أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 28

الموضوع: وداعا رمضان

  1. #1
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي وداعا رمضان


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أحبتي في الله
    بالأمس رحل شهر رمضان
    وفاز من فاز وخسر من خسر
    فهل من عودة إليه مرة أخرى...؟؟؟!!!
    أم أن ضيفنا الأخير سيسبقنا إليه قبل أن يعود من جديد...؟؟؟!!!
    أردت فتح هذا المتصفح قبل رحيل رمضان ولكن الظروف لم تسمح
    فمعذرة منك يا رمضان نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    ......
    أسأل الله لنا ولكم القبول والفوز
    وكل عام وأنتم بخير

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي


    [ ~ وداعا رمضان ~ ]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    بخُطى مُثقلةٍ وأنفاسٍ لاهثةٍ ..
    والكون وسط السُكون قد غرقا ..
    ولوعة لا تبلى في لحظةٍ لا تُنسى
    بليلٍ مُظلمٍ قد غسقا ..
    بحُرقةٍ تُلهبُ الأحشاء وعبرة تكوي الحدقا ..
    أرجُوه المكوث وما بعد أيامٍ معدُوداتٍ له من بقا ..
    انقضى رمضانُ والعُمرُ مني قد سُرقا
    لهْف نفسي المُختنقة !!
    من لي بتراويح بين الصحب والرفقا ؟!
    في مسجدٍ يُضاهي القمر إذا اتسقا ..
    وقُرآن فيه علا وبلغ الأفُق ..
    كطيب المسك قد عبقا ..
    من لي بتراويح بين الصحب والرفقا ؟!
    تُزيلُ عن القلب من الدُنيا ما علقا ..
    وأين أجدُ دُروس الذكر والحلق ؟
    تُريحُ رُوحا ألفت الهم والقلق ..
    انقضى رمضانُ والعُمرُ مني قد سُرقا ..
    من للجائع يُطعمُهُ ..
    من للمسكين يذكُره ..!
    بصدقاتٍ، عن أعيُن الناس له وقا ..
    يا راحلا مضى وانطلقا ..
    والنبضُ لرحيلك خفق وانصب الدمع مُندفقا ..
    لم الرحيل ؟!..
    وقد طابت فيك الطاعاتُ صدقا ..
    لا رياء ولا ملقا ..
    ولا مللتُ بباب العفو والمغفرة الدق والطرق ..
    فُؤاد بالله قد وثق ..
    ودعاهُ في سكينةٍ أن يا رب الليلة الليلة عتْقا عتْقا ..
    انقضى رمضانُ والعُمرُ مني قد سُرقا ..
    بكت العينُ وغدا القلبُ مُحترقا ..
    وحُق البُكا لعاشقٍ عابدٍ مُتبتلٍ في حُبه قد صدقا ..
    فطُوبى لمحب للمجد قد سبقا
    للمكرُمات سما وارتقى ..
    انقضى رمضانُ والعُمرُ مني قد سُرقا ..
    رفقا أيا سيدي رفقا ..
    أما لنا من ميعادٍ ومُلتقى ؟!
    أم سأكونُ راحلة حين تعُود على من بقى !!
    وأتيتُ على كُل من بالشعر قد نطقا ..
    فقال :
    رمضان خيرُ الشهُور ما مثلهُ الله خلقا ..
    انقضى رمضانُ وعمل المرء ما خُرقا ..

