أختي العزيزة ....
أجمل التحايا أرسلها لكِ عبر هذه الأسطر القليلة في مضمونها ولكن كبيرة في قدرها عندي ، فهي رسالة من أخت تحترمك كثيرا ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختاه ....
لعلكِ تتساءلين عن سر هذه الرسالة ...!!؟ ولكن أمهليني قليلا من وقتك لكي تعرفي ...
عندما انضممت لنا هنا ، لفت انتباه الجميع ... تلك الأخت الكريمة ..الحيية ...الطيبة في تعاملها والهادئة في حديثها ...
اذا استمعنا لها ...أحببنا نبرة الصدق في صوتها ....
واذا تأملناها وجدنا في سمتها صورة المرأة المسلمة المعتزة بدينها .....الطبيبة المخلصة والحريصة على علمها وتقدمها في تخصصها ...
لفت انتباهي وبشدة استحياؤك ...وتجنبك لزملائنا في العمل ... وكلهم أفاضل ....لكنني فعلا تعلمت منك درساً لن أنساه عندما وجدتك تحرصين على الجلوس في الصفوف الأخيرة تجنبا للاختلاط بهم ...وحتى اذا ما طلب منك المشاركة في نقاشهم رفضت ....بل وتحرصين على وجودك في مجموعة تخلو منهم ....
أتأمل حجابك فأرى فيه الستر والعفاف ...والمصونة ....طرحة فضفاضة ونقابا ساترا....ورداءا واسعا ....
انظر في أظافرك ..فأعلم وبوضوح أنك تعنين ما تفعلينه وأنها ليست لمجرد عادة في بلادنا....
كل ذلك علمتني به الكثير والكثير يا أختاه....
فصرت أقارن بيني وبينك .... وأحاول أن أنافسك فيما تفعلين ....لأني اخترت طريقي الواضح في الوصول إلى جنة الرضوان ....
وأدعو لك ... بظهر الغيب .... فقد كنتِ قد اقتربت كثيرا من صورة نادرا ما يراها المرء
أختاه ....
ما الذي جرى لكِ ...؟ وما هذا التغيير ...؟ بل ما هذا التحول الجذري الرهيب .....؟
أتصدقيني لو قلت لك أني لم أتمالك دموعي وأنا أراك شيئا فشيئا تتنازلين ....
فمن نقابٍ إلى مجرد لثام يتزحزح ...حتى يظهر شعرك ...هذا إن لم يكن غطاء رأسك شفافاً
ومن ضيق إلى ضيق في حجابك حتى صار فستانا ....وما تحته أضيق ....
ومن أظافر آثار السنة واضحة عليها ...إلى أظافر طويلة منمقة ملونة ...كلها زينة ..يراها الأجانب عنك ....
أخيتي ... يا رعاك الله
متى ستعودين ...؟
متى ستستيقظين ...؟؟
أعلم جيدا أنك تتساءلين من أكون ...؟ ولا أخالك تجهلين حرصي على أن أبلغك هذه الرسالة فقط ....
فلا يهمني أن تعرفي من أنا ...؟ ولا يهمني أن أخبرك من أكون .....؟
كل ذلك إثباتا ...أني لا أريد سوى الخير لك ....
أختي في الله ....
هذي رسالتي لك....من حنايا قلبي أبعثها .....
لم أحبك إلا لله .... وفي الله .... ومن أجله .... كتبتها ... ومن أجلك أيضا ....
فإني والله ....الذي لا اله إلا هو ...... أريد لك الجنة ... ورضا الله عز وجل ....
اختاه ....
لا أشك في انك تعلمين حكم الحجاب ....وشروطه وحدوده ....ولا أشك أن عواصف عاتية قد هزت جوانب من حياتك ....لكن صدقيني الحل الوحيد لكل ذلك هو قربك من الله وعودتك لدرب رضوانه ....وطرق لأبواب رحمته وفرجه
فالبدار البدار يا غالية ...
وسوف ترين دموع التوبة تغسل كل همومك ....ودموع فرحتنا تنهمر سرورا لعودتك ....
هيا يا غالية
هاتي يدكِ وتذكري قوله عز وجل : " وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً "
وأبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى :
( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ..
يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي..
يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ) ..
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ! لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } .. أختاه يا رعاكِ الله ،،،، لا تظني أن عودتك لما كنت عليه أمرا ثقيلا أم محرجا ...بل إنه إعلان للجميع بأنك قد عدت إلى الله ...ولك كل الشرف بهذه المعية.....
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولك ....
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى
منقول