اذا تجاوزنا جدل الحشود والأعداد الذى تصدمك فيه بجاحة منقطعة النظير ، مستندة على اخراج سينمائى ومؤثرات ضوئية وصوتية وخدع بصرية من سينمائيين محترفين تُظهر المئات فى التحرير والاتحادية كأنهم ملايين .
دعونا من هذا الجدل حول الأحياء والذى يُوقن العالم كله أنه لصالحنا بلاشك ، وتعالوا ندخل فى جدل الأموات الراحلين للآخرة .
فبرهان الثورة الأكبر والأهم هم شهداؤها .. أعدادهم ، مع النظر الى أوقات الايقاع بهم وتصاعدها يوماً وراء يوم دليلاً على الثبات والعقيدة والتحدى والصمود .
فهذه ثورتنا والجميع يتابع مشاهد شهدائها ويتشبع بروائحهم الزكية ويطهر زيغ عينيه بلونها الأحمر .
فهلا ذكرتمونا بأنه كان هناك شهيداً واحداً أو جريحاً أو مخدوشاً لتمرد أو لثورة 30 يونيو المزعومة ؟
هذا ميزان استراتيجى للثورات ؛ فاذا لم يسجلوا فى دفترها اسم شهيد واحد ؛ فليست بثورة .
اذا أرادوا فعلاً أن ينعموا بهذا الشرف ، وأن ينتقلوا من الفسحة والنزهة وأكلة الفسيخ فى شم النسيم الى الثورة الحقيقية التى يسجلها التاريخ تحت هذا العنوان الكبير العظيم فليأتوا الينا وليُراق دمهم على الأرصفة وليتلقوا بأجسادهم معنا قنابل الغاز وروائح البارود وطلقات الرصاص ، وليرتقى منهم شهداء .. عندها نصبحَ شركاء حقاً فى ثورة يناير الثانية .
أما اذا ظلوا يُدندنون حول الأعداد فى حماية الأمن وفى مرمى كاميرات وأضواء خالد يوسف ، فسينساهم التاريخ سريعاً وسيزولون ويتغيرون بتغيرات الواقع والسياسة ، أما الباقون فهم الثوار وقيم الثورة وثوابتها وما صنعته فى وجدان الشعوب .
يا ثوار يونيو .. موتوا معنا ان كنتم صادقين