    بقلم وريشة:
    هداية



  3. #3
  4. #4
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي


    قَلوبِ الصائمين

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    وداعاً يا شهر يا رمضان ! وداعاً يا شهر الخيرات والإحسان !
    وداعاً يا ضيفنا الراحل ! مضى كثيرك ولم يبق بين أيدينا منك إلا أيام قلائل ،
    عشر تجاورنا اليوم وهي إلى الرحيل أقرب من البقاء ، ولئن قال ابن رجب في لطائفه عند الفراق :
    ياشهر رمضان ترفّق ، دموع المحبين تدفّق ، قلوبهم من ألم الفراق تشقّق...
    عسى وقفة للوداع تطفيء من نار الشوق ما أحرق...
    عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ماتخرّق...
    عسى منقطع من ركب المقبولين يلحق ، عسى أسير الأوزار يُطلق...
    عسى من استوجب النار يُعتق . اهـ
    فما أحرانا بتدبّر قوله بفعل يطفيء حرارة الوداع...!!!
    كيف حال قلوب الصائمين بعد رمضان ..!
    الناس بعد رمضان فريقان: فائزون وخاسرون.
    فيا ليت شعري من هذا الفائز منا فنُهنّيه؟ ومن هذا الخاسر فنُعزّيه؟!
    رحل رمضان ورحيله مُّر على الجميع، الفائزين والخاسرين...
    الرحيل مر على الفائزين؛ لأنهم فقدوا أياماً ممتعة، وليالي جميلة، نهارها صدقة وصيام، وليلها قراءة وقيام،
    نسيمها الذكر والدعاء، وطيبها الدموع والبكاء، شعروا بمرارة الفراق؛ فأرسلوا العبرات والآهات، كيف لا وهو شهر الرحمات، وتكفير السيئات، وإقالة العثرات؟!
    كيف لا والدعاء فيه مسموع، والضرّ مدفوع، والخير مجموع؟!
    كيف لا نبكي على رحيله ونحن لا نعلم أمن المقبولين نحن أم من المطرودين؟!
    كيف لا نبكي على رحيله -أيها الأحبة- ونحن لا ندري أيعود ونحن في الوجود أم في اللحود؟!
    الفائزون من خشية ربهم مشفقون! نعم.
    هم فائزون ولكنهم من خشية ربهم مشفقون {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}
    أما المفرّطون -نعوذ بالله من حالهم- أناس قصّروا فلم يعملوا إلا القليل، نعم.
    صلّوا التراويح والقيام سراعاً، فهم لم يقوموا إلا القليل، ولم يقرأوا من القرآن إلا القليل،
    ولم يقدّموا من الصلوات إلا القليل، الصلوات المفروضة تشكو من تخريقها ونقرها،
    والصيام يئن من تجريحه وتضييعه، والقرآن يشكو من هجره ونثره،
    والصدقة ربما يتبعها مَنٌّ وأذى، الألسن يابسة من ذكر الله، غافلة عن الدعاء والاستغفار،
    فهم في صراع مع الشهوات حتى في رمضان، لكن فطرة الخير تجذبهم،
    فتغلبهم تارةً ويغلبونها تارات، فهم يصلّون التراويح، لكن قلوبهم معلقة بالرياضة، ومشاهدة المباريات، ورمضان هذا العام يشهد بمثل ذلك.
    أيها الأحبة!
    هذه بعض الثوابت الإيمانية التي رأيناها في رمضان، ولا ينبغي لمسلم صادق أن يتخلى عن هذه الثوابت بعد رمضان،
    ونحن في أمس الحاجة إلى وصية سيد ولد عدنان إلى وصية الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام، حينما جاءه سفيان بن عبد الله وحديثه في صحيح مسلم وقال:
    (يا رسول الله! قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك،فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:قل آمنت بالله ثم استقم).
    وهاهو شهر رمضان قد انتهى، انتهى شهر الصيام والقيام والقرآن والبر والجود والإحسان...
    فيا عين جودي بالدمع من أسف على فراق ليالٍ ذات أنوار...
    على ليالٍ لشهر الصوم ما جُعلت إلا لتمحيص آثام وأوزار...
    ما كان أحسننا والشمل مجتمع منّا المصلي ومنّا القانت القاريء...
    فابكوا على ما مضى في الشهر واغتنموا ما قد بقي إخوتي من فضل أعمار
    وهكذا أسرعت أيام الخير والبر والفضل والطاعة،ولا شك أن ربّنا جلّ وعلا قد اختص رمضان بكثير من رحماته وبركاته،
    فأنت ترى الناس تُقبل على طاعة الله في رمضان بأريحية عجيبة، وبيسر وسهولة غريبة؛
    لأن الله قد هيّأ الناس في رمضان للطاعة، وقد سهل الطاعة للصادقين من المؤمنين في رمضان...
    ولكن ليس معنى ذلك أن نُعرض عن كثير من الثوابت الإيمانية بعد رمضان،
    فأنت ترى المساجد معطّرة بأنفاس الصائمين في رمضان،
    وترى صفوف المصلين مزدحمة في رمضان؛ بل وترى البرّ والجود والإحسان والبذل والإنفاق والعطاء والذكر والتوبة والاستغفار،
    وترى حرص الناس على الطاعة،فترى المحسن يقول للمسيء إليه: اللهم إني صائم، يذكّر نفسه بالله جل وعلا، وبطاعة الله.
    حافِظوا على صَلاتِكُم والنَوافِل ،والصيام التَطوعي , وأذكاركم ، وكثير من عبادتكم التي أوجبها عليكم خالقكم .

