، ونجاح نظام الأسد في البقاء جعل عام 2013 مثلا نقطة تحول فارقة نحو تراجع التهديدات الإستراتيجية التي تراكمت أمام "إسرائيل" مع اندلاع ثورات الربيع العربي. وإن كان الكيان الصهيوني معني جداً بإضعاف الجيش المصري وقدراته الحربية وإمكانياته القتالية،إلا إنه في المقابل معني بأن يواصل قادة الجيش الاحتفاظ بمواطن النفوذ في مصر. فحسب يادلين، فأن الجيش المصري يعتبر أكثر المؤسسات قرباً من دوائر صنع القرار في تل أبيب وأكثر استعداداً للتجاوب مع المطالب الصهيونية. أي أن عودة الجيش المصري للعب الدور الرئيس في مصر يمثل مصلحة كبيرة لإسرائيل، لأنه سيقلص إلى حد كبير من فرص المس باتفاقية " كامب ديفيد "، التي تمثل أحد أهم أعمدة الأمن القومي " الإسرائيلي ".

    رهانات في محلها

    وبالنسبة للصهاينة، فأن التجربة الحالية تدلل على أن الرهانات على قيادة جيش الانقلابيين كانت في محلها، حيث أن هذا الجيش يشن حرباً " لا هوادة فيها " ضد التنظيمات الإسلامية التي تمثل خطراً مباشراً على الكيان الصهيوني "، علاوة على أنه يقوم بالتضييق على حركة حماس، وهو ما أدى إلى تقليص المخاطر الإستراتيجية عن كاهل إسرائيل خلال عام 2013، كما يؤكد يادلين. ما يدفع "إسرائيل" لمحاولة انجاح الانقلاب هو أن بقاء الانقلاب وتواصل انشغال الجيش المصري في الشأن الداخلي يعني تكريس ميل موازين القوى لصالح الكيان الصهيوني لأمد بعيد، سيما إذا أضفنا إلى ذلك حقيقة تفكك الجيش السوري نتاج سياسات النظام. ومما يحسن البيئة الإستراتيجية للكيان الصهيوني حقيقة تخلي نظام الأسد عن مخزونه من السلاح الكيماوي. وتسجل "إسرائيل" ما تصفه بـ "الانجاز" المهم الذي نجم عن الانقلاب، ألا وهو إضعاف حركة حماس، بعد أن فقدت مساعدة حكم الأخوان بقيادة مرسي. إن هناك إدراك واسع أن الانقلاب الذي قاده السيسي قد أسهم في تقليص قدرة حماس على معارضة المفاوضات،مما سمح لرئيس السلطة محمود عباس بمواصلتها، وهو ما أدى في النهاية إلى تحسين المكانة الدولية للكيان الصهيوني، وأبطأ - وإن كان بشكل مؤقت – من وتيرة حملة نزع الشرعية عن " الدولة العبرية "، التي تعاظمت خلال الأعوام الأخيرة. ولا خلاف داخل "إسرائيل" على إسهام الانقلاب في تقليص الأضرار الناجمة عن ضعف مكانة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. وقد رجح المستشرق الصهيوني رؤفين بيركو أن تكون التهديدات المتكرر التي يطلقها قادة الانقلاب في مصر ضد حركة حماس تهدف بالأساس إلى مغازلة الأمريكيين. وحسب بيركو ،الذي تولى في الماضي مناصب في شعبة الاستخبارات العسكرية أن السيسي يحاول من خلال هذه التهديدات لفت نظر الأمريكيين إلى أنه يجدر بهم الاستثمار في دعم حكمه بسبب دوره في محاربة الحركات "الإرهابية".وأوضح بيركو أن هناك أطراف داخل سلطة الانقلاب ترى أنه بدون تضييق الخناق على حركة حماس فلن يتم القضاء على جماعة الإخوان المسلمين

