عناق صبح
غرّدي مثلَ البَلابلْ
واخطُري مثْلَ الأيائلْ
ناغِمي صوْتَ السَّواقي
واعْبُري بينَ الخَمائلْ
وانسُجي العشْقَ نسيماً
هامسيني في الأصائلْ
ودَعي الشَّمسَ تغنّي
واعزِفي لحنَ الأوائلْ
ما أحَيْلى لهْوَ عشْقٍ
في أهازيجِ السّنابلْ
حينَ شوقُ الروح يسعى
في دُروبٍ لا تُخاتلْ
يا فتاتي هِيَ روحي
تتسامى في المَراحلْ
هل قصيدُ الطّيْر لغْوٌ
وقوامُ الغُصْن مائلْ؟
لا تبوحي بجُنوني
هُوَ ذا قلبي مُقاتلْ
أحمقٌ في الحبِّ دوماً
وبأحْلامي أجادِلْ
هل نجومُ الصُّبْحِ غنَّتْ
لسوى همْسِ السَّواحلْ؟
يركَعُ الموْجُ ذلولاً
عندما تخْطو الجَنادِلْ
إن أردْتِ الحبَّ عذباً
فلْتكوني كالجداولْ
وانْثُري بعضَ عبيرٍ
من شَذا ورْدِ الجدائلْ
هل نبيذُ الحبِّ يحْلو
دونَ تحْريكِ الأناملْ؟
فاجعليني بوْحَ غيْثٍ
في أهَيْدابٍ سَوابلْ
فإذا ناغيْتِ قلبي
ردّدتْ لحْني العنادلْ
تتركُ الأرواحَ فرْحى
فجُنونُ الحُبَّ شامِلْ
فهْوَ يسمُو فوقَ آهٍ
يصنعُ الفجْرَ شَمائلْ
لستُ أرجوها جناناً
بينَ زِنْديْك البَدائلْ
فإذا هسْهسَ فجرٌ
صهلتَْ خيْلي الأصائلْ
فاجعلي بحْري عُباباً
تنْتشي فيه الغََوائلْ
لا تخافي يا فتاتي
فالهَوَى أمُّ الفضائل
وشفاهٌ سوْفَ تغْفو
عندَ شطٍّ لا يجامِلْ
هل تخافُ الفلْكُ يوماً
من بُحورٍ إنْ تُخاطِلْ
إنْ تكوني قرْبَ صَبٍّ
لم يَعُدْ يخْشى المَجاهِلْ