    منقول


  5. #5
  6. #6
  7. #7
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي

    قصيدة كم فيك من مِنح
    للدكتور: عبد الرحمن الأهدل

    رَمَضَـانُ دَمْعِـيْ لِلْفِرَاقِ يَسِيْلُ ** وَالْقَلْبُ مِنْ أَلَمِ الْـوَدَاعِ هَـزِيْلُ
    رَمَضَـانُ إِنَّكَ سَـيِّدٌ وَمُهَـذَّبٌ ** وَضِيَـاءُ وَجْهِـكَ يَا عَزِيْزُ جَلِيْلُ
    رَمَضَـانُ جِئْتَ وَلَيْلُنَا مُتَصَـدِّعٌ ** أَمَّا النَّـهَـارُ بِلَهْـوِهِ مَشْغُـوْلُ
    فَالْتـَفَّ حَـوْلَكَ سَادَةٌ ذُو هِمَّـةٍ ** لَمْ يُثْنِهِمْ عَنْ صوْمِهِمْ مخـذُوْلُ
    قَامُوا لَـيَالٍ وَالدُّموْعُ غَـزِيْرَةٌ ** وَيَدُ السَّخَاءِ يَزِينهَا التّـَنْوِيْـلُ
    سَجَـدُوا لِبَارِئِهِمْ بِجَبْهَةِ مُخْلِصٍ ** وَأَصابَ كُلاًّ زَفْرَةٌ وَعَوِيْـلُ
    كَمْ فِيْكَ مِنْ مِنَـحِ الإِلَهِ وَرَحْمَـةٍ ** وَالْعِتْـقُ فِيْكَ لِمَنْ هَفَا مَأْمُـوْلُ
    وَسَحَائِبُ الرَّحَمَاتِ فِيْ فَلَكِ الدُّجَى ** فِيْ لَيْـلَـةٍ نَادَى بِهَا التنزِيْلُ
    وَمَلاَئِـكُ الرَّحْمَنِ تُحْيِـيْ لَيْلَهَا ** فِيْهِمْ أَمِـيْنُ الْوَحْي جِبْرَائيْلُ
    وَعِصَـابَـةُ الشَّيْطَانِ فِيْ أَصْفَادِهَا ** قَـدْ ذَلّـَهَا التَّسْبِيْحُ وَالتَّهْلِيْلُ
    تِلْكَ الْمَسَاجِـدُ وَالدُّعَـاءُ مُدَوِّيٌ ** لِلَّهِ جَـلَّ جَلالُـهُ التَّـبْجِـيْلُ
    رَبَّاهُ فَارْحَـمْ فَالذُّنُوْبُ تَتَابَعَتْ ** كَالْموْجِ فِي لُجَجِ الْبِحَاِر يَسِيْرُ
    وَاغْفِـرْ لِعَبْـدٍ آبَ أَوْبَـةَ صَادِقٍ ** وَاقْبَلْ دُعَـاءً حَرْفُـهُ مَذْهُـوْلُ
    أَنْتَ الْمُجِـيْبُ وَأَنْتَ أَعْظَمُ مَنْ عَفَا ** أَنْتَ السَّمِيْعُ وَإِنْ دَعَاكَ جَهُولُ
    ذَنْبِـيْ وَإِنْ مَلأَ الْبِحارَ فَـإِنَّـهُ ** فِيْ عَفْوِ مِثْلِكَ يَا كَرِيْمُ قَلِيْـلُ
    ثُمَّ الصَّـلاةُ عَلَى النَّبِيِّ وَآلِـهِ ** وَالصَّحْبِ مَا شَمِلَ الدُّعَاءَ قَبُوْلُ


  8. #8
    الصورة الرمزية أحلام أحمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 2,289
    المواضيع : 41
    الردود : 2289
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي

