أين نبلُ المتخاصمين الفرسان ؛ كيف تنهشون فى لحم ذبيحة بيد الجزار ، من أين جاءتكم هذه القسوة والجرأة على التحريض على القتل والابادة وارتكاب المجازر فى حق أناس يعبرون عن آرائهم بسلمية ، فقط لأنهم مختلفون معكم ؟
أين ذهبتْ الضمائر ، وأنتم لا تجدون لذة الحياة الا بالانفراد على حساب الجثث والجماجم وباحتساء كؤوس دماء آلاف الأبرياء ، فقط لأنهم يرفضون ما توافقون عليه ويؤمنون بمُثل غير مُثلكم ، ولهم سلوك فى الحياة غير سلوككم ؟
هل من حقكم أن تلغوا حقوق الملايين وتطمسوا ملامحهم وتكتموا أصواتهم لتشعروا بلذة الانتصار وتنعموا بالظهور والتمكين ؛ فلا صوت فى الساحة الا أصواتكم ولا ملامح الا ملامحكم ، وسُحقاً سُحقاً للبدائيين الرجعيين الظلاميين الارهابيين ؟!
الاخوان المسلمون بشر يخطئون ويصيبون ، ورغم الخطاب التحريضى والعنصرى ضدهم فى الاعلام وغيره ، لكن ألا تُخفون اعجاباً وانبهاراً بهذا الاصرار والجاهزية الدائمة على التعامل مع المواقف ، وعلى البقاء فى الميادين والشوارع بهذه الاعداد الهائلة تنظيماً واطعاماً وتأميناً وتنظيراً وتضحية ، مع ادارة الازمة سياسياً بشكل جيد بالنظر الى التحديات والضغوط حتى لو اختلفتم مع وجهة نظرهم وآرائهم .
هناك من يريد افناءهم من الوجود ، لتخلو له الساحة ويحظى بمغانمه دون تنغيص ، ولشعوره بالعجز أمام ما يرى من ثورية حقيقية صادقة .
الاخوان ليسوا وحدهم فى المشهد لكنهم مع غيرهم من الاسلاميين جزء مهم منه .
وللكثيرين مَواجد وغُصَص مع كثير من الاخوان بسبب مواقف شخصية ، وهناك من يختلف معهم سياسياً ويتحفظ على أدائهم ، ومن الناس من يتأذى من بعض التصرفات هنا أو هناك ، وعلى الساحة خصوم وسياسيون يضمرون الحقد والكراهية الشديدة لهم ، لكن أين نبلُ الفرسان عند الخصومة ، وأين من يرفع القبعة لصمود الجماهير المصرية الأسطورى طوالَ خمسة أسابيع فى ظروف عصيبة وتحت القصف الاعلامى المُرعب والحرب النفسية القاسية .
لمن ينتهز فرصة حبس واعتقال خصومه لينهش فى أعراضهم ، ولمن يقتنص فرصة ضعف الاسلاميين وعجزهم ليُجهز عليهم وينالهم بأحقر الشتائم وكيل الاتهامات المُلفقة ، ولمن يُحرض على قتل الضعفاء العُزل فى الميادين ؛ أزف موقفاً من مواقف الفرسان النبلاء ليتعلموا كيف يكون شرف الخصومة ، فى زمن عز فيه الشرفاء .
فعندما طلبَ الزعيم عبد الناصر من المُفكر خالد محمد خالد رحمهما الله مُهاجمة الاخوان قالَ له : " نعم أنا على خلاف مع الإخوان وكنتُ أهاجمهم وأرد عليهم يوم أن كانوا أقوياء يستطيعون مواجهتي والرد علي ، أما الآن وهم في محْنة ولا يملكون القدرة على مواجهتي فلن أكتب ضدهم حَرفا ًواحداً ، ولن أتفوه بكلمة واحدة فليس من المُروءة أن أجْهزعلى جريح ، والإخوان الآن مُثخنون بالجراح " .
سَلاماً وتحية واعزازاً وكرامة على الشرفاء الأحْرار النبَلاء .
عَاراً وندامة وخسة وخسَاسَة على العبيد الصغار الأذلاء .