    حشد الدعم والتحريض

    وقد تبين أن الكيان الصهيوني قد لعب دوراً مركزياً في دفع مجلس الشيوخ الأمريكي للموافقة على تقديم مبلغ مليار ونصل المليار دولار لمصر. وقد نشر في "إسرائيل " أن كبار مستشاري نتنياهو قد أوضحوا لقادة الكونغرس أن هو تقديم الدعم لسلطة الانقلابيين مهم للحفاظ على اتفاقية "كامب ديفيد". وقد تبين أن كلاً من السفير "الإسرائيلي" في واشنطن رون ديمريل ورئيس مجلس الأمن القومي يوسي كوهين لعبا دوراً مركزياً في اقناع قادة الكونغرس باستئناف الدعم الأمريكي لمصر. وقد اجتمع كل من ديمريل وكوهين بأعضاء مجلس الشيوخ الذين أبدوا في البداية معارضة شديدة لاستئناف المساعدات لمصر على اعتبار أن استئناف المساعدات لمصر يعد تجاوزاً للقانون الأمريكي، الذي يحظر تقديم العون لسلطة انقلبت على حكومة منتخبة ديموقراطياً. وقد استعانت "إسرائيل" بنتائج أبحاث أعدها قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" ودلت على المخاطر الكبيرة الناجمة عن عودة جماعة الإخوان المسلمين للحكم. إن إسرائيل تنطلق من افتراض مفاده أن مواصلة تأمين الدعم السياسي وتدفق المساعدات الاقتصادية لسلطة الانقلاب مهم جداً، على اعتبار أنهما قد يسهمان في تقليص فرص انهياره. و"إسرائيل"، لا تتورع في توجيه انتقادات لاذعة للغرب لأنه لم يبد تأييداً سياسياً حاسماً لا لبس فيه لسلطة الانقلاب. وفي سعي واضح لاقناع قادة الغرب لدعم السيسي، عكفت "إسرائيل" على تحسين صورة الانقلابيين من خلال "شيطنة" جماعة الإخوان المسلمين أمام الغرب. من هنا، لم يكن من سبيل المفارقة أن كان مركز أبحاث "يروشليم"، الذي يديره دوري غولد، كبير مستشاري رئيس الحكومة الصهيوني بنيامين نتنياهو، قد أصدر حتى الآن 8 دراسات، جلها تتناول سبل دعم الانقلاب العسكري. وفي المقابل، فأن هذا المركز أصدر أربع دراسات بهدف تشويه صورة الإخوان المسلمين في الغرب وتخويف قادته من هذه الجماعة. وفي ورقة بحثية حديثة صدرت عن هذا المركز، أعدها السفير الصهيوني الأسبق في القاهرة تسفي مزال جاء أن الانقلاب الذي قاده السيسي قد خلص العالم من نازية جديدة، وأن مرسي كان في الواقع هتلر جديد. وهذا ما استدعى معد الدراسة لمطالبة الغرب بتقديم الدعم بدون تحفظ لسلطة الانقلابيين في مصر على اعتبار أنها السلطة الوحيدة التي " تشن حرباً لا هوادة فيها على التطرف الإسلامي ".وحذرت الدراسة من أن عدم تأييد الغرب الانقلاب في مصر بصورة واضحة سيشجع الإخوان على مواصلة نضالهم لزعزعة الاستقرار من أجل العودة للحكم. وحاولت الدراسة دحض القول إنه لا يمكن تبرير الانقلاب على مرسي لأنه زعيم منتخب، بالقول أن هتلر كان أيضاً منتخباً، مع العلم أن الرئيس مرسي كان حذراً جداً في تصريحاته، ولم يتمكن من الانشغال بالسياسة الخارجية. الدراسة لم تكتف بذلك، بل إنها زعمت أن الأخوان يخططون للسيطرة على الغرب وإسقاط دوله من الداخل، زاعمة أن مخططات " الإخوان المسملين " تقوم على التسلل الممنهج والهادئ إلى جميع أذرع الحكم في الدول الغربية عبر استغلال قيم الديموقراطية وحرية التعبير ". وحرضت الدراسة الغرب على المنظمات الإسلامية العاملة في الغرب، زاعماً أنها تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، مشيرة إلى أنها أسست مساجد ومراكز ثقافية من أجل نشر دعوة الإخوان المسلمين.وادعت الدراسة أن جماعة الإخوان المسملين استغلت تعاظم عدد المسلمين والعرب المهاجرين لاوروبا والولايات المتحدة وأقامت مؤسسات تمثلهم، زاعمة أن عدد هذه المؤسسات يعد بالآلاف، وتضم مؤسسات نسائية، ونقابات مهنية وثقافية وأخرى. وحسب الدراسة، فأن جميع المؤسسات الإسلامية الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة تقع تحت سيطرة جماعة الإخوان المسلمين. وهاجمت الدراسة بشدة الدول والإعلام الغربي الذي يصر على النظر لما حدث في مصر على أساس إنه انقلاب غير شرعي، منتقدة بشكل خاص وصف الكثير من النخب الغربية لجماعة " الإخوان المسلمين " بأنها جماعة " معتدلة أو برغماتية "، وأنها تسلك نهجاً غير عنفي. وادعت الدراسة أن سلوك ومبادئ جماعة الإخوان المسلمين يتناقض تماماً مع وصف الاعتدال، الذي تسمه بها النخب الغربية. ومواصلة للشيطنة، زعمت الدراسة أن جماعة الإخوان المسلمين هي المسؤولة عن ولادة " السلفية الجهادية "، التي تقاتل الغرب. وعلى الرغم من الخلافات الكبيرة بين جماعة الإخوان والسلفية الجهادية التي وصلت إلى حد المواجهة المسلحة كما حدث في غزة، إلا أن الدراسة تدعي أن جماعة الإخوان المسلمين مسؤولة عن عمليات القتل التي تستهدف المسلمين وغير المسلمين والتي تنفذها جماعات السلفية الجهادية، على حد زعمها.