    توديع رمضان
    إبراهيم بن محمد الحقيل
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الخطبة الأولى:
    أما بعد:
    فهذه آخرُ جمعةٍ من رمضان، وهكذا تمضي الأعمار، وإنما العبد جملةٌ من أيام؛ كلما ذهب يوم ذهب بعضه.
    هذا رمضان يمضي، كما كان بالأمس يأتي، فسبحان من قلّب الليل والنهار، وأجرى الدهور والأعوام، وفي ذلك مُعْتَبَرٌ للمعتبرين، وموعظة للمتقين.
    هذا رمضان تلك السنةُ يشيّع، تطوى صحائفه بأعمال العباد، ولا تنشر إلا يوم القيامة للحساب، ولا ندري أندرك رمضان القابل أم لا؟! فالله المستعان!
    فحُقَّ لرمضان أن يُبكى له ويُبكى عليه، كيف لا يبكي المؤمن عليه وفيه تفتح أبواب الجنان؟! وكيف لا يبكي المذنب على ذهابه، وفيه تُغلق أبواب النيران؟! كيف لا يُبكى على وقت تسلسل فيه الشياطين!!
    فيا لوعة الخاشعين على فقدانه، ويا حرقة المتقين على ذهابه!!
    كان منهم القائم القانت في محرابه: (يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ) [الزُّمر:9] ويخشى عذابه، ومنهم من قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره، وتجرّد من الدنيا وقطع عن نفسه كل العلائق، وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقرب منه، فما بقي في قلبه غير الله تعالى، وليس له همٌّ إلا مرضاته، يتمثل قول داوود الطائي -رحمه الله- حينما كان يناجي ربه في ليله فيقول:
    "همُّك عطَّل عليّ الهموم، وخالف بيني وبين السُّهاد، وشوقي إليك أوبق مني اللذات، وحال بيني وبين الشهوات".
    هذا حال الصائمين القائمين، عرفتهم المساجد والخلوات، يطيلون القيام، ويتلون القرآن، ويُلحُّون في الدعاء، ويعلنون الإنابة، ويناجون الرحمن، بينما غيرهم في مجالس الزور مجتمعون على عرض الشيطان، وبرامج الفسّاق.
    ماذا دهى الصالحين؟! وما الذي دعاهم إلى طول التهجد ومكابدةِ السهر والنصب؟!
    إنهم يلتمسون ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فلو نطقت المساجد لقالت:
    "يا ليلةَ القدرِ: للعابدين اشهدي، يا أقدام القانتين: اركعي لربك واسجدي، يا ألسنة السائلين جدِّي في المسألة واجتهدي".
    ها هو ذا رمضان يمضي، وقد شهدت لياليه أنين المذنبين، وقصص التائبين، وعبرات الخاشعين، وأخبار المنقطعين، وشهدت أسحاره استغفار المستغفرين، وشهد نهاره صوم الصائمين، وتلاوة القارئين، وكرم المنفقين، إنهم يرجون عفو الله، علموا أنه عفوٌ كريم يحب العفو فسألوه أن يعفوَ عنهم.
    لما عرف العارفون جلاله خضعوا، ولما سمع المذنبون بعفوه طمعوا، ما ثمَّ إلا عفوُ الله أو النار، لولا طمعُ المذنبين في العفو لاحترقت قلوبُهم باليأس من الرحمة؛ ولكن إذا ذكرت عفوَ الله استروحت إلى برد عفوه، كان أحد الصالحين يدعو قائلاً:
    "جرمي عظيم، وعفوك كبير، فاجمع بين جرمي وعفوك يا كريم".
    هذا دعاء الصالحين، وهكذا قضوا رمضان، فلهم الحق أن يبكوا في ختامه؛ لما له من لذة في قلوبهم، ومع ذلك فهم وجلون من ربهم، خائفون من الردِّ وعدم القبول، يعلمون أن المعوَّل على القبول لا على الاجتهاد، وأن الاعتبار بصلاح القلوب لا بعمل الأبدان.
    كم من قائم محروم!
    ومن نائم مرحوم!
    هذا نام وقلبُه ذاكر، وهذا قام وقلبُه فاجر؛ لكن العبد مأمور بالسعي في اكتساب الخيرات، والاجتهاد في الصالحات، مع سؤال الله القبول، والاشتغال بما يصلح القلوب، وهذا دأبُ الصالحين.
    قال يحيى بن أبي كثير:
    "كـان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً".
    وقال ابن دينار:
    "الخوف على العمل أن لا يتقبل أشدُ من العمل".
    وقال عبد العزيز ابن أبي روّاد:
    "أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلوه وقع عليهم الهمُّ أيقبلُ منهم أم لا".
    أيها الإخوة:
    وأعظم علامةٍ على القبول:
    استمرارُ العبد على الخير والعمل الصالح بعد رمضان، قال بعضهم: ثوابُ الحسنةِ الحسنةُ بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنةٍ بعدها كان ذلك علامةً على قبول الحسنةِ الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة ردِّ الحسنة وعدم قبولها.
