رفضناك يا عيد
يا عيدُ اغْرُبْ عن أماسينا
فالموتُ أضْرى في لَيالينا
ذكّرتَني الأحبابَ إذْ رحَلوا
يا ويحَ قلْبي ما جرَى فينا؟
يا عيدُ في أهْدابِِنا وجَعٌ
قد صارَ جُرْحُ القلبِ يُدمينا
قلْ لي : فهلْ تُغنيكَ موْعظتي؟
لا عيدَ في الأحزانِ يُنْجينا
هل دمعةُ الثّكْلى ستعرفُها
أفراحُ عيدٍ كان يُحْيينا؟
أثوابُ عيدِ الفطر زاهيةٌ
من كان يَشريها فتُرضينا ؟
أينَ الّذي في العيدِ يلبَسُها؟
أرجوحةُ صارتْ تُنادينا
كانتْ أغاني الطّفْلِِ تُفْرحُنا
للموْتِ قد صارَتْ أغانينا
والغرّةُ السمراءُ يا ولَهِي
لَمْلمْتُها بالهدْبِ تُبكينا
والطفلةُ الحسناءُ أوجعَها
أمسى أنينُ الغَدْرِ يَكْوينا
كم راقصَتْ أكتافَها شغَفاً
ضفيرةٌ تلهو بوادينا!
هل نحملُ البُشرى مُكللةً
أمْ ( آسَ ) قبْرٍ في أيادينا؟
وقُبلةٌ في العيدِ أرسلُها
للقبْرِ؟ إنَّ الفقْدَ يُضنينا
فالآن صارَ الجُرحُ يسألني :
هل فجْرُنا يوماً سيأتينا؟
طالتْ ليالي الظُّلمِ يا بلدي
والياسمينُ الغضُّ يُشْجينا
لكنّنا والله هامَتُنا
تسمو سحاباً في أعالينا
كي نرسم َالأمجادَ يا وطَني
فوق النّجومِِ الغرِّ تُعْلينا
فلنقْتطِفْ من صُبْحِنا ألَقاً
والحبُّ ينمو في بَوادينا
والشمسُ في الأنْحاءِ ساجدةٌ
توضَّأتْ منها روابينا
وترحلُ الأبوامُ عنْ كَبدي
كي تُورقَ الدُّنيا أمانينا
والحقلُ يزهو في تمايُلِهِ
ولتنشِ سحْراً مَناحينا