    مناخ ثقافي " مثالي "

    إن أحد دواعي اطمئنان إسرائيل للانقلاب هو دوره في التأثير على المناخ الثقافي المصري بشكل يسهم في تكريس الشرعية للكيان الصهيوني وتغليب روايته التاريخية للصراع. فقد عنت وسائل الإعلام " الإسرائيلية " بشكل كبير بما صدر عن عدد من كبار أبواق الانقلاب، مثل يوسف زيدان جمال أبو الحسن، والذي وصل إلى حد التعبير عن عن انتقاد الرفض العربي لوعد بلفور، وإنكار القضية الفلسطينية.وقد حظيت المقابلة التي أجرتها قناة "سي بي سي " بتاريخ 30 ديسمبر الماضي مع يوسف زيدانوالذي يعد أحد أكبر الأبواق المدافعة عن الانقلاب باهتمام كبير من النخب الإسرائيلية، بسبب ما تضمنته من مواقف من "إسرائيل"، مع العلم إن الذي أجرت المقابلة مع زيدان هي لميس الحديدي. وفي مقال نشره في موقع "إسرائيل بلاس"، احتفى الكاتب "الإسرائيلي" جاكي حوكي بشكل خاص برفض زيدان الموقف العربي من وعد بلفور،الذي منح لليهود الحق في إقامة "وطن قومي" على أرض فلسطين، حيث انتقد زيدان بشكل خاص وصف العرب للوعد بأنه" وعد من لا يملك لمن لا يستحق".

    ما تقدم يشي بالأسباب التي تدفع الكيان الصهيوني لإبداء القلق الشديد على مصير الانقلاب وسلطته، فنجاحه في البقاء يمثل مصدر مهم للحفاظ على مصالح "إسرائيل".





  10. #530
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي


    رصد :

    أكد الدكتور أحمد مطر،رئيس المركز العربي للبحوث السياسية والاقتصادية، أن حكومة الانقلاب العسكري قامت بتسويد 17 مليون إستمارة، من أصوات الناخبين الذين قاطعوا الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور، الذي وضعته لجنة الخمسين، والتي عينها قادة الانقلاب.

    وأشار إلى أن عدد الناخبين الكلي بلغ 53 مليون ناخب تقريبآ، وعدد الذين أدلوا بأصواتهم : 4 ملايين و 465 ألف . بنسبة 8 % تقريبآ، والأصوات الباطلة : 32 ألف، و الذين قالوا لا : 437 أل، الذين قالوا نعم : 3 مليون و 996 ألف.

    وأضاف عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن العدد الذي سيتم الإعلان عنه غدآ هو: حضور 21 مليون بنسبة 40% .، ونسبة الموافقين بنعم التي سيتم الإعلان عنها غدآ = 97.3% .










صفحة 53 من 56 الأولىالأولى ... 234344454647484950515253545556 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. باقات مختارة من الساحة السياسية
    بواسطة حاتم ناصر الشرباتي في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 03-08-2012, 11:33 PM
  2. دراسة: تجريد إسرائيل من شرعيتها على الساحة الدولية
    بواسطة عبدالصمد حسن زيبار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-07-2010, 07:31 PM
  3. شكر للإدارة الكريمة وللاعضاء الأفاضل على تهنئة بيوم ميلاد سعيد !!
    بواسطة وفاء حسن الأيوبي في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 29-06-2008, 09:18 AM
  4. ما كنتَ يوما لي و ما كنتَ يوما لغيري ..
    بواسطة وفاء شوكت خضر في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 36
    آخر مشاركة: 04-11-2007, 01:19 AM