    إن مقابلة نعمةِ إدراك رمضان والتوفيق لصيامه وقيامه بارتكاب المعاصي بعده لَمِن فِعْلِ من بدل نعمة الله كفرًا، فإن كان قد عزم في صيامه على معاودة المعاصي بعد انقضاء الصيام فيخشى عليه أن يكون صيامه مردودًا، وباب الرحمة في وجهه مسدودًا، إلا أن يعجِّل بتوبة نصوح، ما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها، وأحسنُ منها الحسنةُ بعد الحسنة تعقبها، وما أقبحَ السيئةَ بعد الحسنة تمحقها وتعفوها!
    ذنبٌ واحد بعد التوبة أقبحُ من سبعين ذنبًا قبلها، ما أقبح النكسة بعد التوبة!
    سلوا الله الثبات من تقلّب القلوب، ما أوحش ذلَّ المعصية بعد عزِّ الطاعة.
    يا معشر التائبين:
    لا ترجعوا إلى المعصية بعد رمضان، واصبروا عن لذة الهوى بحلاوة الإيمان، اصبروا لله تعالى يعوضكم خيرًا:
    (إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأنفال:70].
    يا معشر الطائعين:
    إن الأعمال التي كان العبد يتقرب بها إلى ربه في رمضان لا تنقطع بانقضائه؛ بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حيًّا، نعم لا يطيقها كلَّها، فيخففُها لكنه لا يقطعها، قيل لبشر الحافي:
    "إن قومًا يتعبدون ويجتهدون في رمضان، فقال: بئس القومُ قومٌ لا يعرفون الله حقًّا إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلَّها".
    وتلك قاعدة سنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله:
    "أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ". متفق عليه عن عائشة -رضي الله عنها-.
    قالت عائشة -رضي الله عنها-:
    "وكان أحبّ الدين إليه ما داوم عليه صاحبه".
    فربّ رمضان هو ربّ الشهورِ كلها -تعالى وتقدّس-، وعمل المؤمن لا ينقضي حتى يأتيه أجله.
    قال الحسن -رحمه الله تعالى-:
    "إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت
    ثم قرأ:
    (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ) [الحجر:99]".
    أما يستحيي قوم من ربهم إذا انقضى رمضان عطَّلوا المساجد والقرآن، وعادوا إلى الحرام، نعوذ بالله أن نكون منهم، هذا هو الحديث لمن قضوا رمضان في طاعة الله، ولمن كان رمضان مناسبة لتوبتهم، وميلادًا جديدًا لهم.
    لكن ماذا يقال لمن فاتتهم الفرصة فأضاعوا رمضان في اللهو والباطل؟!
    لا أحسن من أن يقال لهم: توبوا إلى ربكم، فما يزال ربكم يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ما يزال باب التوبة مفتوحًا، فإلى ربكم أنيبوا.
    فإن كانت الرحمةُ للمحسنين فالمسيء لا ييأس منها، وإن تكن المغفرة مكتوبة للمتقين فالظالمُ لنفسه غيرُ محجوب عنها:
    (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزُّمر: 53].
    يا من ضاع منه رمضان: لا يضع منك عمرك، اختمه بتوبة عسى أجلُك أن يختم بالحسنى.
    يا أيها العاصي - وكلنا ذلك -:
    لا تقنط من رحمة الله لسوء عملك، فكم يُعتقُ من النار في ختام الشهر من أمثالك!!
    اصدق مع الله يصدقك، وأحسن الظن بربك وتب إليه فإنه لا يهلك على الله إلا هالك.
    يا شهر رمضان:
    ترفّق، دموع المحبين تدْفق، قلوبهم من ألم الفراق تشقق، عسى وقفة للوداع أن تطفئ من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعةُ توبةٍ وإقلاع أن ترفو من الصيام ما تخرق، عسى منقطعٌ عن ركب المقبولين أن يلحق، عسى أسير الأوزار أن يطلق، عسى من استوجب النار أن يعتق، عسى رحمة المولى لها العاصي يوفق، اللهم اجعلنا من المقبولين، اللهم سلمنا إلى رمضان وسلمه لنا، وتسلمه منا متقبلاً، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
    الخطبة الثانية:
    الحمد لله حمدًا ينبغي لجلال وجه ربنا وعظيم سلطانه، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، ذو الطول لا إله إلا هو إليه المصير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ خير من صام وقام، وأحسن الختام، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
    أما بعد:
