في ظل البروبجندا الضخمة التي خاضها اليوم مدشنو الانقلاب ومهندسو فرضه أمرا واقعا ، من مؤتمرات عقدها مستشارو النظام المهترئ وناطقوه وأبواقه .
في محاولة منهم لمخاطبة الرأي العالمي والعمقين المحلي والإقليمي وتقديم كل الصور المنحرفة والمشوهة والمضللة ، تمريرا لمجازر قادمة وتبريرا لما سبق ولما يحدث من دموية إجرامية .
فتم وصف الأمر بأن الدولة المصرية تواجه إرهابا عاتيا وحربا إجرامية شرسة تستهدف الأرض والإنسان المصري تخوضها جماعات إرهابية!
ودعا الببلاوي ـ رئيس وزراء المنقلبين إلى حل جماعة الإخوان ، وحظرها !
وفي قراءتنا لهذه البروبجندا :
أولا : إن هذه المؤتمرات والحملات والتصريحات ، أتت في ظل ما يشاهده العالم من حصار مسجد الفتح في رمسيس ، وإطلاق النار والغازات والاعتداء والاعتقلات التي رآها القاصي والداني .
مما يؤكد عنجهية هؤلاء واستغفالهم للعقل الإنساني .
ثانيا : شهد الأمر تحولا في لهجة الخطاب من فض اعتصامات إلى مواجهة إرهاب .
وهي تعني نفي الآخر ، وهذا يمهد إلى القضاء الدموي على كل تظاهر أو اعتصام أو مسيرات تطالب برحيل الدمويين .
ثالثا : في ظل تركيز هذه الآلة الضخمة المفبركة حول اتهاماتها لجماعة الإخوان ومن يؤيدها من جموع الشعب ، بأنهم يحرقون الكنائس والمنشآت ويطلقون الصواريخ في سيناء .
فإن هدفهم جلي بيّن ٌ ؛ في استغباء الشعوب عبر العودة لما يعرف بكاتلوجات الستينات والسبعينات وداخلية حبيب العادلي في عهد البائد مبارك .
رابعا : كل ما تم اليوم من تكثيف للنشاط الإعلامي الإنقلابي على مستوى المستشارين والناطقين ، يمهد لخطاب سيخرج فيه السيسي وقد هُيّأ حسب مرادهم الجوُّ له ، ليطالب مرة أخرى في تفويض بالقضاء على الإرهاب !
ولكن هذه المرة سيطالب المجتمع الدولي والإقليمي ضمن مطالبة ستتكرر ، كي يقدم كل ما في جعبته من وسائل الوأد والدمار .
خامسا : الإعلام الرسمي الحكومي في ماسبيرو وأذياله وأتباعه في مدينة الافتضاح الإعلامي وإعلام الدول المؤيدة والداعمة للانقلاب والذي مهد عبر شهرين للوصول لهذا الدرك الإجرامي ، بطرق ووسائل يأباها العقل والمنطق ويشهد بتكذيبها الواقع وما يراه الناس عبر القنوات النظيفة من نقل للحقائق بكل شفافية وأمانة ومسؤولية ,,
هذا الإعلام سيقوم بدوره في جعل لغة الخطاب الرسمي الإنقلابي ، نغمة مكررة ، تبثها لعشاقها الذي استهواهم القتل والدم ، واستهانوا بكرامة الإنسانية .
أخيرا : بناء على ما تقدم وما يجري وما نتوقع فإن الدولة المصرية اليوم قد اغتصبت وسلبت ، فهؤلاء وكما يرى الشيخ رائد صلاح ، علينا أن نسأل حول انتمائهم للإنسانية وللبشر وليس للعروبة ولمصر .
هذا الاغتصاب الذي أوغل في الدم المصري ، لن يتراجع ، بل ستشتد شراهته ، وتتسع رقعة إراقته .
في ظل غياب من يوقف هذا المسلسل الإبادي على المستويين العربي والعالمي ، فمن أثارته الدماء اكتفى بالتنديد والشجب ، ومن أراد أن يبين تمسكه بمبادئ الديمقراطية أعلن الأسف .
فوسائل الضغط المتعارف عليها في ظل الحالة المصرية ضعيفة للغاية ولا ترقى لمستوى التفات المنقلبين إليها أو الاكتراث بها .
وما شاهدناه اليوم من مؤتمر باللغة الانجليزية لمستشارهم ، ما هي محاولة لتلميع صورة الانقلاب ولستر عورته المفتضحة .
وأختم بتساؤلين كبيرين :
هل الشعب المصري قادر على وقف هؤلاء وممقاومتهم ومن ثم محاسبتهم ومساءلتهم ؟
هل سينجح هؤلاء الدمويين في ترسيخ شرائع الغاب والاستقواء ، وتثبيت دعائم دولة قضت على حلم مصر ؟
والتساؤلات كثيرة .. ومتعددة ..
اللهم احقن دماء شعب الكنانة .. وانتقم ممن استباحوا طهرها ..