    فاتقوا الله -عباد الله- فإن كان شهر التقوى قد آذن بصرم، ولم يبق منه إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها، فإن الله تعالى يجب أن يُتقى في كل وقت وحين، فهو دائم لا يزول، وحي لا يموت.
    أيها الإخوة المؤمنون:
    كتب عمر بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى- إلى الأمصار يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار والصدقة -صدقة الفطر-، فإن صدقة الفطر طُهرةٌ للصائم من اللغو والرفث، والاستغفارُ يرقع ما تخرّق من الصيام باللغو والرفث، ولهذا قال بعض المتقدمين:
    "إن صدقة الفطر للصائم كسجدتي السهو للصلاة".
    وقال عمر بن عبد العزيز في كتابه:
    "قولوا كما قال أبوكم آدم: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ) [الأعراف:23]،
    وقولوا كما قال نوح -عليه السلام-: (وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الخَاسِرِينَ) [هود:47]،
    وقولوا كما قال إبراهيم -عليه السلام-: (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) [الشعراء:82]،
    وقولوا كما قال موسى -عليه السلام-: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي) [القصص:16]،
    وقولوا كما قال ذو النون -عليه السلام-: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء:87].
    أيها الإخوة:
    لما كانت المغفرة والعتقُ من النار كلٌ منهما مرتبًا على صيام رمضان وقيامه، أمر الله -سبحانه وتعالى- عند إكمال العدة بتكبيره وشكره: (وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة:185].
    فشكرُ من أنعم على عباده بتوفيقهم للصيام، وإعانتهم عليه، ومغفرتهِ لهم به، وعتقهم من النار، أن يذكروه ويشكروه ويتقوه حق تقاته، وقد فسّر ابن مسعودٍ -رضي الله عنه- تقواه حق تقاته:
    "بأن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر".
    والتكبير مشروع من غروب شمس ليلة العيد إلى صلاة العيد، يجهر به الرجال في المساجد والأسواقِ والبيوت كما كان السلف يفعلون.
    ومن السنّة أن يأكل قبل الخروج إلى الصلاة في عيد الفطر تمراتٍ وترًا، ثلاثًا، أو خمسًا، أو أكثر من ذلك، يقطعها على وتر؛ لقول أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترًا". أخرجه البخاري.
    ويخرج النساءُ لصلاة العيد غير متبرجات بزينة ولا متعطرات، يحضرن الصلاة والذكر، ومما يلزم التنبيه عليه أن بعض الناس يُهمِل أهله وبناته في لباسهن فيكون فيه مخالفاتٌ شرعية، يخرجن يوم العيد يفتنَّ الناس، وسيسأل عن إهماله هذا يوم القيامة، فيجب على من استرعاه الله نساءً أن يطَّلع على لباسهن للعيد، فإن كان مباحًا وإلا منعهن من لبسه، حماية لهن من الوقوع في الإثم، وأداءً للأمانة التي حمَّله الله تعالى إياها.
    ثم إن كثيرًا من الناس بمجرد إعلان العيد يخرجون للأسواق، فتضيع ليلة العيد في التجوال في الأسواق مع ما تعجّ به من منكرات، فلا يسلم روّادها من الوقوع في الإثم والمنكر، وما هكذا يشكر الله تعالى في ليلة العيد التي ينبغي أن تقضى في الاستغفار والذكر حتى يختم الشهر بخاتمة حسنة.
    فاتقوا الله ربكم، وجددوا توبتكم، واحذروا الكفران عقب النعمة، والنكسة بعد التوبة.
    وصلّوا وسلّموا على محمد بن عبد الله كما أمركم بذلك ربكم.


  9. #9
  10. #10
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. وداعا وداعا أيا جدتي
    بواسطة عيسى سلامي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 11-11-2015, 09:57 AM
  2. وداعا رمضان.
    بواسطة ملاد الجزائري في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-07-2015, 03:17 PM
  3. وداعا رياض الطيور وداعا
    بواسطة شاهر حيدر الحربي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 24-04-2015, 08:18 PM
  4. وداعا داعا وداعا/ لتخليد ذكرى استشهاد الشهيد عدنان.
    بواسطة نادية بوغرارة في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 28-12-2012, 08:19 PM
  5. وداعا ً يا ضيا عيني وداعا
    بواسطة عبد المجيد أبومأمون في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 12-02-2006, 09:21 PM